«يا لتشيعوني، يا لتهيلون التراب، لحظة خلوني وارحموا جسمي المصاب، أمي نادوها... خل تودعني... يمه ذكريني... من تمر زفة شباب». كانت هذه هي إحدى التغريدات التي كتبها الشاعر والمغرد البحريني محمد عبدالنبي المخوضر في «تويتر» قبل أن يخطفه الموت أمس (الأحد) إثر تعرضه لحادث مرور أليم على شارع الشيخ خليفة بن سلمان. المخوضر رحل ليخلف وراءه قلوبا متألمة على فقده، كان معهم وكانوا معه قبل أن يتدخل الموت على حين غفلة منهم ويفصل بينه وبين أحبته، وليتفاعل بعدها مغردون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع بدء انتشار نبأ وفاة المغرد والشاعر المخوضر عبر هاشتاق «أفجعتنا برحيلك» و «لم استعجلت الرحيل». وقال المغرد حسن الشارقي «صدمة وأي صدمة... اخي سأفتقدك كثيراً»، أما فيصل السابودي فقال «أخي لم استعجلت الرحيل، خالص العزاء المواساة لوالد الفقيد». ومن جهته، غرد الشاب علي عباس «قبليني يا بنتي فلن تريني»، أما المغردة فاطمة راشد فقالت «لا اعتراض على حكم الله ولا على القضاء والقدر ولكن عندما يرحل أشخاص كانوا بقربنا دون سابق انذار رحيلهم يفجعنا». وغردت الشاعرة انتصار رضي عن رحيل المقداد قائلة «إلى اين أبومقداد، كيف ارثيك وبماذا أعزي أنفسنا لفقدك». أما الشاعرة سوسن دهنيم فقالت «من لها بعد؟ رحمك الله ورحم ذويك وأحبتك وألهمهم الصبر والسلوان من بعدك، الرحيل المفاجئ مفجع مفجع». وإن كان محبو المخوضر قاموا فوراً بالرثاء حزنا على رحيله، فقد قال قائل ماذا عن فلذة كبده وابنته غدير «لو سألت كعادتها عنه، هل ستعي حقيقة رحيله دون عودة، دون وداع لها، وهو الذي اعتاد ملازمتها واللعب معها، إنه موقف مؤلم والأشد إيلاماً سوف يكون انتظار غدير عودة والدها ولكنه لن يعود». واتشحت قرية السنابس مجددا بالسواد إيذانا بمزيد من الأحزان على القرية، ففي وقت وقوع الحادث الذي أودى برحيل المخوضر كان الأهالي يختمون فاتحة الشاب إلياس، مع البدء بمواراة طفلة في الوقت ذاته، وما إن انتهوا من ذلك حتى وصل نبأ وفاة الشاب محمد عبدالنبي المخوضر. وقد عرف عن المخوضر دوره الفعال بالنشاطات الدينية والاجتماعية والوطنية، كما أن له اسهامات عديدة بالشعر كان أغلبها بالطابع الديني والوطني، وكانت آخر تغريدة له عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل وفاته بساعة «كل ما هنالك، أن عصر الجاهلية عاد بغطاء إسلامي شرعي من جديد في هذا العصر... وكل أمة تظن أنها الوحيدة التي لم تحمل معها أوساخ الجاهلية». ومن المنتظر أن يوارى جثمان المخوضر الثرى بمقبرة السنابس صباح اليوم الاثنين.