استنكر عدد من العلماء والمشايخ في المدينة المنورة الجريمة الإرهابية الآثمة والهجوم الدموي الذي استهدف جامع العنود في مدينة الدمام، وراح ضحيته عدد من أبناء الوطن، رافعين أحر التعازي والمواساة للقيادة ولأهالي الضحايا، مؤكدين بأن الإرهابيين لن ينالوا من الوحدة الوطنية والتعايش التاريخي بين أبناء الوطن الواحد، مشددين في الوقت نفسه على حرمة الدماء المعصومة وعظم جريمة القتل في الشريعة الإسلامية. وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي أن من أعظم الذنوب بعد الشرك بالله عز وجل جريمة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فجريمة قتل النفس عار وخسار وخلود في النار، مستشهداً بقول الحق تبارك وتعالى : (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)، مورداً قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرم الله وقول الزور ". وأوضح الشيخ الحذيفي أنه لعظم جريمة القتل نهى الإسلام عن المزاح بالسلاح والإشارة به إلى الدم المعصوم، مستشهدا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإنه لايدري أحدكم لعل الشيطان ينزغ في يده فيقع في حفرة من النار". وذكر إمام المسجد النبوي أنه حتى قتل الإنسان نفسه حرمه الله ورسوله أشد التحريم، وأن قاتل نفسه في النار ولو كان مسلما سواء قتل نفسه بحديدة أو حزام ناسف أو سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة أو تفجير قنبلة مستدلا بقول الحق تبارك وتعالى : " ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا"، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ". وقال إن هذا العذاب الشديد لمن قتل نفسه فكيف بمن قتل غيره لأن نفس الإنسان ليست ملكا له بل هي ملك لله تعالى يتصرف فيها الإنسان بمقتضى الشرع الذي أنزله الله تعالى والحياة الآمنة من حق الإنسان وهبه الله هذه الحياة لعمران الأرض وصلاحها وللعمل الصالح وليتمتع بما خلقه الله وأباحه له بل الحياة من حق البهائم والحيوان فلا تقتل إلا لمنفعة ابن آدم ويحرم أن تقتل عبثاً. من جانبه، أكد إبراهيم العبيد مدير الجامعة الإسلامية أن التفجير الإرهابي الذي حدث في صلاة الجمعة في جامع العنود بالدمام ليس إلا اعتداء على أمن هذا الوطن واعتداء على مواطنيه الآمنين المصلين فهو أمر مستنكر لا يرضاه الله ولا عباده المؤمنون، وما كان هذا العمل الإرهابي إلا امتدادا للأعمال الإرهابية التي عانت منها المملكة العربية السعودية منذ سنوات من قبل ثلة انحرفت عن المنهج السليم لتثير الفتنة بين المواطنين وتشق وحدة الصف وتعمل على كل ما فيه شق لحمة هذا الوطن واستقراره؛ فالوحدة وجمع الكلمة والصف الوطني الواحد هو أحد مميزات هذه البلاد حرسها الله . وأضاف أن الجامعة الإسلامية بكافة منسوبيها تستنكر هذه الجريمة التي أزهقت فيها أرواح الآمنين من مواطني هذا الدولة المباركة، وإننا نرفع التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو ولي ولي العهد، وإلى شعبنا السعودي وإلى ذوي الشهداء ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا ومواطنينا، إنه سميع مجيب.
مشاركة :