أعلنت الولايات المتحدة أنها قتلت قاسم الريمي، القائد اليمني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تبنى في السابق اعتداءات ضد غربيين. وجاء في بيان للبيت الأبيض «بتعليمات من الرئيس دونالد ترامب، نفذت الولايات المتحدة عملية في إطار مكافحة الإرهاب في اليمن، ونجحت في تصفية قاسم الريمي مؤسس وقائد جماعة القاعدة في الجزيرة العربية». وأضاف البيان أنه تحت قيادة الريمي نفذ التنظيم «أعمال عنف يصعب وصفها ضد مدنيين في اليمن، وسعى لاقتراف أو الحض على تنفيذ اعتداءات عدة ضد الولايات المتحدة وقواتنا». وتابع أن مقتل الريمي «يزيد من إضعاف تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية وتنظيم القاعدة العالمي، وهو ما يقربنا من القضاء على التهديدات المتأتية من هذه المجموعات على أمننا القومي». وذكرت الإدارة الأميركية أن الريمي انضم إلى القاعدة في تسعينيات القرن الماضي وعمل لحساب أسامة بن لادن في أفغانستان المسؤول عن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة. واستغل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ضعف السلطة المركزية في اليمن لتعزيز وجوده في جنوب وجنوب شرق اليمن الذي دمرته الحرب منذ 2015. وضاعفت الخارجية الأميركية في 2018 قيمة المكافأة المخصصة للقبض على الريمي، لتصبح عشرة ملايين دولار. وكانت وزارة المالية الأميركية والأمم المتحدة فرضتا عقوبات على الريمي لمشاركته في اعتداء دامٍ قرب السفارة الأميركية في صنعاء ولدعمه المفترض للنيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول في عيد ميلاد المسيح في 2009 تفجير رحلة بين امستردام وديترويت، من خلال إخفاء متفجرات في ملابسه الداخلية. وكثفت الولايات المتحدة هجماتها بالطائرات المسيّرة التي تستهدف القاعدة في اليمن منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة. وأكّد ترامب أنّ القوّات الأميركيّة قتلت الريمي خلال عمليّة في اليمن. وقال ترامب في بيان إنّ الولايات المتحدة «نفذت عمليّة لمكافحة الإرهاب في اليمن نجحت في القضاء على قاسم الريمي، أحد مؤسّسي وزعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب».ولم يُقدّم ترامب أيّ تفاصيل عن ظروف العملية أو توقيتها. خبراء لـ «الاتحاد»: القضاء على الريمي ضربة موجعة للقاعدة أحمد شعبان (القاهرة) أكد سياسيون يمنيون وخبراء في مكافحة الإرهاب أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي، ضربة موجعة للتنظيم الإرهابي، وسوف يكون لها أثر كبير على تنظيم القاعدة في اليمن، خصوصاً في ظل وجود خلافات بدأت تظهر داخل التنظيم. وأشار الخبراء إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن يمارس الإرهاب ضد الشعب اليمني، مؤكدين أن قتل القيادات الإرهابية يعد من العمليات الأمنية والعسكرية الناجحة للقضاء على البؤر الإرهابية في المنطقة، خاصة أن تاريخ تنظيم القاعدة في اليمن متجذّر، ومن أنشط وأكبر الأذرع لتنظيم القاعدة خارج أفغانستان. وأكد الكاتب السياسي اليمني عبد الملك اليوسفي لـ «الاتحاد» أن قتل قاسم الريمي شكل أزمة كبيرة لتنظيم القاعدة في اليمن، وذلك لأن تنظيم القاعدة تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية في اليمن، مشيراً إلى أن قاسم الريمي أسس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وكان نائبه سعيد الشهري، لينضم إلى أعضاء التنظيم في اليمن والسعودية، خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الجهات الأمنية في السعودية في مواجهة التنظيم. وقال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، إن قتل القيادات الإرهابية يعد من العمليات الناجحة للقضاء على البؤر الإرهابية في المنطقة، مشيراً إلى الدور الكبير للقيادات بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، وأن هذه التنظيمات عادة تتمحور وتكتسب تماسكها ووجودها من قيادتها التي لها قدرات تنظيمية ولها تاريخ في العمل الإرهابي، ما يجعل للجماعات التي تعمل تحت رايتها فاعلية وقوة بشكل كبير، وبالتالي فإن هذه التنظيمات تضعف بمقتل قيادتها.