دعت مصر إلى تطوير العلاقة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية وما دون الإقليمية، في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن مصر قامت بالفعل بدور ريادي في هذا المجال، من خلال تنشيط أطر الحوار، إلى جانب دورها في الدعوة إلى تأسيس القوة العربية المشتركة، بما يمهد لدور فاعل وقوي تلعبه جامعة الدول العربية، في منع ومواجهة التهديدات العديدة للسلم والاستقرار في العالم العربي. وأضاف شكري خلال افتتاحه أمس الجلسة الافتتاحية لبرنامج تدريب قادة المهام للأمم المتحدة، في حضور ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والإفريقي والأجنبي المعتمدين في القاهرة، إن مصر تهتم كثيراً بتطوير العلاقة بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية باعتبارها إحدى الدول المشاركة في قوات عمليات حفظ السلام، والدولة المضيفة لمشاورات اللجنة رفيعة المستوى الخاصة بالشرق الأوسط. وطالب بإعادة تشكيل عمليات حفظ السلام في المستقبل، في ظل تزايد حدة ووتيرة الصراعات داخل الدولة وبين الدول وبعضها البعض، وانهيار عدد من الدول القومية في إفريقيا والعالم العربي تحديدا، وتنامي دور الفاعلين من غير الدول بما في ذلك التنظيمات الإرهابية والإجرامية، في حقبة تتزايد فيها الصراعات العابرة للدول، واتخاذ كثير من الصراعات طابعا عرقيا - دينيا مما يحولها إلى لعبة صفرية يصعب تسويتها سياسياً. وأكد شكري أن هذه التحديات والتهديدات والمخاطر تؤدي إلى مزيد من تعقيد مساعي حفظ السلام المعقدة أصلا، خاصة مع نشر قوات لحفظ سلام لا وجود له في مناطق النزاع، حيث تتعرض حياة الشعوب البريئة وكذلك من موظفي بعثات حفظ السلام للخطر. وأضاف شكري أن مصر مستمرة في لعب دور نشط جداً وبناء في الاتحاد الإفريقي، من خلال دعم تطوير القوة الإفريقية الجاهزة، والتي من المقرر أن تبدأ عملها بصورة كاملة بنهاية العام الجاري، إضافة إلى تطوير قدرات مفوضية الاتحاد الإفريقي في مجالي الوساطة ومنع النزاعات. وأكد شكري أن مصر سوف تترشح هذا العام نيابة عن المجموعة الإفريقية للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن عن عامي 2016 - 2017، وهي تتعامل مع تلك المسؤولية بكل جدية كما فعلت من قبل خلال توليها العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن، وتثق في حملتها للترشح وقدرتها على تولي هذا المنصب، لكي تكون صوتا فاعلا لإفريقيا ودول الجنوب في المحافل المختلفة، مشددا على التزام مصر بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ودعم مصر للتسوية السلمية للمنازعات وحفظ وبناء السلام، مؤكداً التزامها بدورها القيادي كممثل للقارة الإفريقية والعالم العربي ودول الجنوب. ويشارك في هذه الدورة 27 مسؤولاً عسكرياً وشرطياً ومدنياً من 15 دولة عضو بالأمم المتحدة، و4 من مصر، وتعد المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذه الدورة في شمال إفريقيا، وتستمر 10 أيام.