تونس - وكالات: حذّر رئيس البرلمان التونسي، رئيس حزب «حركة النهضة» راشد الغنوشي، من أنّ عدم إشراك «قلب تونس»، الحزب الثاني في البرلمان، سيؤدي إلى عدم منح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ. وقال الغنوشي: إن حكومة إلياس الفخفاخ لن تمر ولن تنال ثقة البرلمان إذا تم إقصاء حزب «قلب تونس» من تشكيلتها، معتبراً أن الرئيس قيس سعيّد لم يختر الشخصية الأفضل لتشكيل الحكومة. وأوضح الغنوشي في حوار مع إذاعة «موزاييك»، أمس، أنّ حزبه يؤكد تمسّكه بضرورة المُشاركة الواسعة في الحكومة المُقبلة «لجميع الأطراف دون إقصاء، لأنّ الاستحقاقات القادمة تحتاج لحزام سياسي واسع، على غرار التصديق على المحكمة الدستورية وبقية الهيئات الذي تحتاج أغلبية 145 صوتاً، بالإضافة إلى الإصلاحات الكبرى التي تنتظرها البلاد»، كما قال. وشدّد الغنوشي على أنّ «موقف حركة النهضة لا يتعلق بحزب قلب تونس فقط، بل يتعلق بمبدأ رفض الإقصاء، لأنّ حركة النهضة ناضلت طويلاً ضد ذلك»، مذكّراً ب «إسقاط كتلة النهضة لقانون تحصين الثورة الذي كان مُوجهاً لمنع التجمّعيين والدستوريين من المُشاركة في الحياة السياسيّة، إلى جانب تصديقها على قانون المُصالحة، الأمر الذي أنقذ التجربة التونسية»، بحسب قوله. وأكد الغنوشي أنّ «شرط حركة النهضة للمُشاركة في الحكومة المُقبلة هو رفض الإقصاء»، مُحذراً من أنّ «حكومة إلياس الفخفاخ لن تنال ثقة البرلمان إذا أُقصي قلب تونس». وأضاف الغنوشي: «لا يليق بنا بعد كل هذه المسيرة التي ترفض الإقصاء أن نُقصي طرفاً من الحكم. نحن في مسيرة أشبه بالكفاح الوطني التي لا تتطلب إقصاء أيٍّ كان إلا مَن أقصى نفسه.. ما زلنا في مرحلة انتقالية، وما زالت التجربة التونسية مُهدّدة، فلماذا نرفض إشراك حزب يُريد أن يكون في الحُكم ونفرض عليه أن يكون في المعارضة». وحول تغيّر الموقف من حزب «قلب تونس»، بعدما وعدت «النهضة» بعدم التحالف مع «فاسدين»، أوضح الغنوشي أنّ «تجميد أي شخص أو حزب في نقطة مُعينة ليس بالسياسة». ورأى الغنوشي أنّ الرئيس التونسي قيس سعيّد، «لم يكن مُوفقاً» في اختيار إلياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة، مُعتبراً أنّ الأخير «ليس الشخصية الأفضل»، وأنّ «النهضة تعتبر مُرشحيها الأفضل، ومن بينهم الوزير السابق الفاضل عبد الكافي». لكن الغنوشي استدرك بالقول إنّ «اعتبار الفخفاخ ليس بالشخصية الأفضل لا يُمثل اعتراضاً ضده، لأن النهضة لم ترفع اعتراضات ضد أي شخصية وطنية مُرشّحة»، مُذكّراً بأنّ «الفخفاخ عمل وزيراً في حكومة الترويكا التي كانت تقودها النهضة». ورداً على سؤال عمّا إذا كان سعيّد يتدخل في تشكيل الحكومة ويُملي على الفخفاخ قراراته، قال الغنوشي: «لا يوجد لدينا دليل على أنّ الفخفاخ مُجرد دُمية في يد الرئيس، ونحن نعتبر أنّ الفخفاخ هو من يتحمّل المسؤولية كاملة». ووصف الغنوشي علاقته بالرئيس سعيّد بأنهّا «علاقة جيدة»، قائلاً: «إنّ من يبحث عن توتر العلاقة بيننا كمن يبحث عن بركة ماء عكر ليصطاد فيها».
مشاركة :