بعض خطباء الجمعة والكلمات الناقصة

  • 6/1/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في الماضي غير البعيد كان خطيب الجمعة يعطي دروسا في اللحمة الوطنية. ولا يزال الكثير منا يتذكر خطبهم وأحاديثهم عن أهمية حماية الوطن من كل فكر شاذ. سمعناهم يتحدثون عن خطر الشيوعية وعلمنا من خلال خطبهم زيف الشعارات الثورية. وكانت خطب الماضي تأتي عفوية هدفها تنبيه المجتمع لما يحاك حوله من أناس هدفها تغيير مفاهيم المجتمع وجره إلى ما اتضح لاحقا أنه شعارات مزيفة تسببت في دمار الكثير من البلاد وحولتها من دول غنية إلى دول تستجدي المساعدات من الغير. وفي وقتنا الحالي وأثناء مرور أحداث جسام على العالم الإسلامي أو في محيط العالم العربي فدائما ما نسمع خطب جمعة نارية وكلمات لا ينقصها سوى أن تغلف بالرصاص. ويتبع ذلك صلوات يكون فيها دعاء القنوت أطول من الصلاة نفسها. وفي هذه الحالات يقوم خطيب الجمعة بتذكير المصلين بما يمر به عالمنا الإسلامي من مصائب ومحن. وقد سمعنا الكثير من الدعاء أيام الغزو السوفييتي لأفغانستان وكذلك ما جرى ويجري في العراق واثناء أحداث الشيشان والبوسنة والهرسك والفلبين وكل ما يقع في فلسطين وخاصة حول ما يجري في قطاع غزة. ومن خلال هذه الخطب يقومون بالدعاء للكل. وهذا شيء جميل أن نسمع دعاء لإخواننا في الدين... ولكن ماذا عن الداخل السعودي والدعاء له بالأمن والأمان؟. وماذا عن الدعاء للجندي السعودي الذي يقبع في الجبهة مدافعا عن تراب هذا الوطن أو عن رجل الأمن الذي يبقى مستيقظا طوال الليل والنهار للمحافظة على أمننا الداخلي؟ في الحقيقة كان من السهولة أن يلاحظ كل من يصلي الجمعة ويستمع لخطب بعض الأئمة أن النغمة تختلف وتكون النبرة أهدأ أثناء خطب الجمعة عندما يتعلق الأمر بشأننا الداخلي. ولم نسمع الكل يدعو دعاء القنوت وغيره لرجال أمننا عندما طالت يد الإرهاب أرض المملكة في العام 2003م. ومن يدعو في تلك الفترة فهو يدعو على استحياء. ومرة أخرى لم نسمع الكلمات الرنانة والخطب عالية الأصوات عندما تم الاعتداء على الحد الجنوبي قبل عدة سنوات. وآخرها لم نسمع دعاء واضحا يخرج من القلب من بعض الدعاة وخطباء المساجد بعد أن بدأت عاصفة الحزم, مع العلم ان جنودنا يدافعون عن تراب هذا الوطن. وفي الفترة الأخيرة لم نسمع ما كنا نريد أن نسمعه بعد أن تم تفجير مسجدين في يومي جمعة مباركين في محاولة بائسة من أيد غاشمة لشق الصف. واحد في بلدة القديح في محافظة القطيف والآخر في الدمام عاصمة المنطقة الشرقية. ولا أعرف هل يوجد سبب بالرغم من أن وزارة الشؤون الإسلامية أوضحت ضرورة ذلك لأن فيه منفعة من خلال تنبيه المواطن للأخطار التي تحيط بنا والتحذير من الأيادي الخفية التي تعبث بتراب وأمن هذا الوطن. وفي نهاية الأمر فالدعاء لجنودنا ورجال أمننا والحديث مع المجتمع من خلال الخطب أمر ضروري لكي تزيد اللحمة بين أفراد المجتمع وتقطع الطريق على كل من تسول له نفسه ولتقول لكل من يريد أن يمس تراب هذا الوطن بسوء اننا ضد هذا الفعل المشين قولا وعملا. فالحديث عن الوطنية لا يحتاج إلى تعميم من وزارة أو إدارة.

مشاركة :