تمكين الشباب (1 من 2)

  • 2/7/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شعار تمكين الشباب تم تداوله إعلامياً بصورة ملفتة، مع اختلاف الأغراض، فمنهم من ينحو منحى اقتصاديا ومنهم من ينحو منحى سياسيا وهكذا.ولكن إلى أين يتجه العالم بالشباب؟وهل هناك قيم أخلاقية عالمية؟أم أن هناك انفلاتا وتغريباً للهوية؟تحدد منظمة العفو الدولية - وهي أكبرمنظمة تهتم بالشباب - الإستراتيجية الدولية للشباب، وفيها الاتجاهات الأساسية للحركة، كما توفر إطاراً للتنفيذ على المستوى العالمي والإقليمي والوطني، مع ملاحظة اختلاف البيئة  بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها، وستتبع الفروع والهياكل والمكاتب الوطنية هذه الإستراتيجية العالمية وسيتم إدماجها في إستراتيجيات الدول الوطنية مع توفير الموارد لتنفيذها. وحددت هذه المسارات بما يلي: • المطالبة بالحريات • المطالبة بالمساواة• ضمان المساءلة• مواجهة الأزمات• تعظيم المشاركةهذه إذاً أهم الأهداف التي يراد صياغة عقول الشباب على أساسها!لقد صنفت المنظمة العالمية للشباب في 21 بلدا ذات الدخل المرتفع أكثر من 90 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة على أنهم (رقميون أصليون)، ويتوقع أن تتضاعف هذه النسبة في السنوات الخمس المقبلة وستصل إلى ما فوق 50 في المئة في المجتمعات النامية، إذا عرفنا هذا وقرأنا في المواثيق الدولية وما جاء في مضامينها نعرف تماماً حقيقة هذا الفضاء الواسع، الذي يخوض فيه شبابنا اليوم وللأسف من دون توجيه ولا تحصين من الدول العربية والإسلامية، فمثلا نجد أن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل تنص في لوائحها على إزالة الحواجز من موافقة الوالدين حيثما يكون لها أثر على صحة الشباب وحقوقهم الإنسانية، ومثالها حق الشباب في التمتع بالحقوق الجنسية والانجابية بلا إكراه ولا تمييز ولا عنف، بما في ذلك حقه في الحصول على المعلومات والخدمات وتعمل المنظمة في هذا الاتجاه! من خلال المشروع الإقليمي للأميركتين المعروف باسم (هذا جسدي) .وفي إقليم الساحل في شمال بوركينا فاسو تعمل المنظمة على منع الزواج المبكر، وتعمل على إزالة الحواجز التي تمنع النساء والفتيات من الحصول على وسائل منع الحمل؟فإذاً هذا هو جانب من التمكين الذي يريدونه من الشباب على مستوى العالم.ونتيجة طبيعية لهذا الانفلات الأخلاقي والقيمي، وصلنا إلى هذه المستويات المرتفعة من حوادث الجنايات والتي يرتكبها أطفال قصّر. ففي استراليا يعتبر الأطفال في سن العاشرة مسؤولين جنائياً رغم أن لجنة حقوق الطفل حددت الحد الأدنى للمسؤولية الجنائية المقبول دولياً باثنتي عشرة سنة، والغريب وجود الشباب بين العاشرة والسادسة عشرة في سنة 2013 /‏2014 من السكان الأصليين بنسبة حوالي 59 في المئة كانوا في الحجز!والأكثرغرابة نجد تركيز منظمة العفو الدولية في نطاق عملها على بلاد المسلمين لاعتبارات عدة أهمها كثرة مواردها وثرواتها الطبيعية ومصادر المياه، كما أن نسبة الشباب الواعد فيها أعلى من أي منطقة في العالم، خصوصاً في ضوء الفوضى الفكرية والبطالة، الأمر الذي يجعل استهداف هذه الشريحة وتجنيدها لأجندات معدة سلفاً أمراً سهلاً في عالم تكنولوجيا المعلومات، كما وجدت المنظمات الدولية الشبابية في بعض الجماعات الإسلامية السياسية، ضالتها من حيث تعويم المفاهيم الإسلامية والثوابت، وبالتالي إدخال الأفكار المسمومة التي يتربى عليها الشباب اليوم في بعض البلاد .فجاءت الاحصائيات التي توضح ذلك ففي عام 2015 سجلت نسب المشاركة في الأعضاء والمؤازرين والناشطين ودون السن الخامسة والعشرين، أعلى نسبة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا  41 في المئة، تليها منطقة أوروبا ووسط آسيا 15 في المئة ثم الأميركيين 8 في المئة.الخلاصة: من هنا ندرك لماذا برزت أسماء شباب في ثورات الربيع العربي في تونس ومصر واليمن وغيرها، ثم اختفت بعدما أخفق الربيع، ولكنها الآن تعد العدة لمرحلة أخرى، فإلى أين يتجه العالم بالشباب، ومثقفونا يعيشون في عزلة عن واقعهم.

مشاركة :