البرهان بين معارض يتهمه بـالخطيئة ومؤيد يدعوه لتحقيق مصلحة السودان بعد لقاء نتنياهو

  • 2/5/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةAFP اهتمت صحف عربية، ورقية وإلكترونية، بلقاء رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتيناهو، في أوغندا. وعلق البرهان على اللقاء قائلًا في بيان إنه قام بهذه الخطوة إيمانا "من موقع مسؤوليته بأهمية العمل الدؤوب لحفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني وتحقيق المصالح العليا للشعب السوداني"."صدمة" اللقاء تقول جريدة رأي اليوم اللندنية في افتتاحيتها: "أصابنا الإعلان عن اللقاء الذي تم بين الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمدة ساعتين في أوغندا واتّفاقهما على تطبيع العلاقات بين البلدين بحالة من الصدمة". وتتابع الجريدة أن سبب الصدمة: "ليس لأن الفريق البرهان تصرف كديكتاتور عسكري بادر باللقاء من وراء ظهر شركائه في الثورة التي جاءت به إلى الحكم والشعب السوداني مفجرها، وإنما لأن ارتكاب هذه الخطيئة لن يحل أزمات السودان بل سيزيدها تعقيدا، وربما سيعيد البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار، وربما التقسيم أيضا". وتؤكد رأي اليوم: "نحن نثق بالشعب السوداني العظيم الذي وقف دائما في خندق أمته وعقيدته ولم يبخل مطلقًا بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته ... ونحن على ثقة أنه، وهو الذي فجّر ثورته في وجه النظام الفاسد ولم يتراجع حتى الإطاحة به، سيرفض هذه الإهانة التي تتعارض مع إرثه الوطني وقيمه العربية والإسلامية، لأنه يعي جيدًا أن الابتزاز الأمريكي الإسرائيلي لن يتوقف وسيستمر حتى يتم تفتيت السودان".بنيامين نتنياهو لبي بي سي: التطبيع معنا يتزايد، ودول عربية عدة باتت تدرك ما يمكن لإسرائيل إنجازه أمنيااللقاء بين البرهان ونتنياهو "مر عبر الإمارات" وبمباركة أمريكية وفي السياق ذاته، يقول علي حيدر في جريدة الأخبار اللبنانية: "على المستوى الإقليمي، المؤكد أن المستهدف من هذه الخطوات التطبيعية هو القضية الفلسطينية. فما أقدم عليه النظام السوداني، وفق الإعلان الإسرائيلي، يأتي استكمالًا لخطوات سابقة بادرت إليها الأنظمة الخليجية، ولا سيما النظام السعودي الذي عبّد الطريق أمام البقية". ويتابع حيدر: "لا يمكن تجاهل الرسائل التي ينطوي عليها توقيت اللقاء، لجهة أنه أتى بعد إعلان الخطة الأمريكية، مما يعني أنه إعلان وتبنٍّ لمسار التطبيع مع العدو، بالاستناد إلى السقف الجديد الذي تهدف الصفقة إلى فرضه، وإلا فالمطلوب إحكام الطوق حول الشعب الفلسطيني وإشعاره بأنه معزول عن عمقه العربي". ويضيف: "مع هذا، لا ينبغي تجاهل حقيقة أن الكثير من الأنظمة العربية والإقليمية ترى في تل أبيب بوابة إلى تعزيز مكانتها في واشنطن والدول الغربية، على أمل أن يحظى من يقدم المزيد من الخدمات إلى إسرائيل وقادتها بـلفتة أمريكية"."القائد القوي" وتحت عنوان "تردد حمدوك يقود البرهان إلى الإمساك بزمام المبادرة في السياسة الخارجية للسودان"، يرى محمد أبو الفضل في جريدة العرب اللندنية أنه "منذ بداية تشكيل هياكل السلطة الانتقالية قبل نحو ستة أشهر، ظل البرهان في الظل وبعيدًا عن الكثير من تطورات العلاقة مع واشنطن، والتي أسندت معظم تفاصيلها إلى عبدالله حمدوك، رئيس الحكومة السودانية، كوجه محبب للنخبة السياسية في الولايات المتحدة". ويتابع الكاتب: "أمضى حمدوك وقتا طويلًا في استكشاف العالم من حوله، ولم يتخذ مواقف حاسمة في بعض القضايا، وانفتح على قوى متنافسة. ففي الوقت الذي امتدح علاقته بمصر والإمارات والسعودية، حافظ على دفء الروابط مع قطر وتركيا، حتى أوجد صورة وضعته في خانة المتردد". ويضيف: "قدّم اهتزاز الأرض السياسية من تحت أقدام حكومة حمدوك، هدية كبيرة للبرهان، كضامن للأمن والاستقرار، بعد نجاحه في تفويت الفرصة على محاولات متفرقة للانقلاب العسكري، وصمام أمان للسلطة في مواجهة جشع الحركة الإسلامية وارتباطاتها الخارجية، وعدم تنصّلها من المتشددين والإرهابيين الذين ملأوا أراضي السودان إبان حكم البشير". ويختتم الكاتب بالقول: "يمكن فهم أحد أسرار التحول في علاقة واشنطن بالبرهان، ولو جاءت على حساب حمدوك، وتغيير في مفاهيم العسكري والمدني، لأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد القائد القوي، ومن يستطيع التفاهم معه بأريحية"."مصلحتنا أولًا"مصدر الصورةGetty ImagesImage caption وزيرة الخارجية السودانية أسماء محمد عبد الله أما هاني حبيب فيقول في جريدة الأيام الفلسطينية: "بعد ساعات من أداء القسم كوزيرة للخارجية السودانية في التاسع من الشهر التاسع العام الماضي، وفي أول تصريح لها وردًا على أسئلة الصحفيين، قالت أسماء محمد عبد الله إن الوقت الراهن غير مناسب لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل". ويضيف الكاتب: "إشارتنا إلى هذه الأقوال والتصريحات والمواقف، بأن مسألة إقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل، هي مسألة وقت، ليس في الوقت الراهن ولا حاليًا ولكن الأمر مفتوح على المستقبل في سياق إزالة السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية بالتفاهم والحوار مع واشنطن". ويتابع: "إن حديث الحكومة المدنية في السودان، حول المفاجأة، وربما الصدمة من هذا التطور، هو حديث منافق أشد النفاق، ذلك أن اشاراتنا السابقة حول المواقف المعلنة، تؤكد أن هذا التطور الخطير تم بتفاهم وقناعات المستويات المدنية والعسكرية، الحكومة ومجلس السيادة في الخرطوم، وأن الإعداد لهذا الحدث الخطير تم منذ تشكيل الحكومة السودانية وبالتوافق التام مع المجلس العسكري". وتحت عنوان "مصلحتنا اولًا وكفانا تضحيه من أجل فلسطين"، يقول محمد الحسن محمد عثمان في جريدة الراكوبة السودانية إن "كل الدول في العالم تعمل من أجل مصلحتها ليس هناك قيم ومبادئ في السياسة الدولية". ويتابع: "السودان تبنى القضية الفلسطينية ودفع من أجلها ثمنًا غاليًا وأنا من الجيل الذي شهد وشارك في المواكب التي كانت تهز الخرطوم هزًا مناصرة للقضية الفلسطينية وتبرعت حتى نساؤنا بالذهب من أجل فلسطين وضحينا بعلاقاتنا مع الغرب من أجل القضية الفلسطينية ودخلنا في عزلة من العالم من أجل فلسطين". ويتساءل الكاتب: "فماذا حصدنا؟ حصدنا العزلة الدولية والحصار الاقتصادي وأصبحت علاقاتنا مع الغرب واهية. وماذا كسبنا؟ نحن لم نُفد القضية الفلسطينية لكن تضررنا فمظاهراتنا كانت هتافات حملتها الرياح وذهبت مع الريح وانتهت والشعب الفلسطيني لم يثمّن حتى ما قمنا به ولم نحصد موقفًا واحدًا للشعب الفلسطيني مساندًا لنا". ويختتم الكاتب بالقول: "كفانا تضحية من أجل فلسطين، فليحاربوا من أجل قضيتهم لوحدهم ولنركز نحن مع وطننا ومصالحنا فكفانا تضحية بالذات".

مشاركة :