أعلنت دول العالم عن وقف رحلات الطيران من وإلى الصين وذلك على خلفية ظهور فيروس كورونا اللعين، والذي انتشر في مقاطعة ووهان؛ ووفق بيانات أصدرتها منظمة الصحة العالمية فقد ظهرت حالات إصابة بـ23 دولة أخرى بخلاف الصين، وأسفر انتشار الفيروس عن وفاة 490 شخصا بقرب نهاية الربع الأول من فبراير، وذلك بعد تأكيد وفاة 65 مريضا في مقاطعة هوبي الصينية ثاني مقاطعة انتشارا للمرض، إذ بلغ عدد المصابين بها نحو 11821 مواطنا آخر.وبمجرد انتشار الفيروس بدأت دول العالم المختلفة اتخاذ إجراءات وقائية ضد هذا الفيروس، ومنها الحكومة المصرية إذ أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي توجيهاته في الترتيب لعودة المصريين المقيمين بمقاطعة ووهان، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات وقائية في مصر وتدريب الأطقم الطبية للتعامل في الحجر الصحي مع المسافرين من كل الدول القادمين إلى مصر.وإحقاقا للحق فقد قامت الدولة المصرية ممثلة في وزارات "الصحة - الخارجية - الطيران المدني" بمجهود أكثر من رائع في هذا الملف بشكل كامل ورأينا تدعيما من وزارة الصحة للفرق الطبية الموجودة في الحجر الصحي بكافة المطارات، وتدريبهم على طرق الكشف الطبي عن هذا الفيروس وفق الأساليب التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية، كما وجهت مديري المديريات كافة في المحافظات لعمل جولات والاطمئنان على الإجراءات الوقائية في كافة القطاعات والمستشفيات، وعملت بشكل سريع ومكثف على تجهيز مستشفى وفندق يقيم به المصريون العائدون من الخارج طوال الـ14 يوما فترة الحضانة الخاصة بالفيروس.ورأيت بنفسي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة في الحجر الصحي بمطار القاهرة، وتأكدت من مدى جاهزية الفرق الطبية لاستقبال المسافرين، وتوقيع الكشف الطبي عليهم للتأكد من سلامتهم من كورونا، والأهم رأيت فيهم وطنية كبيرة؛ فهم يعلمون أنهم يواجهون شبحا غير معلوم الملامح، ويمكن أن يخترق أجساد أي منهم، ومع ذلك لا يخافون ولا يهابون جميعهم، ويعلمون أنهم يقومون بعمل بطولي ليس الأمر تأدية واجب "عمل فقط".ليس ذلك فقط؛ إنما رأينا منظومة متكاملة، هدفها مواجهة فيروس كورونا، كل وفق عمله، فقد وفرت وزارة الطيران المدني كل الإمكانيات التي تساعد الحجر الصحي في العمل بالمطار، وأيضا إتاحة كل المعلومات المطلوبة لهم، وأَذْكُرُ هنا الأبطال؛ طاقم طائرة مصر للطيران الذين توجهوا للصين بكل قوة في رحلة استمرت نحو 20 ساعة ذهابا وإيابا، لا يهابون الإصابة بالمرض وكان شغلهم الشاغل العودة بأشقائهم المصريين.أيضا ما قامت به وزارة الخارجية المصرية من تواصل دائم مع المصريين المقيمين بالصين، وبث الاطمئنان في قلوبهم وإصرار طاقم السفارة المصرية هناك على أنهم لم يتركوا الصين قبل عودة آخر مواطن مصري.أخيرا وليس آخرا.. بالطبع نجحت مصر في التصدي لفيروس كورونا وعودة أبناء مصر إلى بلدهم في ملحمة وطنية وَجَّه بها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقام بها أبناء مصر الأجلاء من الوزراء وقيادات الوزارات وكل المشاركين فيها.
مشاركة :