يبدو أن التصعيد بين قوات النظام السوري والجيش التركي شمال البلاد بمحافظة إدلب، سيدفع باتجاه توتر جديد بين أنقرة وموسكو، حيث أعرب عضو بارز في البرلمان الروسي عن قلق موسكو إزاء الوضع في محافظة إدلب السورية، وقال إن الموقف هناك يضع كثيرا من الضغوط على الاتفاقات بين روسيا وتركيا. يأتي ذلك فيما، أرسل الجيش التركي إلى نقاط المراقبة داخل محافظة إدلب السورية، كبائن حراسة متنقلة مقاومة للرصاص. كما يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات إضافية إلى وحداتها العسكرية العاملة قرب الحدود السورية. وبات نشوب مواجهات مباشرة بين الجيش التركي وقوات النظام السوري مرجحة بقوة على ضوء التصعيد العسكري شمال البلاد، والذي سيلقي بظلاله على الخلافات التركية الروسية حول طبيعة الحل العسكري في محافظة إدلب. وأنقرة تعي تماما أن أي تصعيد عسكري من قبل قوات الأسد شمال سوريا يستهدف الجيش التركي سيكون بغطاء ودعم روسي. ويعتقد محللون أن موسكو لن تنهي عملية إدلب، وتخضع للابتزاز التركي، ويستدلون على ذلك باستمرار الجيش في التقدم صوب سراقب، مع تصاعد الاشتباكات في ريف حلب الغربي. وتستشعر تركيا خطر فقدان السيطرة على كامل إدلب ومحيطها وهو ما دفعها إلى تصعيد الموقف هناك وابتزاز الجانب الروسي على أمل التراجع عن هدف تمكين قوات النظام السوري من آخر جيوب المعارضة السورية الحليفة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ويرى مراقبون أن تضارب المصالح بين أنقرة وموسكو المنحازة لقوات الأسد، سيدفع الرئيس التركي بين خيار التصعيد وتوتير العلاقات مع روسيا أو الخضوع والانسحاب الكلي من الشمال السوري من جانبه، قال تشاووش أوغلو إن العذر الروسي بعدم قدرتهم على التحكم بالنظام السوري بشكل كامل، ليس صائباً. وأضاف أن بلاده لا يمكنها البقاء مكتوفة الأيدي حيال الهجمات التي تستهدف القوات التركية في إدلب، مشيرا إلى أن أنقرة ستواصل الرد إن تكررت مثل هذه الهجمات. ويسعى النظام السوري حالياً لاستعادة مدينة سراقب الإستراتيجية بعد أن نجح في بسط نفوذها على مدينة معرة النعمان، ونحو 50 قرية في ريفي إدلب وحلب. ومنذ ديسمبر، تشهد إدلب وجوارها، حيث يعيش ثلاثة ملايين شخص نصفهم تقريبا من النازحين، تصعيداً عسكرياً من دمشق وحليفتها موسكو، يتركز تحديدا في ريفي إدلب الجنوبي وحلب الغربي حيث يمر جزء من طريق دولي استراتيجي يربط مدينة حلب بدمشق. وتكمن أهمية سراقب في موقعها الاستراتيجي كونها تشكل نقطة التقاء بين طريق "أم 5" وطريق استراتيجي ثان يُعرف باسم "أم 4"، يربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غربا. من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات بين قوات الحكومة السورية والقوات التركية في محافظة إدلب شمال غرب سورية ودعا إلى خفض التصعيد. وقال ستيفن دوجاريك المتحدث باسم غوتيريش للصحفيين "التصعيد يؤكد مجددا التهديد الذي يشكله الصراع في سورية على السلم والأمن الإقليميين والدوليين". وأضاف أن الأمم المتحدة "توجه رسائل إلى كل الأطراف المعنية بشكل عام وخاص بضرورة خفض التصعيد".
مشاركة :