قال نظمي النصر، الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة "نيوم"، إن المدينة ستكون أول مكان في العالم يعتمد على "الرقمنة" بشكل كامل، وستكون أول مكان مشغل بالطاقة بنسبة 100 في المائة من خلال الاعتماد على نظام محمي بشكل كامل. وأشار خلال جلسة بعنوان "مدن ذكية صممت لتكون آمنة" ضمن فعاليات اليوم الثاني للمنتدى الدولي الأول للأمن السيبراني في الرياض أمس، إلى أن الإعلان عن المخطط الإقليمي لـ"نيوم" الشهر المقبل، حيث ستكون منطقة ذكية متطورة، تستخدم فيها المعلومات لتحسين مستوى معيشة السكان. وأوضح أن "نيوم" تسعى لاستقطاب مليون ساكن بحلول 2030، ولهذا تم تطوير حزم كبيرة من الخطط الرقمية لهم ابتداء من التعاملات الإلكترونية لكل نواحي الحياة، مبينا أنه سيكون آلاف المفاهيم الرقمية، التي سيضعها العالم نصب عينيه في هذه المنطقة، التي ستكون القوة المؤثرة في هذا المجال. وأكد النصر أن إدارة "نيوم" ستستخدم الأجهزة الحديثة للأمن السيبراني، وتعمل على خطة لتدريب آلاف المواطنين الذين ستستثمر فيهم؛ لتقديم الخدمة في المدينة، تعزيزا للسلامة الرقمية لإنشاء مدينة آمنة بدءا من مرحلة التصميم. وزاد: عندما نقول "نيوم" فهي كما نعرف أرض المستقبل، التي تربط الوجهات المختلفة والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء وهو ما جعلها مدينة المستقبل". وأوضح الرئيس التنفيذي لمشروع مدينة "نيوم"، أنه على وشك اكتمال الاستراتيجية لكل جزء وقطاع في "نيوم"، مستدركا أن الأهم الاستراتيجية العامة للمشروع، حيث تم إدراج جدول الأعمال للخطة الإقليمية، التي سيتم تصميمها في المشروع، كما طورت نظاما طبيا متقدما تحت مسمى "دكتور نيوم" لجمع البيانات الصحية للسكان والتنبؤ بمشاكلهم الصحية قبل حدوثها. وأبان أن "نيوم" ستوفر للمسافرين نظام سفر متقدم جدا، بحيث لا يتعامل زوار "نيوم" مع أي تعقيدات أو إجراءات مطولة، وذلك من خلال مسح بيناتهم الحيوية، وستجعل منظومة الطاقة المتجددة في "نيوم" متطورة وتدعم الشبكات الذكية لتحسين أداء وفعالية الشبكات الكهربائية. ولفت إلى أن كل هذه التقنيات تعتمد على المعلومات، ولهذا سنعمل على أن نطور منظومة حماية متقدمة من خلال عقد شراكة مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، لتدريب وتطوير جيل كامل من المتخصصين لحماية "نيوم"، كما ستعمل على عقد مزيد من الشراكات لتطوير الكوادر المحلية في مجال الأمن السيبراني. وأشار الرئيس التنفيذي لـ"نيوم" إلى أنه خلال الأعوام الثلاثة الماضية تم وضع استراتيجية لكل جزء من "نيوم"، لافتا إلى أن 2020 يعد عام البناء والتنفيذ، حيث استغرق العمل على الخطط والاستراتيجيات عامين كاملين، نظرا لضخامة المشروع. وفي السياق، أعلنت "نيوم" على هامش المنتدى توقيعها اتفاقية مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، بهدف سد الاحتياجات البشرية للمشروع في هذا المجال. وستتولى الهيئة الوطنية للأمن السيبراني توفير وتطوير البرامج التدريبية والتعليمية حول الأمن السيبراني لخريجي منطقة "نيوم" الجدد والموظفين الحاليين أو المحتملين وشركاء "نيوم". كما ستتيح الاتفاقية للجانبين بحث مزيد من فرص التعاون المستقبلي. من جانبه، قال الأمير الدكتور بندر المشاري، مساعد وزير الداخلية للشؤون التقنية، إن تبني ولي العهد لمبادرتين، يحقق أحلامنا ونتطلع قدما بأن تكون المملكة هي الدولة القائدة في مجال الأمن السيبراني، وأوضح أن "المملكة من عام 2012 تعمل على تعزيز مجال الأمن السيبراني، واليوم نرى زيادة في النضج ووعي سياسات الأمن السيبراني، حيث إن الهجمات تتسبب في سرقة الأموال وخطف الأنظمة، كما أنها تستهدف الهيئات، ولذلك يجب العمل على التصدي والتوسع في العمل السيبراني والتأكد من وجود استعداد كامل للتصدي للمخاطر". وأكد المشاري الحاجة إلى التوسع في التوجهات التقنية والعمل على رفع مستوى التوعية ووجود قوانين واضحة ومشرعة في المكان الصحيح، حيث إن ثقافة الأمن السيبراني يحتاج إليها جميع المجتمعات. وفي الشأن نفسه، أشاد مايكل ماكونيل نائب رئيس مجلس إدارة شركة بوز ألين هاميلتون للاستشارات الإدارية في الولايات المتحدة، بالمبادرتين اللتين تبناهما الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني، ولتمكين المرأة في الأمن السيبراني. وأكد أهمية مواصلة الحوار والعمل من أجل المحافظة على الاقتصاد العالمي، مبينا أنه في كل يوم عمل هناك من 13 إلى 14 تريليون دولار، يتم تداولها في نظام البنوك العالمي ما يؤكد أهمية العمل على تطوير أنظمة الأمن السيبراني. وقال "إن العالم لن يعمل بدون بنوك، لأنه لا يمكن أن يكون هناك وسيلة لتبادل السلع إلا مع وجود النقد". من جهته، قال البروفيسور ألاين باوير المختص في مجال الأمن السيبراني، إن القضية الأساسية هي أن هيكل وتشكيل الإنترنت لم يتم تصميمهما لأغراض أمنية، بل تم تصميمهما للتبادل المجاني للصور والمعلومات وما إلى ذلك، وبعد الهجمات السيبرانية بدأنا نقوم بالبحث عنها ولم نقم بعلاجها.
مشاركة :