متى تتغير إيران جذريا؟

  • 2/7/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يتغير الموقف الأمريكي من النظام الإرهابي في إيران. وإذا ما كان هناك تغير ما، فهو زيادة مستويات العقوبات الأمريكية المفروضة على هذا النظام، وتدعيم روابطها، بما في ذلك تشديد مواقف واشنطن حيال أي دولة يمكن أن تخترق العقوبات المشار إليها، وأي شركة أو مؤسسة مالية تحاول المرور عبر "الأنفاق" في التعامل مع هذا النظام. وفي الآونة الأخيرة، التزمت دول الاتحاد الأوروبي المعروفة بتهاونها حيال نظام أثبت للعالم مدى خرابه، بالعقوبات بصورة أكبر، بل صدرت مواقف أوروبية رسمية تدين سلوكيات النظام المذكور، وتؤكد ضرورة أن يكون جزءا طبيعيا من المجتمع الدولي، والتوقف عن سياساته التخريبية هنا وهناك. حتى فرنسا المعروفة برؤيتها المختلفة عن الرؤية الأمريكية حيال العقوبات، صارت مواقفها متشددة أيضا. والعقوبات الدولية عموما، والأمريكية خصوصا، ضربت منذ أعوام نظام علي خامنئي، وفي الآونة الأخيرة صارت مشددة إلى درجة وضعت الاقتصاد الوطني في هذا البلد على حافة الانهيار. وما هو مطلوب من هذا النظام بسيط جدا، يتعلق بالتوقف عن استراتيجيته العدوانية، والإحجام عن التدخل في هذا البلد أو ذاك. لكنه لم يتقدم خطوة واحدة على هذا الصعيد، بل قام بما يناقض ذلك، عبر مواصلته دعم الإرهاب وتمويله، ودعم أنظمة مارقة ضد شعوبها، وصناعة الفتنة الطائفية، ومواصلته وهم تصدير ما يعتقد بأنه "ثورة"! فضلا عن الممارسات الوحشية التي لا تتوقف ضد الإيرانيين أنفسهم، الذين يتصدرون قائمة ضحايا هذا النظام. حتى ما يعرف بـ"الإصلاحيين" في إيران، يتعرضون لأبشع أنواع الممارسات منذ عقود. من هنا، كان لا بد من أداة تحاصر نظام خامنئي الإرهابي، وتقطع الإمدادات عن كل المنظمات والعصابات التي يمولها، سواء في المنطقة أو على مستوى العالم. وهذه العقوبات لا تستهدف الشعب الإيراني بالطبع، فالإدارة الأمريكية أكدت في كل المناسبات أن تنظر بعين الرأفة لهذا الشعب، وتشجع على أن يقوم بالتغيير الذي يضمن له حياة كريمة، وعلاقات طبيعية مع جيرانه والعالم أجمع. لذلك، فإن استراتيجية العقوبات التي تعتمدها واشنطن ماضية قدما، بعد أن تضعضعت بالفعل وتيرة التمويل الإرهابي لنظام علي خامنئي، بما في ذلك، شح التمويل الذي كان يتمتع به "حزب الله" اللبناني الإرهابي، الذي يعمل لمصلحة طهران منذ بداية تأسيسه "وليس الآن"، ضد بلاده نفسها. العقوبات المفروضة على إيران ستظل حاضرة من الجانب الأمريكي خصوصا، بشرط واحد أعلنته الإدارة الأمريكية، هو أن يغير هذا البلد سياسته بصورة جذرية. ولا أمل أبدا في أن يحدث أي تغيير لمصلحة نظام خامنئي وعصاباته في المستقبل. كما أن عليه ألا يحلم باتفاق نووي آخر، طالما ظل يأمل في الحصول على سلاح نووي، لا يشكل مخاطر على المنطقة فقط، بل على العالم أجمع. والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يؤكد أن الالتزام بهذه الثوابت، سيعود بالنفع على إيران كلها، بما في ذلك قيام الولايات المتحدة وحلفائها بمساعدة البلاد على أن تصل إلى مرحلة من النمو والانتعاش في وقت قصير، وهو عرض لو كان النظام الحاكم في إيران طبيعيا لقبله على الفور، ولا سيما وهو يعيش حصارا محكما يئن منه. لكن في النهاية، لا يوجد أمل بهذا الخصوص، فهذا النظام لا يعيش إلا عبر استراتيجية الإرهاب والخراب والعدوان.

مشاركة :