ما الذي يحمله الغد للكتاب العرب؟ سؤال إشكالي مفتوح على مختلف الاحتمالات، تصدت له الجلسة الحوارية التي أقامها «مهرجان طيران الآداب»، في يومه الثاني، بمشاركة الكاتبتين: اللبنانية هدى بركات، والعمانية جوخة الحارثي، إلى جانب مارلين بوث، مترجمة أعمالهما الأدبية إلى «الإنجليزية»، التي فتحت باب نقاش حول هموم الترجمة والعقبات التي تواجه انتشار الأدباء العرب في الخارج، إلى جانب الغربة والوحدة والتعلق بالتراث في أعمال بركات والحارثي، وقضية الجوائز وظروف نيلها من خلال تجربة بركات في الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2019، والحارثي مع جائزة «مان بوكر العالمية» لعام 2019. وأشارت جوخة الحارثي إلى أصداء تلقي القارئ الغربي لروايتها، والأفكار والمفاهيم المغلوطة التي تشير إلى أن الرواية المكتوبة باللغة الإنجليزية هي صاحبة الانتشار الأوسع، والمتابعة على نطاق واسع على الصعيد العالمي، مع أن هذا المفهوم خاطئ تماماً، وهناك عشرات الكتّاب الذين نجحوا على مستوى الراوية العربية، ولم يفكروا أثناء إنجاز أعمالهم في الترجمة إلى اللغات أخرى، وأضافت «لم يخطر ببالي موضوع الترجمة عند كتابة (سيدات القمر)، لكن هذا الأمر لا يعني أن الترجمة ليست شيئاً مهماً. وعلقت هدى بركات «مازال القارئ والكاتب العربيان، على حد سواء، مفتونَين بالغرب، ويعتبران أن من المفيد والمهم ترجمة الأعمال العربية الجيدة إلى الغرب، لدرجة أن بعض الكتّاب العرب نالوا التكريم العربي بعد ترجمة بعض أعمالهم إلى لغات أخرى، إلى جانب تكريمهم في محافل أجنبية»، لافتة «للأسف، هناك كتاب عرب يقبلون في عملية ترجمة أعمالهم إلى الإنجليزية، بشروط (مهينة) للغاية». جهود فردية وقالت مارلين بوث «أركز دائماً على المضمون والرسالة من وراء هذا العمل لأنقلها بأمانة إلى القراء، لهذا السبب آمل أن يختار القراء الرواية المكتوبة بطرق سردية متعددة»، متوقفة عند الصعوبات التي تدفع الناشرين إلى تبني الأعمال العربية المترجمة، وقائلة إن عملية النشر مسألة صعبة للغاية، وهي إحدى المشكلات التي تواجه الكاتب العربي، متابعة «تحتاج الأعمال الأدبية العربية إلى دعم رسمي يسهم في تقديمها إلى القارئ الأجنبي بالشكل المناسب، لذلك يجب أن تكون هناك مؤسسات ذات صبغة حكومية تحمي الكتّاب والناشرين، ويتم من خلالها التعامل بشكل رسمي مع هذه المسألة». ولفتت اللبنانية بركات «ما وصل من الأدب العربي إلى الغرب حتى الآن، كان عن طريق جهود فردية لمترجمين كبار يستحقون التحية والتقدير، في ظل غياب أي دور مؤسسي عربي فاعل». وحول تركيز الكاتبة العمانية على «سرد تاريخ المهمشين» إلى جانب تعلقها بالتراث، قالت الحارثي «هذا ما يجب أن يفعله الأدب، أن يعطي صوتاً لمن لا صوت له، وعندما أكتب عن شخصية هامشية ما، فإنني أريد الاقتراب والحديث عما تفكر وتحلم به، أما بالنسبة إلى تعلقي بالتراث فأعتقد أن لنشأتي في بلدة صغيرة دوراً مهماً في ذلك، حيث كانت كتب الأطفال ترفاً غير موجود، إلى جانب التلفاز، والألعاب التي لم أتعلق بها مقارنة بتعلقي بالقراءة، لدرجة أنني عندما أصبحت في الـ12 من عمري كانت أمامي مكتبة والدي المليئة بكتب التراث والتاريخ، التي لم أتردد للحظة في الاطلاع عليها». - تحتاج الأعمال الأدبية العربية إلى دعم رسمي، يسهم في تقديمها إلى القارئ الأجنبي بالشكل المناسب. 2019 فازت جوخة الحارثي بجائزة «بوكر العالمية».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :