تحدثت بالأمس عن الهجرة المنظمة للعقول الفتية الذكية المصرية والتي تتبناها بعض الجامعات الخاصة مع شركائها من جامعات في دول أوربية ولعل الإعلان عن منح دراسية لأربعون طالب في الجامعة الألمانية بالقاهرة ونقلهم إلى ألمانيا للإقامة والدراسة شيء ( مفرح للأهالى ) وللطلاب ولبعض قصيري النظر من المسئولين عن التعليم العالى في مصر تعرضت لذلك بالأمس موجها سؤالي إلى من يهمه أمر مستقبل هذا الوطن المتمثل في أبنائه النابغين .وأنا لا أقف أبداً أمام نقل العلم والتكنولوجيا من خلال سياسة بعثات علمية منظمة ولكن تحت أشراف حكومي كامل ولدينا إدارة للبعثات الجامعية كان مقرها الدور السابع في مجمع الدواوين الحكومية بميدان التحرير وأعتقد أنه مازال هناك! وهذه السياسات تتبناها الأقسام العلمية في الجامعات المصرية منذ نشأتها فأغلبنا ( أساتذة الجامعات ) حصلنا على درجاتنا العلمية العليا من الخارج تعددت التوجهات طبقاً للدول التي حصلنا من جامعاتها على هذه الدرجات وهذا الجانب أيضاً تحدثت عنه في مقال لى بجريدة روزاليوسف يوم الاثنين 24/11/2008 !!وأنا لا أقف عثرة برأي ( جامد ) حول هجرة الشباب إلى الخارج فهذا حق دستوري للمواطن يفعل ما يحلوا له العيش هنا أو هناك .ولكن أيضاً علينا واجب ( كحكومة ) نحو مواطنينا الراغبين في الهجرة إلى الخارج ولذلك كانت ومازال لدينا في الحكومة المصرية حقيبة وزارية لهؤلاء الراغبين في الهجرة أو المهاجرين من المصريين والمقيمين في كل أرجاء المعمورة .ولعل الهجرة الغير شرعية والتي رصدت في الاونه الأخيرة عن طريق البحر والغرقى الذين ضاعت حياتهم ومدخرات أهاليهم كانت من الأخبار المزعجة التي شاهدها وتابعها المصريون على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد المصرية والأجنبية ولعل قيام الحكومة بتنظيم عملية الهجرة للشباب بالإعلان عن مراكز تدريب للحرف المطلوبة في الخارج وكذلك التدريب على اللغات الأجنبية للدول المقصودة لهؤلاء الراغبين في الهجرة هو أمر حتمى على المسئول الحكومي عن هذه الحقيبة !ولعل الخطورة في الهجرة للشباب لم تكن وليدة هذه الحقبة من الزمن ففى أواخر الستينيات وخاصة بعد حرب 1967 والنكسة التي أعقبت الهزيمة كانت أفواج الشباب الذي هاجر بطرق غير شرعية أيضاً وبقوا في الخارج حتى يومنا هذا وتناسلوا ونجح منهم من نجح وفشل منهم من فشل وعاد منهم من عاد !!وأيضا في أوائل السبعينيات وبعد فتح الباب في الدولة للهجرة الشرعية نجح مصريون كثيرين في مجالاتهم بالخارج ولكن دون أيه رعاية تذكر من الحكومات المصرية المتعاقبة ونتذكر فقط النابغين من هؤلاء المهاجرين حينما يحصلون على جوائز عالمية أو يستقبلوا في محافل علمية أو سياسية عالمية يجب الإهتمام بالهجرة والمهاجرين ونراعى خطورة هجرة الشباب دون نظام ورؤية سياسية من الحكومة المصرية !! [email protected]
مشاركة :