استضاف قصر الثقافة، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر النبطي، أمس الأول، أمسية شعرية، وذلك بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، وبطي المظلوم، مدير مركز الشارقة للشعر الشعبي، مدير المهرجان، ومشاركة الشعراء: سيف المزروعي وسالم بن كدح الراشدي «الإمارات»، وأتقانا ولد النامي «موريتانيا»، وسحر الشهري من «السعودية»، ومحمد ود كابس «السودان»، وشوق الدوسري «البحرين»، وقدمها الشاعر علي الأشول «اليمن». كانت البداية مع الشاعر سالم الراشدي الذي قدم فواصل من الإبداعات النظمية التي استهلها بالشلة في حضور صوتي وجداني عبق، وطوف شاعرنا بالحضور في عوالم الدفق الوجداني، مع حضور بارز للوطن في متون وحواشي القصيد، حيث تميزت مفردته الشعرية بالقوة والرقة في ذات الوقت، الأمر الذي تفاعل معه الجمهور كثيراً، خاصة في أبياته التي تتيه فخراً، والتي كشفت عن معاني القيم والأخلاق العربية الأصيلة، ويقول في بعض منها: زحمة الشارع على بيته طبيعة مستديمة تجبر المسرع يخف وتجبر الطايش يهدي والمساحة في حديقة منزله مسرح جريمة من كثر روس الذبايح.. يا معشي يا مغدي أما الشاعر الموريتاني اتقانا ولد النامي، فقد حملت قصائده رسائل المحبة والشوق والتقدير لأهل الشارقة، ومن أبرز محطاته الشعرية تلك التي توقف فيها يحيي إمارة الشارقة، ويقول في بعض منها: شمس الثقافة والإبداع في الشارقة شارقة شمس المجد أحسن الطباع شارقة في الشارقة أهل الشارقة ما حادوا عن سيادة بيها قادوا إمارتهم هوم سادو في إمارة زينة صادقة سادُو بالمجد اللي شادو سادو بالحكمة الفائقة. الشاعر سيف بن سالم المزروعي، أخذ الحضور في جولة في فضاءات فائقة الجمال وتنوعت قصائده البديعة بين حب الوطن وقواته المسلحة، فكان الحماس طاغياً، إضافة إلى قصائد عاطفية رقيقة كشفت عن شاعر يعرف كيف ينظم الشعر في أغراضه المتعددة، وكانت أكبر تلك المحطات تلك التي أنشد فيها نظماً حماسياً عن شيوخ الإمارات وقادتها والتي يقول فيها: في واحد وْسبعين والكل يشهد والكل يسعى لاجْل يرفع بلدها تجمعت لاراء ع الراي اْلاوْحد راي الزعيم اللى على اليود مدها وتباشرتْ سبع الإمارات واسعد كل العرب لى للعروبة سندها زايد واذا ما قيل زايدْ تِوَرَّد معنى القصيد وْفاح طيبهْ وبَدْها من بعْد زايد شِبْل زايدْ تسيَّد واوفى بِعَهْدِهْ للشعب واعتِمَدْها الشاعر محمد ود الكابس قدم قصائد حلقت في عوالم الفخر والأخلاق والقيم الفاضلة النبيلة، فالشاعر تميز بمفردة فريدة ونظم كأن كل بيت فيه ثورة من فرط الحماس، ومن أبرز القصائد التي ألقاها تلك التي تقول بعض أبياتها: ماسوينا شين الدنيا عننا راضية بينات الكبار كلمتنا دايما ماضية البنجيها قبل نصلها تصبح قاضية نحنا وكت نمش الواطة بنحسبا فاضية سحر الشهري، ألقت قصائد بلغة شعرية جذابة تفاعل معها الحضور، وتنوعت قصائدها بين وطنية واجتماعية ووجدانية، فكان وقعها على جمهور الأمسية ندياً كرذاذ من حبيبات المطر في ليلة صيف ساخن، فحيت أبناء زايد الخير، وتمشت في شوارع الشارقة، وهزت جذع الحنين وعانقت لطف الحياة بكلمات خصصتها تحية لوالدها، ومن القصائد التي ألقتها تلك التي انحت فيها للنخيل تهديه السلام فقالت: هززتُ الجذع حتى كلّ صبري وعيا النخل لا ينصاع لامري أبيه من التمر يسقِط عليّه أكل هم السنين المُرّ «تمري» وورتني الحياة من التجارب وانا ما بعد زار الشيب شعري ألا ياليتني قد كنتُ نسيا قبل مَ اكبر ويكبر معْي وزري كانت الأم حاضرة في كلمات وإبداعات الشاعرة البحرينية شوق الدوسري، التي ضمخت بعطر قصائدها المكان فتمايلت أعناق الحضور طرباً، وبحس وجداني شفيف وبوح شاعري صادق أنشدت تقول: ما يشبهك/ طيفك حبيبي للاسف/ ما يشبهك/ في قسوتك/ في غيبتك/ من علمك عني تغيب وتبتعد؟/ وانته عيونك لي وطن/ قلبك سما/ وش صار لك وش غيرك؟/ ما يشبهك/ طيفك حنون/ وانته حنانك لي تلاشى واختفى وكانت قاعة المؤتمرات في قصر الثقافة قد شهدت على هامش الأمسية توقيع 8 دواوين لشعراء مشاركين في المهرجان، صادرة عن دائرة الثقافة في الشارقة. وحملت الدواوين عناوين: «أنا البحر» لهاني خلف من و«آخر السكة» لمنى الحواس، و«زي ما تيجي» ليسر حسان، و «بكا مشاعر» لشادية الملاح، و«توازن» لمحمود الحلواني، «وجرح الزمن» لرضوان المعيني، و«الهمباتي» لبهيج عبد اللطيف، و«باب المستحيل»، للفاتح بشير.
مشاركة :