أوصى ملتقى “مستقبل التقدم” بتسريع التحول الرقمي في جميع منشآت ومؤسسات القطاعين العام والخاص السعودي، واستشراف الثورة الصناعية الرابعة، وشدد خلال فعاليته التي أختتم بالرياض بحضور نخبة من الخبراء والمفكرين العالميين، على فتح أبواب الابتكار أمام الشباب من الجنسين، ومنح الفرصة للمبدعين والموهوبين للتعبير عن أنفسهم وتطوير هويتهم الخاصة، وتمكين الموظفين من التفاعل مع المتغيرات الجديدة والإطلاع على أحدث البرامج التدريبية الاحترافية التي تدفعهم لمواكبة الطفرة المعرفية التي يشهدها العالم. ودعت رجاء مؤمنة رئيسة ملتقى مستقبل التقدم، إلى الاستثمار في الإنسان والارتقاء بفكره، وترسيخ التقنيات الحديثة كأهمِّ روافد التدريب، وتطويع التقنيات المتجددة للتأهيل والتمكين، وتعزيز المَلَكاتِ الإبداعية والأفكارِ المُلْهِمة، وطالبت بتسريع إعادة تشكيل الإدارة إلى التحول الرقمي وآفاق الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي والتعليم الإلكتروني، مروراً بمهارات بناء علامة تجارية شخصية، بهدف تطوير الموارد البشرية السعودية لقبول التحديات التي تتطلبها وظائف 2030. وحث الخبير والمفكر أيان خان مخترع “مؤشر المستقبل، الشركات والمنظمات على التحرك لجذب أصحاب المواهب والمبدعين الذين يمتلكون مهارات خاصة، وقال: “وضع ملتقى المستقبل في الرياض علامات ضوء مهمة أمام شباب وفتيات السعودية على تبادل الأفكار، والنمو معا كأمة، وإحداث تغيير إيجابي في المملكة بالتوافق مع رؤية المملكة 2030، حيث بدأ بموضوع بالغ الأهمية، يركز على المستقبل، وهو أمر نحتاج جميعاً إلى فهمه، وكان من دواعي سروري أن أتحدث مع الحاضرين في الملتقى الذين مثلوا القطاع الخاص والعام، وأن أبادلهم الأفكار التي يمكن أن تخلق تأثيراً عالياً في المملكة”. وأضاف: “أشجع شباب السعودية ومجتمعات الأعمال بشكل عام على العمل معاً من أجل إجراء محادثات مجدية للمساعدة في خلق مستقبل أفضل، لابد أن يكون هناك إيمان كامل بأحلامنا حتى نستطيع أن نحققها، ومن ثم اتخاذ الخطوات اللازمة دون الاستسلام مطلقاً لأي معوقات أو تحديات يمكن أن تواجهنا”. وطالبت الكاتبة الألمانية الشهيرة الدكتورة إلسا سُتِريادِس صاحبة أعلى الكتب مبيعا في العالم، إلى استخدام الخيال العلمي في إطلاق المبادرات والمبتكرات التي تساعد على التحول السريع نحو المستقبل، وقالت: “كان الملتقى بالنسبة لي استشرافياً متميزاً؛ حيث قدم لمحة عن مستقبل التقنيات الناشئة والتحول الرقمي وسبل تسريع رؤية 2030، من أجل احتضان ريادة الأعمال والتقنيات الجديدة وإعلاء قيمنا الإنسانية وتعزيز ملكات الإبداع داخل الشباب”. وأشار خبير الروبرتات والذكاء الصناعي الهولندي كريستيان كروم عن أهمية التعليم المعرفي وتطوير المهارات الإبداعية للحاق بقطار التوظيف في السنوات المقبلة، وقال:”إننا نعيش في وقت من التغير الاستثنائي الذي يتأثر فيه كل فرد، أو شركة أو صناعة أو حكومة، بالاختراقات المتزامنة في القدرة الحاسوبية والاتصال والتكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي. وبالتالي تحشد هذه الموجات من الاضطرابات زخماً في جميع أنحاء العالم مع التقنيات الأساسية بحيث تعمل على أتمتة جميع العمليات العقلانية التي تعبر طريقهم”. ونوه إلى أن المستقبل كان نقطة لإلهام المشاركين والحضور، من خلال إيقاظ حواسهم وتحفيزهم على خلق مستقبل مفعم بالأمل، وتمكين الأفراد والمؤسسات من التكيف والابتكار والتطور، وقال: “وضعت تحدياً أمام الجمهور بأن يفكر كأنه متصفح؛ وذلك لإيجاد التوازن من أجل تطوير القدرة على استعراض الموجات التكنولوجية والعيش في حالة من عدم اليقين، وبذات الوقت العمل بثقة”. وتوقع الخبراء المشاركون في الملتقى توقف العديد من المهن وخلق وظائف جديدة في المستقبل، وقالوا أن التحدي الأكبر الذي يواجه العالم هو توليد وظائف جديدة، مشيرين إلى أن التقنية ستغير العديد من الصناعات، وستوقف مهن عديدة عن العمل مع ظهور فرص واعدة في مجال التكنولوجية.
مشاركة :