تخوض قوات النظام، اليوم الخميس معارك ضد الفصائل المقاتلة في مدينة سراقب ومحيطها في شمال غرب سوريا، حيث تواصل تقدّمها رغم تحذيرات أنقرة التي أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وندّدت قيادة الجيش السوري في بيان الخميس بالتعزيزات التركية، معتبرة أنها تهدف الى "عرقلة تقدم" وحداته في المحافظة، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) على أكثر من نصف مساحتها وتنتشر فيها فصائل معارضة أقل نفوذًا. وتمكنت قوات النظام ليل الأربعاء من دخول مدينة سراقب التي تشكل نقطة التقاء بين طريقين دوليين يربطان محافظات عدة، بعد انسحاب المئات من مقاتلي الفصائل منها، إلا أن مجموعات منهم شنّت هجومًا مضادًا على مواقع قوات النظام في المدينة، حيث تدور اشتباكات مستمرة بين الطرفين، بحسب المرصد، كما تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين على محوري النيرب من جهة وسراقب تفتناز من جهة أخرى، تتزامن مع إسناد مدفعي تركي وفق المرصد. وأرسلت أنقرة بحسب المرصد تعزيزات عسكرية جديدة ليلاً تمركزت قرب مطار تفتناز الواقع شمال سراقب وشمال شرق مدينة حلب، بعد ساعات من إمهال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دمشق حتى نهاية الشهر الحالي لسحب قواتها من محيط نقاط مراقبة أقامتها أنقرة في المنطقة، وانتقدت قيادة الجيش السوري في بيان دخول الرتل التركي الذي قالت: إنه انتشر بين ثلاث بلدات تقع شمال سراقب "بهدف حماية الإرهابيين، وعرقلة تقدم الجيش العربي السوري". ولم يصدر أي تعليق تركي حول المشاركة التركية في المعارك، في وقت قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو للصحافيين في باكو "نتوقع من روسيا أن توقف النظام في أسرع وقت ممكن"، والمحافظة ومحيطها مشمولان باتفاق أبرمته روسيا أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للفصائل في سوتشي في سبتمبر 2018، إلا أن قوات النظام تصعّد منذ أكثر من شهرين قصفها على المنطقة بدعم روسي، وتخوض حاليًا معارك عنيفة في ريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الغربي، وأوقع قصف روسي وسوري الخميس ستة قتلى مدنيين، وفق المرصد. وأحصت الأمم المتحدة نزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ مطلع ديسمبر، بينما حذرت ثمان من كبرى منظمات الإغاثة الدولية من وضع "كارثي" يعيشه النازحون في إدلب.
مشاركة :