خيم الاضطراب على القنوات اللبنانية إثر موجة الاحتجاجات التي طالت البلاد منذ أكتوبر الماضي، اضطراب طرأ على ترتيب البرامج والذي كان له أثره على الأعمال الدرامية المعروضة على هذه الشاشات، ناهيك عن الغموض الذي يحيط بمصير الأعمال الأخرى التي كان من المقرّر عرضها خلال موسم الشتاء الحالي، ولم تُعرض نتيجة توقّف تصويرها. والاضطراب الذي خيم على القنوات اللبنانية لم يكن نتيجة لانشغالها بمتابعة التظاهرات فقط، بل كذلك لابتعاد الجمهور اللبناني عن متابعة هذه الأعمال بالفعل، بعد أن تغيرت أولويات اهتمامه مع تفجر الأحداث، فالمشاهد اللبناني بات يهمه، أكثر، متابعة ما يجري في الشارع على مدار الساعة، فلا حديث أو صوت يعلو فوق صوت هذه الاحتجاجات وتداعياتها. ومن بين هذه الأعمال التي تأثرت بالحراك الشعبي في لبنان مسلسل “عروس بيروت” الذي فقد زخم المتابعة بعد أن كان يتصدر استطلاعات الرأي كأكثر الأعمال الدرامية متابعة خلال الأشهر القليلة الماضية. وإن كان مسلسل “عروس بيروت” قد عرض كاملا دون انتقاص من حلقاته أو انقطاع عرضها، فهناك أعمال أخرى قد توقف عرضها على الشاشات إلى أجل غير مسمى، وذلك بعد عرض عدد ليس بالقليل من حلقاتها. ومن بين هذه الأعمال التي توقف عرضها يبرز مسلسل “بالقلب” الذي عُرض على قناة “إل.بي.سي”، وهو من إخراج جوليان معلوف وتأليف طارق سويد، وأدى فيه دور البطولة كل من سارة أبي كنعان وكارمن لبس وستيفاني عطالله وجمال حمدان وبديع أبوشقرا ودارينا الجندي وغبريال يمين ونجلاء الهاشم، بالإضافة إلى الفنان وسام فارس الذي كان له دور مؤثر خلال الحلقات الأولى من المسلسل قبل أن يختفي نتيجة لتطور الأحداث وتصاعدها. قضية محلية مصير ضبابي مصير ضبابي مسلسل “بالقلب” من نوعية الأعمال ذات الطابع المحلي، كونه يناقش العديد من القضايا المحلية اللبنانية، كما تقتصر المشاركة فيه على نجوم وفنانين من لبنان فقط. والقضية الرئيسية التي يتعرض لها المسلسل تتمثل في ظاهرة إطلاق النار العشوائي في المناسبات الخاصة والعامة، وهي ظاهرة يعاني منها اللبنانيون، إذ تفيد الإحصائيات الرسمية أن أكثر من 140 ضحية قد سقطت بين قتيل وجريح خلال السنوات القليلة الماضية جراء هذا الإطلاق العشوائي للنيران في المناسبات على اختلاف أشكالها، سواء كانت مناسبات عامة أو خاصة، الأمر الذي دفع قوات الأمن اللبنانية إلى إطلاق عدد من المبادرات التي تهدف للحد من تلك الظاهرة، كان آخرها مبادرة “بتقبل تقتل”. يدور مسلسل “بالقلب” حول قصة حب عادية تجمع بين الشاب ناهي وديانا، ويلعب دورهما كل من وسام فارس وسارة أبي كنعان. ونظرا للجفاء الشديد بين أهل الحبيبين يواجهان صعوبات كبيرة في تحقيق حلمهما بالزواج. وأمام رفض والدي ناهي لهذا الارتباط يضطر الشاب إلى الزواج من حبيبته من دون موافقه أسرته. ولا تمر أيام قليلة على إتمام هذا الزواج حتى يُقتل الزوج برصاصة طائشة. سرعان ما تتجاوز عروسه هذه الفاجعة وتكرّس كل جهودها لمحاربة ظاهرة إطلاق النار العشوائي في لبنان، وتطلق حملة توعوية ضد الرصاص العشوائي. لا يتوقف تأثير مقتل ناهي عند هذا الحد، بل ستكون له تداعيات أخرى ستساهم في تصاعد الأحداث لاحقا، خاصة مع شكوك الأم حول ملابسات مقتل ابنها. العديد من الأعمال الدرامية اللبنانية توقف تصويرها نتيجة إغلاق الطرق وتعذر انتقال فرق العمل إلى أماكن التصوير ومن بين الفنانين المشاركين في هذا المسلسل يبرز دور الفنانة سارة أبي كنعان التي استطاعت تجسيد دور الفتاة المشتتة بين علاقتها بحبيبها وماضيها القاسي بعد أن تخلت عنها أمها وهي صغيرة لتهرب مع رجل آخر غير أبيها. كما تبرز الفنانة كارمن لبس في دور عمة ديانا التي تولت رعايتها بعد هروب أمها، وهي شخصية مثيرة وتبدو علاقاتها غامضة، خاصة مع عودة زوجها الهارب ومحاولاته التقرّب إليها من جديد. وكان لافتا في هذا المسلسل منح دور البطولة لوجوه جديدة مثل الفنان وسام فارس، الذي كان له حضور مميز خلال الحلقات التي شارك فيها، وأحدث أثرا عميقا لدى الجمهور، ومن المنتظر أن نراه في أعمال درامية أخرى في المستقبل القريب. يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها وسام فارس بالفنانة سارة أبي كنعان فقد خاضا من قبل تجارب درامية سابقة، كما يحضّران معا هذه الأيام لمسلسل جديد تحت عنوان “آخر الدني” من إنتاج قناة “الجديد” والمقرّر عرضه خلال شهر رمضان القادم. وخلافا لمسلسل “بالقلب” الذي ستعيد قناة “إل.بي.سي” عرضه في الموسم الرمضاني القادم، هناك أعمال أخرى تم وقف عرضها بالطريقة نفسها ومن دون إعلان عن موعد استئنافها، بينها مسلسل “بردانة أنا” الذي عرض على قناة “إم.تي.في” للمخرج نديم مهنا والكاتبة كلوديا مارشليان، وكذلك مسلسل “موجة غضب” على قناة “الجديد” للمخرج منير معاصري وتأليف زينة عبدالرازق، ومسلسل “لا قبلك ولا بعدك” على قناة “الجديد” أيضا، وهو من إخراج جورج روكز وتأليف كريستين بطرس. مصير غامض تأجيل لصعوبات مالية تأجيل لصعوبات مالية تأثير التظاهرات اللبنانية لم ينعكس على الأعمال التي تم الانتهاء منها وعرضت بعض حلقاتها على الشاشة فقط، بل تعداه أيضا إلى الأعمال الأخرى التي لم يتم الاشتغال عليها لتكون جاهزة للعرض خلال موسم الشتاء الحالي أو الموسم الرمضاني المرتقب، إذ توقف تصوير عدد من الأعمال الدرامية خلال الفترة الأخيرة نتيجة لغلق الطرقات وتعذّر انتقال فرق العمل إلى جهات التصوير، وكذلك لعدم توفر السيولة اللازمة بعد تكرار غلق البنوك اللبنانية. ومن بين هذه الأعمال مسلسل “العودة” للمخرج إيلي السمعان وتأليف رائد أبوعجرم، وكذلك مسلسل “عهد الدم” للمخرج كريم الشناوي وتأليف إياد أبوالشامات، ولا يُعرف على وجه الدقة مصير هذه الأعمال من العرض حتى الآن. وفي المقابل، ظهرت بعض بوادر الانفراج في خصوص مسلسل “الهيبة” في جزئه الرابع والذي تم استئناف تصويره قبل أيام قليلة فقط.
مشاركة :