خاتم السلطان جديد رائد أدب الأطفال يعقوب الشاروني

  • 2/6/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صدر حديثا عن دار المعارف، كتاب "خاتم السلطان"، لرائد أدب الأطفال الكاتب يعقوب الشاروني، ضمن سلسلة المكتبة الخضراء للأطفال.ومن أجواء الكتاب يقول المؤلف: لم تكن شمس الصباح قد أشرقت بعد، من وراء التلال المحيطة بالمدينة الّتى يسكن فيها السلْطان، عندما أقبل رجل تبدو عليه مظاهر الطيبة والصلاح، واتجه نحو باب دكانه الذى يواجه قصر السلطان، ووضع المفتاح في قفل الباب. وقبل أن يديره، رفع يديه ووجهه إلى السماء، وقال في صوت يفيض بالإيمان: "يا فَتَّاح يا عليم، يا رزاق يا كريم.. قدرتك يا رب كبيرة، وعلى كل شىء قديرة.. حتى إذا سقط شىء في البحر، قدرتك تعيده إلى البر..".ثـم أدار المفتاح، ورفع مزلاج الباب وفتحه، ودخل وهو يصغى إلى صِياحِ الديكة يتجاوب في أنحاء المدينة، وزقزقة العصافير في حديقة القصر السلطانى تملأ جو الصباح بهجة وجمالا.وكان السلطان ينام في سريره الواسع الوثيرِ، ونافذة حجرة نومه مفتوحة، يتسلل منها هواء الصباح الباكــر المنعش. وفى اللحظـة التى كان الرجل يقول فيها دعاءه، كان السلطان يحلم بأنه تزوّج من أميرة جميلة. لكن صوت الرجل المرتفع قطع على السلطان أحلامه.. فهب من فراشه مذعورا، وتذكر أن هذا الصوت نفسه كثيرا ما أقلقه من نومه فصاح غاضبا: "من هذا الّذى يقلقني بصوته فجر كل يوم، ويحرمنى متعة النوم الهادئ والأحلام الجميلة؟وصفق في غيظ مناديا حارسه: " يا مسرور.. يا مسرور..". وأسرع مسرور فزعا إلى حجرة سيده، فقد كانت رنة الغضب واضحة في صوته. وما إن دخل حتى بادره السُّلْطانُ قائِلًا: "من هذا الذى يتطاول علينا، ويقلق راحتنا ونومنا؟ قال مسرور مضطرِبا: "ليس هناك من يجرؤ على إزعاجك يا مولاى أو يقصده؟ صاح السلطان: "في صباحِ كل يوم، أسمع صوتا عاليا يوقظنى من نومى، وصاحبه ينادى قائلا: يا فتّاح.. يا رزاق !! تنفس مسرور في ارتياح وهو يقول: "لعل مولاى يعنى مرزوقا! فسأل السّلطان: "من مرزوق هذا؟ أَجابَ مَسْرُور: "إنه الصائغ الذى يواجه دكانه قصر مولاى". فعاود السلطان غضبه وهو يقول: "لماذا يفتَح دكانه قبل أن تشرق الشمس؟ ولماذا يقول ذلك الكلام الفارغ الذى يثير الضحك؟! من يصدق أنه إذا وقع شىء في البحر يمكن أن يعود مرة أخرى؟! يا مسرور، استدع لى وزيرى حالا، سوف ألقن مرزوقا هذا درسا لن ينساه، وقل للوزير أن يحضر معه خاتَمِى الثـَّمِينَ، ذا الياقوتة الكبيرة، التي تساوى ألف ألف دينار". خرج مسرور مهرولا وهو في حيرة من أمر السلطان، وفيما ينوى أن ينفذه مع وزيره، وأبلغ مسرور أمر السلطان إلى الوزير، فأسرع الوزير إلى خزانة القصر، وأخذ منها الخاتـم، وتوجـه مسرعا إلى سيـده، ولم يمض وقت طويل، حتى شاهد أهـل القصر السلطان مع وزيــره َخرجان من باب القصر الرئيسى، ويعبران الطريق، ويدخلان دكان الصائغ مرزوق.

مشاركة :