تجذب نجمة الفريق النسائي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، والدنماركية من أصول أفغانية، نادية نديم، انتباه عالم الرياضة الدولي بحياتها النضالية ومسيرتها الكروية الناجحة. ولدت نادية نديم (32 عاما)، في مدينة هرات غربي أفغانستان، واضطرت إلى مغادرة مسقط رأسها والهجرة إلى الدنمارك بعد مقتل والدها على يد مسلحي حركة طالبان عام 2000، وكانت في الثانية عشرة من عمرها. نالت نديم شهرة واسعة في عالم كرة القدم النسائية، وخاصة لدى الصحافة الفرنسية، بعد أن انتقلت من فريق مانشستر سيتي إلى باريس سان جيرمان في يناير من العام الماضي. بدأت نديم بمواجهة صعوبات الحياة في سن مبكرة، حيث اضطرت للهروب مع والدتها وشقيقاتها الأربع من أفغانستان إلى الدنمارك عبر إيطاليا بجواز سفر مزوّر. استقرت نديم في أحد مخيمات اللاجئين في الدنمارك لعدة أشهر، حيث قابلت كرة القدم لأول مرة، لتبدأ رحلتها الكروية في الأندية المحلية من خلال التغلب على العديد من الصعوبات. وفي سن مبكرة، حصدت نادية نديم نجاحات مميزة في مسيرتها الرياضية، وبدأت باللعب في صفوف المنتخب الوطني الدنماركي منذ عام 2009. وقالت نديم، إنها انتقلت إلى الدنمارك بصحبة شقيقاتها الأربع ووالدتها، بعد أن قتل والدها على يد مسلحي حركة طالبان. وأضافت أنها واكبت كرة القدم لأول مرة عندما كانت تقيم في مخيم للاجئين بالدنمارك، وأنها قررت منذ ذلك الحين سلوك طريق الاحتراف في هذه الرياضة. وتابعت “كان هناك نادٍ لكرة القدم في المخيم، اعتدت أن أشاهد الأطفال يلعبون كرة القدم، بمن في ذلك الفتيات، في ذلك الوقت، بدأ اهتمامي بكرة القدم. قلت أريد أن أصبح نجمة في هذه الرياضة”.وأضافت، “بدأت أتدرب مع الأطفال في المخيم. ثم استنهضت عزيمتي وطلبت من المدرب أن يأخذني إلى أحد الفرق المحلية. منذ تلك اللحظة، أصبحت كرة القدم شغفي. بدأت في تحسين أدائي من خلال تقليد لاعبي كرة القدم الكبار”. وأعربت نديم عن سعادتها لمشاركتها باللعب في الفريق النسائي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وقالت، “إنه شعور لا يصدق. أنا فخورة لأني ألعب في واحد من أفضل فرق كرة القدم النسائية في العالم”. وتابعت، “لم أكن أتخيل أنني سأكون في هذه المرحلة عندما كان عمري 11-12 عاما، كنت أحلم باللعب أمام جمهور كبير. وها هي أحلامي تتحقق. أنا سعيدة وأستيقظ كل يوم وأنا ممتنة لأني في هذه المرحلة”. وشددت نديم على ضرورة العمل والسعي من أجل تحقيق الأهداف، قائلة، “قد تبدو الأهداف مستحيلة في البداية، لكن تحقيقها ليس أمرًا مستحيلًا في ظل وجود العزم والمثابرة”. وأوضحت نديم، أنه كان لديها بعض المبادرات لدعم اقتحام الفتيات لمجال كرة القدم، وأن دخول الفتيات عالم كرة القدم ليس صعبًا، لكنه بحاجة إلى التصميم. وشددت نديم على أن حياتها كانت عبارة عن مسيرة من النضال، إلا أنها لم تفقد الأمل وآمنت بأن كل المواقف الصعبة لا بد أن تتغير. وأضافت، “عليك أن تتخيل وتعتقد أن ذلك ممكن، ثم قم بالتركيز على الهدف والعمل بجد لتحقيقه. لا تفقد الأمل، كل شيء يمكن أن يتغير، أنا مثال جيد للغاية في هذا الصدد”. وأشارت نديم إلى أنها تعمل في هذه المرحلة على استكمال تعليمها في مجال الطب البشري، في الوقت الذي سوف تستمر فيه مسيرتها الكروية. وذكرت أن منظمة الأمم المتحدة لتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، اختارتها العام الماضي لتكون سفيرة فخرية لعملها في مجال دعم دخول الفتيات عالم كرة القدم، وبطلة اليونسكو لتعليم الفتيات والنساء. ويأتي منح نادية نديم هذا اللقب تكريما للإلهام الذي تبعثه من حولها باعتبارها قدوة يحتذى بها، بعد إصرارها لتحقيق حلمها في عالم كرة القدم، ودعمها للفتيات والنساء. وقالت اليونسكو، في بيان، إن المديرة العامة أودري أزولاي منحت نادية نديم هذا اللقب تقديرا لدورها في تعزيز الرياضة والمساواة بين الجنسين، ولمساهمتها في المهام التربوية التي تضطلع بها اليونسكو لصالح الشباب، والترويج لتعليم الفتيات والنساء، ودعم أعمال المنظمة في جميع أنحاء العالم. وبعد حصول نادية نديم على هذا اللقب انضمت إلى عائلة أبطال المنظمة المتميزين، الذين يحملون راية المنظمة وينادون بمُثُلها وأهدافها، ومن بينهم لاعبا كرة القدم إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو المعروف باسم بيليه والجزائري رابح ماجر.
مشاركة :