الخرطوم: «الخليج» وكالات لا تزال تداعيات اللقاء الذي جمع، الاثنين الماضي، في مدينة عنتيبي الأوغندية، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو، يلقي بظلاله على الساحة السودانية، بين رفض مطلق للقاء ومخرجاته، وبين تأييد خجول له.ودان تجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد ثورة ديسمبر، أمس الأربعاء، اللقاء، معتبراً إياه «تجاوزاً خطيراً» للسلطة الانتقالية والوثيقة الدستورية، كما قالت قوى إعلان الحرية والتغيير، في بيان، إن اللقاء يشكل «تجاوزاً كبيراً للسلطة التنفيذية»، بينما قال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إن الجيش السوداني، عبر خلال اجتماع، أمس، عن رضاه عن نتائج اللقاء مع نتنياهو، مشيراً إلى أن البرهان أكد أن اللقاء أملته ضرورات الأوضاع في البلاد.وكشف البرهان خلال لقائه صحفيين، أمس، عن إخطاره رئيس الوزراء عبدالله حمدوك قبل يومين، بلقاء سيجمعه في عنتيبي مع نتنياهو.وقال إن الدافع الوحيد هو مصلحة المواطن السوداني الذي بات متضرراً من الوضع الاقتصادي المتدهور، مشدداً على أن اللقاء لم يشمل شروطاً، أو التزامات، بل كان لقاءً مفتاحياً تقرر على إثره الأجهزة المعنية بدء التعاون بين الطرفين، أو إيقاف الأمر.وتفاءل البرهان باندماج السودان في المجتمع الدولي ورفع اسمه من قائمة الإرهاب قائلاً «نتائج اللقاء ستظهر قريباً».وكشف البرهان أن ترتيبات اللقاء تمت من الجانب الأمريكي. وأضاف أن هناك محادثات تحضيرية سبقت اللقاء بثلاثة أشهر، تمت مع رئيس الوزراء «الإسرائيلي»، ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو.وعن نتائج التفاهمات مع نتنياهو، قال البرهان: «اتفقنا على عبور رحلات شركات الطيران الدولية القادمة من «إسرائيل»».واستغرب البرهان من ردة الفعل الفلسطينية، لافتاً إلى أن السودان ظل داعماً للقضية الفلسطينية ولم يتخاذل عنها، لكن من حقه تحسين وضعه الاقتصادي، وقال «وجدنا نفق للبلاد ربما كان مظلماً وفيه مخاطر، وربما لا، لكننا قررنا أن نذهب إليه».وشدد على أن العساكر غير طامعين في السلطة ويعملون على تسليمها مع الانتخابات بانتهاء الفترة الانتقالية.ورحّب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، أمس، ب«التعميم الصحفي» الذي أصدره البرهان.وقال في تغريدات عبر «تويتر»، «نرحب بالتعميم الصحفي للبرهان حول اجتماعه مع بنيامين نتنياهو. ونظل ملتزمين بالمضي قدماً من أجل إنجاز مستحقات المرحلة الانتقالية المهمة وتجاوز التحديات الماثلة. وتبقى الوثيقة الدستورية هي الإطار القانوني في تحديد المسؤوليات، وعلينا الالتزام بما تحدده من مهام وصلاحيات. فالعلاقات الخارجية من مهام مجلس الوزراء وفقاً للوثيقة الدستورية». خرق لموقفنا ضد التطبيع من جهته، اعتبر وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح، في تدوينة على «فيسبوك»، اللقاء «خرقاً وتجاوزاً» لموقف البلاد ضد التطبيع والعلاقات مع «إسرائيل».وقال صالح، إن موقفه من اللقاء قائم على اعتباره «أخذ رئيس مجلس السيادة العلاقات الخارجية للسودان بيده والتقرير فيها بشكل متفرد فيه خرق للوثيقة الدستورية وتجاوز لاختصاصات الجهاز التنفيذي». كما اعتبر صالح «التعامل مع «إسرائيل» بهذا الشكل، مع نتنياهو فيه خرق وتجاوز للموقف السوداني الثابت على مر العهود بألا تطبيع، ولا علاقات مع «إسرائيل» إلا بعد الإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». وشدد على أن هذا الموقف «لا تملك أجهزة الحكم الانتقالي محدودة الصلاحيات تغييره، وإنما يترك الأمر للمجلس التشريعي، أو المؤتمر الدستوري والحكومة المنتخبة». استقالة مسؤول في «السيادي» وقدم مدير السياسة الخارجية للمجلس السيادي، أمس، استقالته احتجاجا على لقاء عنتيبي. وقال رشاد فراج الطيب السراج، في رسالة الاستقالة «بعد سنوات حافلة بالعطاء، أجد اليوم عسيرا ومستحيلا على نفسي الاستمرار في موقعي، إذ يتعين علي أن أخدم في حكومة يسعى رأسها للتطبيع والتعاون مع الكيان ، الذي يحتل القدس الشريف ويقتل أهلنا في فلسطين ويعربد في أوطاننا العربية دون رادع».وأضاف «إن أمانة التكليف تقضي أن أقدم استقالتي قبل أن أرى أعلام الكيان ترفرف على سارية القصر».
مشاركة :