تصدّت الدفاعات الجوية السورية، ليل الأربعاء/الخميس، لعدوان صاروخي «إسرائيلي» على ريف دمشق، فيما قُتِلَ في القصف 23 مقاتلاً من بينهم 8 جنود سوريين وآخرون من المجموعات الموالية لإيران، بحسب المرصد السوري، وتزامن العدوان «الإسرائيلي» مع معارك عنيفة تخوضها القوات الحكومية في محافظة إدلب (شمال غربي البلاد) ضد الفصائل المسلحة على رأسها «هيئة تحرير الشام»؛ (جبهة النصرة سابقاً)، بينما أرسلت تركيا ليلاً تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة، في حين أكد الجيش السوري أن رتلاً عسكرياً تركياً دخل إلى الأراضي السورية بغطاء «إسرائيلي». وأوردت وكالة الأنباء السورية: «دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان «إسرائيلي» في سماء المنطقة الغربية لريف دمشق تمّ من فوق الجولان السوري المحتل». وأضافت وكالة الأنباء السورية: «تم إسقاط معظم الصواريخ المعادية قبل وصولها إلى أهدافها». واستهدف القصف «الإسرائيلي» وفق الإعلام الرسمي منطقة الكسوة؛ ومرج السلطان؛ وجسر بغداد قرب دمشق إضافة إلى جنوب إزرع في محافظة درعا الجنوبية. وذكر مصدر عسكري سوري، أن الهجوم أسفر عن «إصابة ثمانية مقاتلين بجروح» من دون أن يورد مزيداً من التفاصيل حول مواقعهم أو جنسياتهم. وأحصى المرصد من جهته، مقتل ثمانية من عناصر الدفاع الجوي السوري غربي دمشق، إضافة إلى عشرة مقاتلين غير سوريين، بينهم ثلاثة من الحرس الثوري الإيراني إضافة إلى آخرين من الموالين لهم، في منطقة الكسوة جنوبي دمشق؛ حيث تتواجد قوات إيرانية ومجموعات موالية لها. كما قُتل خمسة من المقاتلين السوريين الموالين لطهران في القصف على منطقة إزرع في محافظة درعا الجنوبية. من جهة أخرى، قال شهود والمرصد السوري: إن القوات الحكومية دخلت مدينة سراقب الأربعاء، واشتبكت مع المسلحين ثم تعرضت لقصف من قبل مدفعية تركية أثناء عملية تمشيط المدينة. وأشاروا إلى أن المسلحين نجحوا في التصدي للقوات الحكومية، وإبعادها عن معظم أنحاء سراقب في هجوم من الجانب الشمالي بالمدينة، تزامن مع قصف تركي على القوات السورية. وأفاد المرصد، باستهداف غارة جوية سورية مطار تفتناز في ريف إدلب، والذي يضم نقطة عسكرية تركية، مشيراً إلى أن الغارة السورية جاءت بعد ساعات قليلة من تثبيت نقطة عسكرية تابعة لتركيا داخل المطار. ودفع الجيش التركي، أمس، بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود مع سوريا، ووصلت قافلة تعزيزات تضم شاحنات محملة بدبابات إلى ولاية غازي عنتاب، ولفتت وكالة أنباء «الأناضول» إلى أن القافلة توجهت عقب ذلك، إلى الوحدات العسكرية المنتشرة على الشريط الحدودي مع سوريا، في ولاية هتاي جنوبي تركيا. في غضون ذلك، أكدت القيادة العامة للجيش السوري في بيان، أمس، أن رتلاً عسكرياً تركياً يضم عدداً من الآليات والمدرعات، دخل إلى الأراضي السورية، بالتزامن مع العدوان الجوي «الإسرائيلي»؛ بل بغطاء منه، مشيراً إلى أن «الرتل العسكري التركي انتشر على خط بين بلدات بنش معرة مصرين تفتناز؛ بهدف حماية الإرهابيين، وعلى رأسهم «جبهة النصرة»، وعرقلة تقدم الجيش العربي السوري، ومنعه من إكمال القضاء على الإرهاب المنظم الذي يحاصر المدنيين في محافظة إدلب، ويتخذهم رهائن ودروعاً بشرية لديه». على صعيد متصل، ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان على موقعها الإلكتروني «شهدت الآونة الأخيرة زيادة خطرة في التوتر والعنف في إدلب». وأضافت: إن الجماعات المسلحة نفذت أكثر من 1000 هجوم في منطقة خفض التصعيد في إدلب، مما أدى إلى مقتل خبراء ومتخصصين عسكريين. وأضافت: إن روسيا تواصل التنسيق عن قرب مع تركيا وإيران على الأرض في سوريا. وقال الكرملين، من جهته، إن هجمات المتشددين في منطقة تخضع لمسؤولية تركيا في إدلب مستمرة على قوات الحكومة السورية والبنية التحتية العسكرية الروسية. وأضاف: إن الاتصالات الأخيرة بين الرئيسين فلاديمير بوتن ورجب طيب أردوغان أظهرت للزعيمين أن لكل منهما مخاوفه الخاصة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «يستمر النشاط العدواني لهذه الجماعات الإرهابية في منطقة مسؤولية تركيا، وهذه الأعمال العدوانية موجهة ضد القوات المسلحة السورية والمواقع العسكرية الروسية في سوريا». إلى ذلك، كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس، أن وفداً روسياً سيصل إلى تركيا؛ لبحث الوضع في إدلب، مشيراً إلى أن الرئيسين الروسي والتركي سيجتمعان بعد ذلك، إذا لزم الأمر. وأضاف: «نتوقع من روسيا أن توقف هجمات الجيش السوري في إدلب فوراً». وأضاف: «يجب أن نواصل العمل مع روسيا. إذا كنا سنحل المشاكل هناك، فسنحلها معاً». (وكالات)
مشاركة :