سيظل بلاتر رئيس جمهورية الفيفا المنتخب أخيرا لدورة خامسة يتلاعب بالكلمات إلى أن يشاء الله. قال في مؤتمره الصحافي بعد الفوز مخاطباً الصحافة العالمية، وأيدي سبعة من مساعديه في الحديد، مقبوضاً عليهم بتهم الرشى والفساد، قال بدم بارد وكأن الأمر لا يعنيه أسامح ولا أنسى! ونحن نتساءل يسامح من ولا ينسى من؟ من المفترض أن الذي يسامح ينسى، وإلا كان الأمر وهو كذلك، لعباً جديداً بالكلمات، وتناقضاً مثيراً بالفعل! كانت الصحافة العالمية صادقة جدا وهي تصف الأحوال بعد فوزه الجديد هزيمة كرة القدم! لم يقابل أحد فوز بلاتر بسعادة إلا أعوانه، وأصحاب المصالح التي أصبحنا لا نعرف هويتها، هل هي من النوع المشروع أو من النوع الفاسد! المؤكد الآن أن أيدي بلاتر رغم محاولته إبداء الشجاعة أصبحت مرتعشة، ومن كانت أياديه مرتعشة فقد حانت ساعته. نعم المؤكد أنهم لن يتركوه في حاله بعد أن أثبت مكتب التحقيقات الأميركي وبدعم وتصديق من الشرطة السويسرية، وهي المعروفة بقبضتها الحديدية، تورط 14 شخصية كبرى من الفيفا في الوحل والفساد، ولا أحد يعرف ماذا سيقولون في التحقيقات، إلا أن معظم المراقبين يؤكدون أن التحقيقات ستكشف الكثير عن المسكوت عنه، وعلى الرغم من ابتعاد بلاتر حتى الآن، إلا أن قدمه ستأتي، آجلاً أو عاجلاً، وإذا حدث ذلك فستكون هي النهاية، نهاية طاغية، ونهاية قرارات تدور حولها كل المفاسد وكل علامات الاستفهام التي لاتزال مبهمة. وفي ظل هذه الأجواء المشحونة توقف الفلسطينيون عند القرار الغريب الذي اتخذه جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني، الذي تنازل عن طلب تعليق إسرائيل عن عضوية الاتحاد الدولي رغم أنه كان يملك تأييداً من الجمعية العمومية بلغت 165 صوتاً مقابل 18 معارضاً من أصل 209 أصوات، بحجة أنه تعرض لضغوط، والصحيح أن الضغط الأهم الذي تعرض له الرجوب هو من بلاتر نفسه، الذي لا يستطيع أن يعارضه الرجوب بأي صورة من الصور، القوى الشعبية والرياضية في فلسطين ساخطة على القرار المفاجئ من ناحية وغاضبة من ناحية أخرى على عدم إعطاء صوت فلسطين للأمير علي بن الحسين، والسخط تطور إلى مطالب تنادي بعزل الرجوب من منصبه بعد أن أضاع فرصة تاريخية ضد الكيان الإسرائيلي! وحقيقة الأمر أن موقف الرجوب ليس الوحيد الذي أثار علامات التعجب، فكثيرون هم العرب الذي ارتكبوا أفعالاً مشابهة، والغريب أن المواقف المعادية للأمير علي بن الحسين كانت تتم في العلن وليس في الخفاء، لسبب واحد، أن مصالح كل هؤلاء مرتبطة بوجود بلاتر، وكانوا يعلمون علم اليقين أنه مهما كان حجم الفضائح والمفاسد التي أحاطت بالفيفا عشية الانتخابات، لن تقدم ولن تؤخر في فوز شخص بلاتر، فالتربيطات الحديدية التي قام بها حول العالم كان من الصعب أن تهتز، مهما كانت الأهوال، وقد كان! كلمات أخيرة ** مبروك للأهلي والنصر فقد أعادا لنا أمجاد الماضي، وذكروا الناس أخيرا بما كانا عليه في البدايات الأولى من حظوة وجماهيرية، فأول كأس من 40 عاماً كانت بين القوتين الأكبر في تلك الأيام. ** هارد لك نقولها للشباب الذي أبلى بلاء حسناً هذا الموسم، ولم يخرج من المولد بلا حمص، وكان رقماً صعباً في كل البطولات، وفي الوقت نفسه نشيد بالروح العالية لفريق الظفرة في الكأس ولعلها مقدمة مهمة لما ستكون عليه حاله في الموسم الجديد.
مشاركة :