البن البرازيلي.. فنجان قهوة إسكندراني من الزمن الجميل

  • 2/6/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

سائرا على قدميك أو داخل سيارتك ستجده على ناصية شارع صلاح سالم، حيث وضعت على احدي جانبيه لافتة كتب عليها "صلاح سالم"، أو شارع شريف سابقا، متقاطع مع شارع سيزوستريس، بحي العطارين القديم والعريق بالإسكندرية.  تعتقد للوهلة الأولى أنك على متن رحلة عبر الزمن، لتعود إلى سنوات الحنطور، والطربوش، وسيدات المجتمع الراقي، حيث الحديث عن رحلات الصيد وسهرات القصور الفخمة، تسيطر رائحة البن على الشارع لمجرد اقترابك من المكان.  محل صغير، يحمل سنوات وذكريات كثيرة، يحتفظ بشكله القديم، لم يتأثر بالموضة، ولا بالمعمار الحديث، لم تزل منه رائحة الماضي العتيق، بمجرد دخولك من الباب الجانبي الزجاجي ستجد ما يقرب من 4 مناضد وكراسي خشبية صغيرة، وبار طويل يأخذ غالبية مساحة المكان، يقف خلفه اثنان من الشباب المبتسم، ليقدما القهوة إلى رواده.البن البرازيلي، أو كما كتب على أبوابه، "Brazilian Coffee Stores"، أبوابه صغيرة بمجرد دخولها ستندهش من أعداد المتواجدين بداخله، لتبحث عن كرسيك، ويقابلك شباب مبتسم من العاملين في المكان. دخلت إلى المكان بحثا عن فنجان من القهوة يزيل ما وضعه يوم طويل مليء بالصخب في نفسي، لأجد أنني داخل حقبة زمنية بعيدة. يمتلئ المكان بأصوات الموسيقى الكلاسيكية، وأغاني فرانك سيناترا، ودين مارتن، وفناني العصر الكلاسيكي، تحتسي فنجانك على بار، وجلسة تجعلك تشعر أنك في حي العطارين القديم، الذي تحدثت عنه كتب التاريخ المصري. "المحل ده غير الفرع الموجود في محطة الرمل، ده غير ده"، هكذا قال لي احد الشباب العاملين في الفرع، وهو يبتسم ويختار لي نوعا جديدا لأجربه من القهوة، لنصل في النهاية إلى فنجان من القهوة الكولومبية. عرفت من أصدقاء أن المكان يتواجد به عروض الناي و العود والكمنجة أيام السبت والإثنين والأربعاء. جلست في المكان ما يقرب من الساعتين، لم أشعر بالوقت، داهمني الوقت حتى أخبرني أحد العاملين أنهم سيغلقون المكان في الحادية عشرة مساء، لاغادر على أمل العودة في زيارة جديدة. لم تكن هذه الزيارة الأولى للمكان، ولا الأخيرة بمشيئة الله، لكنها كانت الأعظم، عندما قررت أن أنظر إلى المكان بعين متأملة، وليس كأي شخص يأخذ قهوته ثم يرحل، تاركا مكانه.

مشاركة :