لا يساعد الاعتماد على الدراجة الهوائية للذهاب إلى العمل على تجنّب اكتظاظ الطرقات ومتاعب ركوب وسائل النقل العمومية فحسب، وإنما له الكثير من الفوائد الايجابية على الصحة النفسية والجسدية للإنسان، حيث كشفت دراسة نيوزيلندية أن الأشخاص الذين يذهبون إلى العمل بالدراجة الهوائية يقلّ خطر وفاتهم. وأشارت إلى أن الأشخاص الذين كانوا يستقلّون الدراجة الهوائية للذهاب إلى العمل كان بينهم معدل وفيات أقلّ بنسبة 13 في المئة خلال فترة الدراسة. وفي مقابل ذلك لم يكن هناك انخفاض في معدّل الوفيات للأشخاص الذين ذهبوا إلى العمل سيرا على الأقدام أو بواسطة وسائل النقل العام. وقالت الباحثة الرئيسية دكتور كارولين شو من قسم الصحة العامة في جامعة أوتاجو، إنه يتم الترويج “للنقل النشط” كوسيلة للتصدي لقضايا الصحة والبيئة، ولكن الربط بين وسائل النقل المختلفة مثل ركوب الدراجات الهوائية والمشي والنقل العام، وبين النتائج الصحية مازال غير واضح. وبحسب موقع “ساينس ديلي”، أجرى باحثون من جامعة أوتاجو في ويلنغتون وجامعة ملبورن وجامعة أوكلاند الدراسة. وكشفت دراسة كندية سابقة أن استخدام الدراجة الهوائية في الذهاب لمكان العمل بدلا من وسائل المواصلات التقليدية يساعد بالفعل على التخفيف من الشعور بالتوتر. ونبّه الباحثون إلى أنّ ركوب الدراجة إلى مكان العمل كل صباح أمر لا يعمل فحسب على تحسين حالة الإنسان الصحية، بل يحميه أيضا من الإصابة بالتوتر في وقت لاحق من اليوم. وتوصّلت نتائج الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتوجهون إلى أعمالهم بواسطة الدراجة الهوائية يشعرون بضغوط أقلّ في أول 45 دقيقة من بدء فترة العمل، وهو ما يعود بالأثر الإيجابي على أدائهم في العمل ويسمح لهم بأن يكونوا منتجين بقية اليوم. وقال الباحثون من جامعة كونكورديا الكندية إن ركوب الدراجة الهوائية صباحا يعتبر أفضل وسيلة للتخلّص من التوتر والإجهاد قبل بداية يوم العمل. وأضافوا “لقد أجرينا دراسات لمعرفة أفضل الطرق التي تساعد الإنسان على خفض التوتر قبل يوم العمل، خلال الدراسات قمنا بطرح العديد من الأسئلة على نحو 150 موظفا يعملون في أكبر شركات البرمجة العالمية، الأسئلة كانت حول طبيعة العمل اليومية ووسائل النقل التي يستخدمها هؤلاء الموظفون للوصول إلى عملهم كل صباح”. وكشفت نتائج الاستجوابات أن الموظفين الذين يأتون إلى عملهم كل صباح، مستخدمين الدراجات الهوائية أكثر إنتاجية ورضا عن عملهم وأقلّ توترا وإجهادا من الذين يستقلّون السيارات أو وسائط النقل العام كل يوم. وأكد المختصّون أن ركوب الدراجة يعتبر بمثابة النشاط المثالي الذي يؤثر إيجابيا على الحالة النفسية والجسدية للإنسان، حيث يساعد على تقوية عضلات الساقين بالنسبة إلى الرجال ويجعل النساء من ذوات السيقان الممشوقة.
مشاركة :