قناة البحرين لوّل

  • 2/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في أمسية جميلة مساء السبت الماضي، نظم مجلس الدوي العامر بالمحرق محاضرة قيّمة تحدث فيها الأستاذ عيسى بن عبدالله المقهوي رئيس «قناة البحرين لوّل» حول نشأة هذه القناة والدور الهام الذي تقوم به للحفاظ على تراث البحرين الشعبي وتعزيز الهوية البحرينية، وأهمية حفظ الأرشيف الوطني، خوفا على هذا التراث من الضياع والاندثار. وقد تطرق المحاضر إلى مميزات الأرشيف التلفزيوني كونه يختصر الوقت ويفتح قنوات متعددة لمجالات البحث بما يقدمه من أسلوب شيق يجذب المتلقي، بالإضافة لكونه شاهدا حيا على ما حفل به الماضي، وذلك بسبب عدم وجود المساحة الكافية لعرض مثل هذه البرامج والمواد على قناة التلفزيون الرئيسية، وعدم موضوعية عرض تلك المواد بالجودة المسجلة بذلك الوقت في القنوات التلفزيونية. ولذلك – كما يرى المحاضر عيسى المقهوي – فإن إنشاء قناة تراثية تاريخية مطلب ملح في مجال الإعلام لتسهم في توثيق الماضي بكل ما فيه من تراث جميل وتاريخ عريق، وتوثيق التطورات التي شهدتها مملكة البحرين، ووضع المواد الأرشيفية كاملة بالنظام الرقمي لحفظها من الضياع، وعرضها وإتاحتها عبر الشبكة العنكبوتية وهي الإنترنت، وكتابة البحوث والدراسات التخصصية المختلفة في تاريخ البحرين ومنطقة الخليج، وتعزيز مفهوم البحث العلمي للقيام في مجال نشاطات الأرشيف الوطني، وتزويد الوزارات والدوائر الحكومية ومراكز البحوث والدارسين بالمواد والوثائق والمعلومات المتعلقة بمجالاتهم التخصصية المختلفة، والاستفادة من بعض المواد الترفيهية والعلمية والثقافية والرياضية القديمة لعرضها مجددا. وأوضح المحاضر أن فكرة القناة طرحت عدة مرات منذ بداية 2005، لكنها كانت تتعثر، حتى تم تكليفه من قبل وكيل الوزارة المساعد للإذاعة والتلفزيون الأستاذ عبدالله بن خالد الدوسري لإعادة إحياء فكرة القناة، وذلك بتوجيهات من وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي. وهذا ما تم بالفعل، لكن سبق افتتاح القناة أنه عمل لمدة سنتين لأرشفة كل المواد في ملفات إلكترونية، ثم بدأت المرحلة الصعبة بنسخ المواد وحفظها في خادم المكتبة (الريسيفر)، وتشكل كادر القناة منه كرئيس للقناة وفني فيديو للنسخ يساعدهم طاقم الوزارة بدعم لوجستي. وتمت دراسة عمل دورة برامجية تصل لكل الأعمار لنقل تراث البحرين وتاريخه بما يسهم في تعزيز الهوية البحرينية ومواجهة المتغيرات التي تعصف بمجتمعاتنا الخليجية. وأوضح المحاضر أن «قناة البحرين لوّل» بدأت بثها الرسمي يوم السبت 21 سبتمبر من العام الماضي 2019، ونالت استحسان المشاهدين داخل البحرين وخارجها، ولاقت منذ إطلاقها صدى واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي، معربين عن فرحتهم بالقناة التي جذبت الكثيرين من الجيل الجديد والقديم.  فهذه القناة ستساهم في تعريف الجيل الجديد ببرامج ومسلسلات قناة البحرين التي قدمت على مدار أعوام طويلة وكانت حديث المجتمع البحريني والخليجي، كما ساهمت بإعادة الذكريات الجميلة للأجيال السابقة التي عاشت تلك الحقبة وشاهدت معظم تلك البرامج والمسلسلات، والجميل في القناة أنها تهتم بإحياء التراث البحريني من خلال عرض البرامج المتنوعة والمسلسلات والمسرحيات التي تتميز بطابعها العفوي الجميل، بالإضافة إلى مسلسلات بحرينية قديمة رائجة تميزت بالأكثر مشاهدة مثل مسلسل سعدون، وسرور، ونيران، وحسن ونور السنا، وغيرها من المسلسلات التي لا تزال عالقة في الأذهان وتورّث للأجيال في الخليج العربي مثل مسلسل بحر الحكايات. ولعلنا لا نبالغ عندما نقول إن «قناة البحرين لوّل» إضافة جديدة لمسيرة تلفزيون البحرين وهي خطوه مهمة جدا، حيث إن التلفزيون يمتلك مسيرة عريقة في الإعلام ومخزونا أرشيفيا ثقافيا، فكمية المواد التلفزيونية الهائلة التي تمتلكها مكتبة التلفزيون جعلها من أكبر المكتبات الأرشيفية في الخليج وتضاهي أرشيف الدول العربية التي سبقت البحرين في مجال الإعلام والإنتاج.  والقائمون على «قناة البحرين لوّل» قاموا بمضاعفة جهودهم لإبراز وجه مملكة البحرين من خلال الاختيارات المختلفة منها الترفيهية والغنائية والمسرحية، فإطلاق القناة هي الخطوة الأولى في تطوير محتويات قنوات التلفزيون، والخطوة الثانية هي وضع استراتيجية كفيلة بجذب أكبر شريحة من الجمهور والمحافظة عليهم.  فـ«قناة البحرين لوّل» جعلتنا نلتصق لمشاهدة تلفزيون البحرين ونسترجع ذكرياتنا في الفترة الزمنية التي قلّت مشاهدة التلفزيون فيها واتجه معظم الجمهور لمتابعة البرامج والمسلسلات عبر برنامج اليوتيوب والباقات التجارية. كما أسعدتنا مشاهدة الأعمال الدرامية التراثية والكوميدية والاجتماعية والمسرحيات الخاصة بالأطفال والكبار وبرنامج المسابقات مثل فارس الأسبوع والأغاني القديمة والبرامج التاريخية والرياضية وحفلات عيد العلم وغيرها من الأعمال التلفزيونية السابقة.

مشاركة :