تشاك شومر ديمقراطي متشدد يعد بمواصلة الحرب على ترامب

  • 2/8/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن يجف حبر قرار تبرئة الرئيس دونالد ترامب من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس، كان زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر يعلن أن تلك البراءة “لا قيمة لها عمليا” بما أن الجمهوريين رفضوا استدعاء الشهود في محاكمته. شومر قال أيضا “تمت تبرئته من دون وقائع ومن دون محاكمة نزيهة“. وقالت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إن ترامب لا يزال يشكل تهديدا للديمقراطية، وأضافت بيلوسي أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ “قاموا بتطبيع الفوضى ورفضوا نظام الضوابط والتوازنات الذي يكفله دستورنا”. تصريحات بيلوسي أتت بعد ساعات من إثارتها الجدل بتمزيقها نسختها من خطاب ترامب عن “حالة الاتحاد” بعد أن فرغ من إلقاء الخطاب، كرد فعل على رفضه مصافحتها. قبل فشل تلك المحاكمة، المشروع الذي قاده الديمقراطيون، وأثناء تحرير هذا المقال، وفي ساعة متأخرة بتوقيت واشنطن من ليل يوم الجمعة، تناقلت وكالات الأنباء خبرا عاجلا مفاده أن مجلس الشيوخ الأميركي قد رفض طلب الكونغرس استدعاء شهود أو عرض وثائق جديدة في المحاكمة الجارية لترامب، ما مهد الطريق أمام إجراء تصويت نهائي حمل براءة الرئيس الجمهوري من التهمتين الموجّهتين إليه من الديمقراطيين. وكان التصويت على استدعاء جون بولتون للشهادة قد سقط بأغلبية 51 صوتا مقابل 49 في مجلس الشيوخ. وكان من اللافت أن عضوين جمهوريين من مجلس الشيوخ قد ضما صوتيهما إلى الديمقراطيين وطالبا باستدعاء بولتون وبعض كبار معاوني الرئيس في البيت الأبيض، عضوا مجلس الشيوخ هما مت رومني وسوزان كولينز، إلا أن صوتيهما لم يسعفا الديمقراطيين بالوصول إلى الرقم الذهبي 51 من أجل تمرير طلب باستدعاء الشهود. شومر وزعامة المحاكمة قرار مجلس الشيوخ هو حلقة في سلسلة الإحباط المتوالية التي مني بها الديمقراطيون، وعلى رأسهم شومر، في محاولتهم حصار الرئيس بالأدلة اللازمة لإدانته ثم عزله. فمنذ اليوم الأول من بدء إجراءات محاكمة الرئيس في مجلس الشيوخ، أصيب الديمقراطيون، بالخيبة والشعور بأن الجمهوريين قد وضعوهم في زاوية ضيقة يصعب التحرك فيها للدفع نحو هدفهم من خلال مجريات هذه المحاكمة التاريخية. فمجموعة القرارات التي اتخذها الحزب الجمهوري، صاحب الأغلبية في مجلس الشيوخ، تتعلق برفض جملة التعديلات التي طرحها شومر وتقدّم بها إلى المجلس بشأن استدعاء المزيد من الشهود من إدارة ترامب للشهادة بما يتعلق بوثائق أوكرانيا، وأيضا بسوء استخدام السلطة، تلك الحزمة من التعديلات التي سقطت من حساباتهم دون أن يدركوا هذه الإمكانية منذ البدايات، جعلت الديمقراطيين يتوجسون بأن المحاكمة ستسير رياحها بعكس ما حضّروا له في الكونغرس، وذلك لقدرة الجمهوريين الكبرى في السيطرة على الملف بسبب زعامتهم للأغلبية في المجلس. وقد كان شومر قد تقدّم بتعديلات لمجلس النواب طالب فيها باستخراج مجموعة من الوثائق من ملفات الإدارة وفي مقدمتها وثائق أوكرانيا، وكذا استدعاء موظفين كبار في الإدارة للشهادة في محكمة الرئيس من أمثال ميك مولفاني، وقد شغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض بالإنابة، وجون بولتون الذي كان مستشار الأمن القومي للرئيس وأقاله ترامب بسبب خلاف عميق بينهما حول التعامل مع الملف الإيراني. الديمقراطيون مصابون بالإحباط، منذ اليوم الأول لإجراءات محاكمة ترامب. تولّد لديهم شعور بأن الجمهوريين وضعوهم في زاوية ضيقة يصعب التحرك فيها للدفع نحو هدفهم من خلال مجريات تلك المحاكمة التاريخية إلا أن شومر خسر الجولة الأولى من معركته مع الجمهوريين حين سقط طلبه بأغلبية الأصوات في مجلس النواب، حيث صوت 53 سيناتورا ضد تعديلات شومر، بينما صوت لها 47 سيناتورا. وهنا واجه شومر أول إحباط سياسي في هذه المحاكمة التي هي أصلا سياسية بامتياز. وقد اعتبرت تعديلات شومر خطوة أساسية في جهود الديمقراطيين، في مجلسي النواب والشيوخ معا، لمواجهة قرار ميتش ماكونل في تحديده اللائحة الإجرائية للمحاكمة، والتي من بنودها أن يؤجل اتخاذ قرار بشأن البحث عن الشهود والوثائق إلى ما بعد تقديم المرافعات الافتتاحية، ما يتيح الفرصة أمام أعضاء مجلس الشيوخ لمساءلة مجلس النواب وفريق الرئيس القانوني. شومر سياسي أميركي مخضرم، يشغل منصب كبير أعضاء مجلس الشيوخ عن نيويورك، وهو مقعد تم انتخابه لأول مرة في العام 1998. وعضو في الحزب الديمقراطي، يشغل أيضا منصب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ منذ العام 2017 حتى اليوم. ولد في العام 1950 في مدينة نيويورك. ودرس الحقوق في جامعة هارفرد العريقة. ينتمي شومر إلى أقصى اليمين الديمقراطي في حزبه، وهو يقف موقف المتشدد من رؤية الجمهوريين في ما يتعلق بقوانين الهجرة والإجهاض والمثليين والسياسات الخارجية وميزانية الدفاع وحجم الحكومة الفيدرالية في واشنطن. تقارب سياسيا بشكل كبير مع بيلوسي، وذلك منذ وصول ترامب إلى سدة الرئاسة في البيت الأبيض، حيث يجتمع شومر وبيلوسي على العداء لخط ترامب السياسي، وقد وحّدا طاقتهما من أجل الوصول إلى إقرار الكونغرس محاكمة الرئيس بغرض عزله. قتل سليماني موقف شومر من قيام القوات الأميركية المعززة بطيران درونز المسير عن بعد، بقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ومن معه، كان ملتبسا. فقد أعلن في تصريح بهذا الشأن أن الولايات المتحدة لا تريد أن “يتورط” الرئيس الأميركي في الشروع بحرب. وكان ذلك في تصريح لشبكة أي.بي.سي الأميركية. ووصف شومر العملية العسكرية الأميركية التي استهدفت سليماني بأن “أسبابها غير مقنعة على الإطلاق”، رغم أن ترامب كان قد هدد إيران باستخدام القوة العسكرية ضدها إذا ما قامت بمهاجمة أهداف أميركية، ورغم أن العملية حدثت إثر مهاجمة ميليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران السفارة الأميركية في بغداد، واقتحمت أسوار مجمع السفارة المنيع. وكان ترامب قد كتب على حسابه الخاص في تويتر في وقت سابق تغريدة جاء فيها “أنفقت الولايات المتحدة حتى الآن 2 تريليون من الدولارات على معدات عسكرية. نحن اليوم الأكبر والأفضل في العالم”، وتابع “إذا ما قامت إيران بالهجوم على قاعدة أميركية أو أي أميركي سنستخدم بعضا من هذا العتاد الرائع الجديد، ومن دون تردد”. ماذا خبأ بولتون كان الديمقراطيون يدفعون وعلى رأسهم شومر من أجل استدعاء جون بولتون كشاهد في محاكمة ترامب نظرا لمعرفة شومر الأكيدة بالعلاقة التي كانت تربط الرئيس بمستشار أمنه القومي، ما سمح للأخير بالاطلاع على أدق التفاصيل في محادثات الرئيس ترامب، وبالتالي يعتبر خزانا من المعلومات الموثوقة للمحكمة في مجلس الشيوخ. في هذا الوقت الحساس يقرر بولتون إصدار كتاب مذكراته الذي يحمل عنوان “الغرفة حيث وقع الأمر”، أصدر البيت الأبيض تحذيرا رسميا إلى مستشار الأمن القومي الأسبق لثنيه عن نشر كتاب مذكراته. والجدير بالذكر أن ترامب قد أقال بولتون فى شهر سبتمبر 2019 بعد حوالي عام ونصف العام على منحه منصب مستشار الأمن القومي الأميركي. شومر ينتمي إلى أقصى اليمين الديمقراطي في حزبه، وهو يقف موقف المتشدد من رؤية الجمهوريين لقوانين الهجرة والسياسات الخارجية وميزانية الدفاع وحجم الحكومة الفيدرالية في واشنطن أبدى شومر حرصه على ضرورة إدلاء كبار مسؤولي الإدارة بشهاداتهم في محاكمة الرئيس إثر تقرير أفاد بأن ترامب أبلغ مساعدا سابقا بضرورة الاستمرار في حجب المساعدات العسكرية عن أوكرانيا إلى حين ينتهي التحقيق مع منافسين سياسيين. وكتب شومر على حسابه الخاص في تويتر تغريدة جاء فيها أنه “يجب على الجمهوريين مساندة الجهود الرامية إلى استدعاء جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق ضمن آخرين للإدلاء بشهاداتهم، والذي كان قد أبدى استعداده بداية الشهر الجاري، الإدلاء بشهادته في قضية عزل ترامب التي يناقشها مجلس الشيوخ الأميركي في الأيام القادمة”. فترات مظلمة من التاريخ استمات الديمقراطيون منذ الشروع بإجراءات المحاكمة لعزل الرئيس في محاولاتهم لإقناع أربعة أعضاء جمهوريين من أجل الحصول على أغلبية الأصوات لصالح استدعاء شهود ووثائق تدين الرئيس إلى المحكمة. وانتقد شومر بشدة تصويت المجلس على عدم استدعاء الشهود أو إصدار أوامر لتقديم وثائق في المحاكمة لعزل ترامب، وقال للصحافيين بعد تصويت مجلس الشيوخ “لا شهود ولا وثائق في المحاكمة، هذا غدر، إنها مأساة كبرى”. شومر قال في تغريدة على تويتر بعد تبرئة الرئيس “أوجه رسالتي الأخيرة حول المحاكمة إلى الشعب الأميركي: لا تفقد الأمل. هناك عدالة في العالم وحقيقة وصواب. كانت هناك فترات مظلمة في تاريخنا، لكننا نتغلب عليها دائما“. خطط الجمهوريون ونفذوا. وسارت المحاكمة كما رسموا لها، وانتهت ببراءة الرئيس، لتكون براءته تلك عاملا مضافا إلى شعبيته المتعاظمة في البلاد، وسيكون لها أثر بليغ في رجاحة كفته في الانتخابات الرئاسية القادمة أمام خصمه الديمقراطي، وخصوصا لجهة “الأصوات المتأرجحة” التي غالبا ما تحدد نتائج الانتخابات في الساعات الأخيرة منها.

مشاركة :