بين اهتماماته المتنوعة في حقول الأدب ومسؤولياته كمؤسس ومدير تنفيذي لدار «الهدهد» و«اللوهة» للنشر والتوزيع، وعضويته النشيطة في اتحاد كتّاب الإمارات، يوزع الإماراتي علي الشعالي انشغالاته بين مجالات الشعر والرواية وإدارة النشر للأطفال والكبار وتحكيم مسابقة «تحدي القراءة العربي»، ليرفقها بالإشراف على مسابقات مهرجان دبي الدولي للشعر، الذي ظل فيه مجاوراً للكلمة «لترسيخ المعرفة ونشر الأدب وتثبيت الإسهامات القليلة في المشروع الثقافي والتنويري الكبير الذي تحمل رايته دولة الإمارات»، كما يقول الشعالي. مشاركة وتفاعل يتوقف الروائي والناشر الإماراتي عند مشاركته في «مهرجان طيران الإمارات للآداب» هذا العام، للإشارة إلى انخراطه في جلستين، الأولى خصصها لمناقشة إصداره الأخير رواية «الحي الحي» ذات المحور التاريخي المهم والأبعاد العلمية والعالمية، التي أدركت القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، ومن ثم مشاركته الثانية «في جلسة مناقشة دور التحرير الأدبي في إنتاج النصوص العربية وتطويرها، وأهميته ومدى فعاليته»، لافتاً إلى الخيارات الموفقة التي كرسها المنظمون في اختيار المحاور بعد «غياب التحرير عن الكثير من النصوص العربية اليوم أو حضوره الخجول، ما يجعل هذه النصوص والأعمال تبدو كأنها ثمار يانعة، ولكنها مرّة لعدم نضوجها». من جهة أخرى، يلفت الشعالي إلى الفرص التي يطرحها المهرجان للجمهور، إذ إن بعض الكتاب العالميين الذين يستضيفهم المهرجان، لا يمكن الالتقاء بهم أو متابعتهم في حديث مباشر إلا نادراً، وينسحب الشأن على الكتاب العرب والمحليين الذين يحرصون على المشاركة في منصة المهرجان العالمية التي تتمتع بتغطية إعلامية موسعة، متابعاً «بصفتي مهتم بالأدب وناشر، فإنني لا أهدر هذه الفرصة التي قد تنتج عنها شراكات لإبداعات جديدة في المستقبل». صناعة نبيلة حول دور النشر التي أسهم الكاتب بفاعلية في تأسيسها، في ظل الحديث الدائم عن قضية عزوف الجمهور عن القراءة، وتفاقم سطوة الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي على الاهتمامات العامة، يعترف الشعالي أن النشر ليس مهنة سهلة، وقد لا تكون الإحصاءات في صالحها إذا ما قورنت بمجالات أخرى، إلا أن الشغف يحفز الناشر على مواصلة مشروعه الثقافي والمعرفي، متابعاً «الحاجات القرائية الخاصة لكل مجتمع وثقافة ستبقى تضخ الحياة في عروق هذه الصناعة النبيلة. وفي هذه المناسبة، لا يفوتني أن أشكر جمعية الناشرين الإماراتيين ومؤسستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي وفريقها الناجح، على ترسيخ أركان النشر والسعي إلى زيادة الوعي بأهمية تداول المحتوى الأصيل والجيد، بالإضافة إلى تفعيل الحملات المستمرة لرفع مستوى الوعي لدى الأفراد والمؤسسات بمكونات هذه الصناعة محلياً وعربياً وعالمياً»، مؤكداً أن «القراءة بخير، ففي كل عصر كان هناك ما يلهي عن القراءة، وإن كانت وسائل التواصل الآن تنافس الكتاب على وقت المتلقي، فإنها أيضاً نافذة يتحاور من خلالها الكاتب مع القارئ مباشرة، كما يستطيع الناشر عرض العناوين الجديدة والتعريف بها عبر هذه المنصات ذات الانتشار الواسع». خلوة معرفية رغم انشغاله بالمهام الإدارية المتعددة، يؤكد الشعالي تفرغه لأسابيع متقطعة كل عام للقراءة والبحث والكتابة، وتخصيصه مساحة أول الصباح من أيام العمل للمطالعة بأشكالها المختلفة «لي ساعات من الخلوة المعرفية يومي الجمعة والسبت، أشغلها بأنشطة متنوعة من التأمل والقراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية والاستمتاع بالكتب، إلا أنني أصبحت على قناعة أن الجاد في مشروعه الأدبي يستطيع أن يستمر في الإنتاج مهما كانت الظروف»، متابعاً «ما ذكرته من انشغال بالمهام الإدارية ومراجعة النصوص ضمن الإشراف على دار النشر ما هو إلا إثراء للتجربة الحياتية والمعرفية، ولا يمكن تصور حياة فارغة من كل شيء خلا القراءة والكتابة، عليك أن تكون إنساناً أولاً لتكون كاتباً ناجحاً لدى الجمهور». في المقابل، يرى الشعالي أن الشعر مازال قادراً على المنافسة أدبياً وجماهيرياً في عصر الإنترنت والفضاء المفتوح على كل الخيارات السلبية والإيجابية في عالم الكتابة والمحاولات الأدبية الجديدة، قائلاً: «ليست مهمة الشعر أن ينافس، فهو عزيز لا يأتي إلا لمن أراده، قراءة أو كتابة، ومن خلال مطالعتنا لنصوص الأولين من العرب والشعراء العالميين، فالجيد منه خالد، عابر لحدود الزمان والمكان، وكم من شاعر بخسه عصره ثم تلقفت نصوصه أجيال متأخرة. لكن إن كنت قلقاً على الشعر من شيء، فهو انحسار اللغة والذائقة الشعرية». تطوّر دائم يتحمس الشعالي في وصف التفاعل الجماهيري مع جلسات وأنشطة المهرجان على مدار دوراته السابقة، مؤكداً «نجح المهرجان منذ أعوامه الأولى أن يكون علامة فارقة في تاريخ الثقافة والأدب في الإمارات والمنطقة، وكلما زاد الاهتمام بالكاتب والكتاب العربي، ازددنا رضا عن استيعاب هذا الحدث العالمي لثقافتنا وتقديمها للمتلقي» و«رغم أن دبي مدينة أعمال من الطراز الأول، وسكانها أكثرهم كذلك، إلا أن الإقبال الجماهيري بحسب ما نرى في أروقة المهرجان، وبحسب الأرقام المعلنة من اللجنة المنظمة، ينبئ بتغير إيجابي تجاه الثقافة المقروءة، إلا أنني متطلع لإشراك المدارس العربية بنسبة أكبر، وأعلم أن المهرجان ساعٍ دوماً إلى التطور». - «نشهد انتعاشاً لافتاً في المجالات الثقافية كافة على مستوى الإمارات». - «الكتاب والنشر يزدهران، ووسائل التواصل نافذة الكاتب على القارئ».ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :