في خطوة ترجح امكانية الوفاة المفاجئة بسبب تعاطي جرعات عالية من مكملات البروتين، أظهرت نتائج دراسة بحثية جديدة أن النظام الغذائي ذا المحتوى العالي من البروتين يؤثر بشكل سلبي مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك التسبب في مضاعفة احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية المميتة. سعياً إلى استكشاف دور البروتين ومكملاته الغذائية في أمراض القلب والأوعية الدموية، أُجريت دراسة بحثية مختبرية تولى قيادتها الدكتور باباك رازاني البروفيسور في كلية الطب بجامعة واشنطن الأميركية، وهي الدراسة التي نُشرت نتائجها في العدد الحالي من مجلة «نيتشر ميتابوليزم» الطبية المتخصصة.وتوضيحاً للنقطة التي انطلقت منها فكرة الدراسة، قال الدكتور رازاني: «صحيح أن النظام الغذائي عالي البروتين يتميز بكونه فعالا في التخسيس وفقدان الدهون، وهو الأمر الذي عزّز شعبية ذلك الأسلوب خلال السنوات الأربع الماضية. لكنّنا لاحظنا في المقابل أن نتائج دراسات مختبرية وإكلينيكية سابقة تنطوي ضمنياً على احتمال وجود علاقة بين ارتفاع نسبة البروتين في الحمية الغذائية وبين زيادة مشاكل القلب والأوعية الدموية».وهذا تحديدا هو الذي جعل الدكتور رازاني ومجموعة من زملائه الباحثين يقرّرون اجراء دراسة منهجية بهدف التحقق بطريقة علمية مما إذا كان النظام الغذائي عالي البروتين له دور مباشر يؤثر فعلياً على صحة القلب والأوعية الدموية مباشرةً عن طريق تسهيل تراكم الترسبات اللويحية داخل الشرايين.وعبر الدكتور رازاني عن ذلك بالقول: «قررنا أن نلقي نظرة على ما إذا كان هنالك بالفعل علاقة سببية مباشرة - أو حتى غير مباشرة - بين ارتفاع محتوى البروتين ومكملاته في النظام الغذائي وبين إصابة القلب والأوعية الدموية بأضرار».في تلك الدراسة، بدأ الباحثون بتقسيم عدد من فئران التجارب إلى 4 مجموعات منفصلة مع تغذية كل مجموعة على نظام غذائي مختلف عن المجموعة الأخرى، حيث كان النظام الأول عالي الدهون ومنخفض البروتين، والثاني عالي البروتين ومنخفض الدهون، والثالث عالي الدهون والبروتين، بينما الرابع متوازن بين هذا وذاك. وكان الهدف من ذلك هو المقارنة لمعرفة مدى الدور الذي يلعبه البروتين ومكملاته الغذائية في الحالات المختلفة.وبعد أسابيع من المتابعة الدقيقة، رصد الباحثون آليات معيّنة أدت إلى إصابة فئران التجارب التي تغذت على النظام عالي البروتين والدهون بتصلب الشرايين - وهي الحالة التي تنجم عن تراكم ترسبات لويحية في داخل الشرايين – وأن درجة ذلك التصلب كانت أسوأ بكثير جداً مما كانت عليه لدى الفئران التي تغذّت على النظام عالي الدهون لكنه منخفض البروتين. وصحيح أن فئران النظام الغذائي عالي الدهون والبروتين لم يزداد وزنها على الرغم من تناولها الكثير من الدهون، لكن المؤشر الخطير هو أن نسبة الترسبات اللويحية التي ظهرت في شرايينها كانت أكثر بنسبة 30 إلى 35 في المئة مقارنة مع فئران النظام ذو الدهون العالية ولكنه منخفض البروتين.ويؤكد الباحثون أن النتائج التي خلصوا إليها تشير بوضوح إلى أن النظام الغذائي ذا المحتوى البروتيني المرتفع ينطوي في حال اتباعه لفترات طويلة نسبياً على زيادة مخاطر نشوء الترسبات اللويحية الشريانية التي تؤدي بالتبعية إلى الإصابة بالنوبات القلبية. ويأمل الباحثون أن تساعد الآليات التي اكتشفتها الدراسة في ابتكار وتطوير علاجات أفضل لمشاكل القلب والأوعية الدموية.
مشاركة :