شهدت الأراضي الفلسطينية امس تصعيداً خطيراً من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي التي أقدمت على قتل ثلاثة فلسطينيين امس بدم بارد بينهم شرطي وأصابت العشرات، ليرتفع عدد الشهداء خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية إلى أربعة شهداء، في وقت أصيب 14 جندياً إسرائيلياً في عملية دهس في القدس المحتلة، بينما أصيب جندي في إطلاق نار بالقدس وآخر قرب رام الله. وتصاعدت هجمة الاحتلال ضد الفلسطينيين، بين إعدام وهدم وقصف، جنوباً وشمالاً. وفي القدس المحتلة، استشهد شاب، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، امس، قرب باب الأسباط بالبلدة القديمة من القدس المحتلة. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب، قرب باب الأسباط، وتركته ينزف على الأرض، حتى ارتقى شهيداً بحجة إطلاق النار على الجنود. وقال قائد مديرية البلدة القديمة بالقدس المحتلة العميد حاييم شموئيلي «إن المهاجم وصل في حدود الثانية عشرة ظهراً وترجل من سيارته بالقرب من باب الأسباط واتجه نحو المسجد الأقصى واستل مسدسه وبدأ بإطلاق النار على أفراد الشرطة المتمركزين هناك. وردت عليه قواتنا بإطلاق النار وأردته قتيلاً». وأضاف شموئيلي أن «المهاجم اعتنق الإسلام حديثاً وهو معروف للشرطة بارتكاب مخالفات جنائية سابقة، والتحقيق مستمر»، وأضاف أن الوضع متوتر.. قمنا بزيادة قواتنا في المدينة. وفي رام الله، أصيب جندي إسرائيلي في إطلاق نار وقع في منطقة بنيامين القريبة من بلدة راس كركر. وفي جنين، قتلت قوات الاحتلال الشاب يزن منذر أبو طبيخ (19 عاماً) وهو طالب جامعي من سكان وادي برقين في جنين، إثر إصابته برصاص الاحتلال من مسافة قريبة، إضافة إلى استشهاد الرقيب أول في الشرطة الخاصة طارق لؤي بدوان (25 عاماً) من قلقيلية، متأثرا بجروح أصيب بها، لدى اقتحام قوات الاحتلال مدينة جنين فجرا، لهدم منزل الأسير أحمد جمال القنبع للمرة الثانية. وذكر مسؤولو مستشفى الرازي أن الشهيد تعرض لإصابة بعيار ناري من نوع دمدم في بطنه، موضحين أنه خضع لعملية جراحية استمرت ساعات غير أن الأطباء فشلوا بإنقاذ حياته ليرتقي شهيدا. وأفادت مصادر محلية بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ30 عربة عسكرية وجرافات اقتحمت حي البساتين من مدينة جنين، وهدمت منزل الأسير القنبع. وأوضح جمال القنبع أن المنزل الذي هدمته قوات الاحتلال تبلغ مساحته 160 مترا مربعا، ويؤوي 8 أشخاص. وفي أعقاب ذلك، أعلنت حركة «فتح» في جنين الإضراب الشامل، ردا على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، خاصة في محافظة جنين. وقتلت قوات الاحتلال مساء الأربعاء، الفتى محمد الحداد (17 عاماً)، خلال مواجهات مع الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط الخليل. وفي بيت لحم، أصيب، امس، مصور وكالة رويترز محمد أبو غنية، بعيار معدني مغلف بالمطاط في البطن، إلى جانب شاب بقنبلة غاز في رأسه، ومسعف في قدمه، والعشرات بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة بيت لحم وبيت جالا. وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر فرع بيت لحم عبد الحليم جعافرة بأن طواقمه قدمت الاسعافات لنحو 30 فلسطينيا جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، إضافة إلى إصابة الصحفي أبو غنية، التي وصفت بالطفيفة. وأشار شهود عيان إلى أن قوات الاحتلال داهمت العديد من المحال التجارية، واستولت على تسجيلات لكاميرات. في غضون ذلك، أصيب 14 شخصا بينهم 12 جنديا إسرائيليا بجروح فجر امس في عملية دهس بسيارة في وسط القدس. واعتبرت حركة حماس أن عملية الدهس «فعل مقاوم» ردا على خطة ترامب التي يرفضها الفلسطينيون. ولم تعلن هوية منفذ عملية الدهس بعد، لكن تم العثور على السيارة التي استخدمت في العملية، بحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ميكي روزنفيلد الذي قال إن الشرطة تطارد المهاجم. وكان الجيش أعلن أن «هجوما بوساطة الدهس بسيارة وقع في القدس» في منطقة تضم مقاهي ومطاعم في القدس الغربية، مشيرا إلى إصابة جندي «بجروح بالغة» و11 آخرين «بجروح طفيفة». وقالت منظمة الإسعاف الإسرائيلية «نجمة داوود» إنّها «عالجت ونقلت» إلى المستشفيات 14 شخصاً أصيبوا في العملية. بعد ساعات على الهجوم، أعلن روزنفيلد أن الشرطة قتلت فلسطينيا مسلحا أطلق النار على عناصرها في البلدة القديمة بالقدس. وقال «أطلق مسلح النار على شرطي من حرس الحدود الإسرائيلي ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة»، مضيفا «أطلقت قواتنا النار على المهاجم فقتل». على جبهة أخرى، استهدف الجيش الإسرائيلي فجر امس مواقع لحركة حماس بعد إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة باتجاه إسرائيل. وقال الجيش في بيان «استهدفت طائرات حركة حماس عبر قطاع غزة. وخلال هذه الضربات، تم استهداف بنى تحتية تحت الأرض تستخدمها حماس». وقال شهود ومصادر أمنية فلسطينية لفرانس برس إن الضربات ألحقت أضرارا بمساكن في شمال مخيم الشاطئ للاجئين، وطالت منشآت قرب رفح عند أقصى جنوب القطاع. ولم تذكر المصادر وقوع أي إصابة في الضربات.
مشاركة :