الخرطوم – قنا: أصدر مجلس الوزراء السوداني بيانا عقب اجتماع طارئ، بشأن لقاء الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، مع رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تم يوم الاثنين الماضي في عنتيبي بأوغندا . وأكد مجلس الوزراء السوداني في بيانه أن المجلس لم يكن على علم باللقاء ولم يحدث أي إخطار أو تشاور في هذا الأمر مع رئيس الوزراء . وأوضح المجلس أن أمر السياسة الخارجية من اختصاص الجهاز التنفيذي، حيث تم الاتفاق على الرجوع للوثيقة الدستورية لتحديد الاختصاصات بدقة.. لافتا إلى" أن المرحلة الراهنة لا تتحمل الانقلاب على أولويات ثورة ديسمبر والتنكر للشعوب المناضلة"، حسب تعبير البيان . وشدد مجلس الوزراء السوداني على أن أمر "العلاقات مع اسرائيل" هو شأن يتعدى اختصاصات الحكومة الانتقالية ذات التفويض المحدود، ويجب أن ينظر فيها الجهاز التشريعي والمؤتمر الدستوري.. مؤكدا ضرورة التركيز على التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد وفي مقدمتها تحقيق السلام ومعالجة الأزمة الاقتصادية والتحول الديمقراطي. وجدد المجلس تعهداته بالمحافظة على قيم ومبادئ ثورة ديسمبر، والالتزام بخارطة الطريق التي وضعتها الوثيقة الدستورية وتعهد بالعمل على إنجاح برامجها وفق الالتزام بما تم الاتفاق عليه من مبادئ . ولفت البيان إلى أن البرهان أدلى خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده الليلة الماضية، "بإفادات مختلفة" عن ما ذكره في اللقاء المشترك بين مجلسي السيادة والوزراء، الذي أكد فيه أنه قام بهذه الزيارة بمبادرة شخصية ولم يستشر فيها أحدا وأنه يتحمل مسؤوليتها، وإنه فعل ذلك لاعتقاده أن في ذلك فائدة للسودان وإنه لم يقدم أي التزام أو وعود بالتطبيع أو إقامة علاقات دبلوماسية، وإنه يترك ذلك للأجهزة المختصة لتقرر فيه . وكان الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في السودان، قد أكد في بيان له أمس الأول الثلاثاء عقب اجتماع مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء أن موقف بلاده المبدئي من القضية الفلسطينية وحق شعبه في إنشاء دولته المستقلة ثابت ومستمر وفق الاجماع العربي ومقررات الجامعة العربية..وقال انه قام بلقاء رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي "من موقع مسئوليته بأهمية العمل الدؤوب لحفظ وصيانة الأمن الوطني السوداني وتحقيق المصالح العليا للشعب السوداني"..حسب تعبيره. وأكد رئيس مجلس السيادة في السودان أن أمر بحث العلاقات مع الكيان الإسرائيلي مسئولية المؤسسات المعنية، وفق ما نصت عليه الوثيقة الدستورية. يشار الى أن لقاء البرهان ونتنياهو فجر حالة من الخلافات وتباين الآراء ووجهات النظر بين مجلسي السيادة والوزراء السودانيين بجانب علو أصوات سياسية وشعبية معارضة للقاء..وتم تنظيم وقفات احتجاجية وإصدار بيانات شديدة اللهجة تطالب بالرجوع عن هذه الخطوة والتمسك بمواقف ومبادئ السودان المعلنة بعدم التطبيع مع الكيان الإسرائيلي إلا وفق شروط محددة.
مشاركة :