انتقاد الغنوشي للرئيس التونسي يؤكد توتر العلاقة بينهما

  • 2/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لم يستطع رئيس البرلمان التونسي ورئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، أن يخفي توتر علاقته برئيس الجمهورية قيس سعيد خلال حوار أجراه الأربعاء مع إذاعة محلية خاصة ليؤكد صحة الأخبار التي تداولتها وسائل إعلام محلية ودولية وأوساط سياسية خلال الفترة الماضية. وسعى الغنوشي لإنكار ما يتم تداوله على نطاق واسع في تونس عن وجود خلافات غير معلنة بينه وبين الرئيس سعيد. وقال إن “البعض يبحثون عن مستنقع مياه عكرة للصيد فيه ونشر الإشاعات حول علاقتي برئيس الجمهورية”. وتابع “لكن أؤكد أن علاقتنا على أحسن ما يرام حتى لو لم يختر مرشحنا لرئاسة الحكومة”. لكن الغنوشي لم ينجح في تبديد الشكوك بوجود توترات تشوب علاقته برئيس البلاد. وسرعان ما تبيّن العكس بانتقاده لسعيد ولأول مرة بطريقة علنية عندما قال “إن اختيار الرئيس للفخفاح لم يكن الأفضل”. وكان الرئيس سعيد قد كلف إلياس الفخفاخ بتشكيل الحكومة بعد عدم منح البرلمان التونسي ثقته لحكومة الحبيب الجملي الذي كان مرشح النهضة لهذا المنصب. وقال الغنوشي “الأسماء التي اقترحناها على رئيس الجمهورية كانت أفضل من إلياس الفخفاخ لكن سعيد لم يختر الشخصية الأفضل”. من جهة أخرى، حاول الغنوشي نفي وجود خلافات بينه وبين رئيس الحكومة المكلف. وقال “فقط هناك اختلاف في الرأي في ما يتعلق بموضوع الإقصاء لأننا لا نحكم على حزب هو الثاني أن يكون في المعارضة”، في إشارة إلى حزب قلب تونس المستثنى من قائمة الأحزاب التي يتشاور الفخفاخ معها لتشكيل حكومته. وقال رئيس البرلمان إن الحكومة المقبلة لن تنال ثقة البرلمان إذا لم يشارك فيها حزب قلب تونس، في ما يبدو أنه تصعيد للأزمة السياسية في البلاد. وكان إلياس الفخفاخ المكلف بتشكيل الحكومة، من طرف رئيس البلاد قيس سعيد، قد قال إنه سيشكل ائتلافا متجانسا مع قيم الثورة وإنه لا يرى أحزابا أخرى من بينها قلب تونس ضمن حكومته. وحزب قلب تونس، الذي يقوده قطب الإعلام نبيل القروي، هو الفائز الثاني في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي وهو صاحب ثالث أكبر كتلة برلمانية. ومن شأن تصريحات الغنوشي أن تعرقل جهود تشكيل الحكومة التي قد تلقى نفس مصير حكومة الجملي الشهر الماضي. وإذا فشلت حكومة إلياس الفخفاخ في نيل الثقة في البرلمان هذا الشهر، فمن الممكن أن يحل رئيس البلاد البرلمان ويدعو إلى انتخابات مبكرة مما قد يطيل أمد الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. وكان رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد قد قال إن إجراء انتخابات مبكرة ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد. وتطالب النهضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الأحزاب ومن بينها قلب تونس، وتقول إن مهمة رئيس الحكومة المكلف هي تقوية الحكومة وليس تقوية المعارضة. لكن الفخفاخ قال إنه مصرّ على موقفه ويحاول إقناع النهضة بذلك. ولا يجد موقف الغنوشي صدى بين الأوساط السياسية التي تعتبر أن تمسكه بمشاركة حزب قلب تونس في الحكومة القادمة ليس إلا محاولة لتغليب مصالح النهضة وخططها. وقال عدنان بن يوسف، أحد أعضاء فريق الفخفاخ، في تصريح لوكالة الأنباء التونسية، إن “خيار الفخفاخ يتمثل في تكوين حزام سياسي متآلف ومتناغم، انطلاقا من قراءة لنتائج الانتخابات الأخيرة، إضافة إلى تجارب الحكومات السابقة التي بنيت على تحالفات هشة، تسببت في إرباك عملها أو إسقاطها”. بينما قال محمد عبو أمين عام حزب التيار الديمقراطي، إن “حركة النهضة حزب لا يفكر في مصلحة تونس، وهي تريد أكبر عدد ممكن من الحقائب الوزارية حتى تتحكم في تسيير الحكومة القادمة”. وأوضح، في تصريح لإذاعة محلية خاصة ردا على تصريحات الغنوشي، قائلا إن “الحكومة التي تتكون من قلب تونس والتيار (الديمقراطي) وتحيا تونس والنهضة وغيرها، هي حكومة تناقضات ولن تكون لها القدرة على حل مشاكل البلاد”. ولم يكن اختيار الفخفاخ المسألة الوحيدة التي دفعت بالغنوشي إلى انتقاد سعيد، بل استنكر رئيس البرلمان عدم مشاركة رئيس الجمهورية في عدد من الفعاليات الدولية من بينها مؤتمر دافوس واجتماع برلين والمؤتمر الحواري المتوسطي بروما واصفا ذلك بـ”الخطأ”. وقال إن “الغياب عن المؤتمرات الدولية سينقص من رصيد رأس المال المعنوي لتونس”. وأضاف الغنوشي “تونس بلد صغير رأس مالها التراث والثقافة والصورة الجميلة ويجب عليها ألّا تغيب عن العالم”.

مشاركة :