(مكة) - الرياض حذر المركز الوطني للطب البديل والتكميلي مرضى التصلب اللويحي من التعاطي مع بعض ممارسي الطب الشعبي، والعطارين، ومدعي الطب، لأن معظمهم بائعي وهم للمرضى، داعيًا إلى إحاطة واستشارة الطبيب المعالج في حالة أراد المريض استخدام علاج الطب البديل. ومرض التصلب اللويحي أحد الأمراض المزمنة المسببة للالتهابات والتفكك وتَلَف طبقة الميالين الدهنية في مناطق معيّنة من الدماغ والنخاع الشوكي التي تؤدى إلى صعوبة نقل الإشارات الكهربية بين الخلايا العصبية، والتسبب في ظهور أعراض وعلامات المرض. ومن أعراض وعلامات التصلب اللويحي فقدان الإحساس وصعوبة في الحركة والبلع، والتبول، والإخراج، والكلام، وفقدان التوازن والسيطرة على الجسم والشعور بالخدر، والتنميل، وظهور نوبة من التشنجات، فضلا عن ضمور العضلات، وإعياء حاد في الجسم، وفُتور وكآبة وتقلب في المزاج والرؤية المزدوجة، وتشوش الرؤية، والعمى، وضعف الإدراك وقلّة التركيز. وبالرغم من معرفة الكثير عن آليات وكيفية حدوث المرض إلا أن أسبابه المباشرة ما تزال غير معروفة، وهنالك بعض النظريات التي تنسِب حدوث المرض إلى مهاجمة جهاز المناعة طبقة الميالين التي تحمي الخلايا العصبية، ولهذا فهو يصنّف كمرض ذاتيّ المناعة, ولكن هنالك نظريات تربط حدوث المرض بتفاعل مزيج من العوامل الوراثية، والبيئية، والمعدية . وسُجِلـت حتى الآن الملايين من حالات التصلب اللويحي في دول العالم, ولكن لوحظ شيوع المرض في شرائح معينة من الناس تبعاً للعمر والجنس، وطبيعة الطعام الذي يتناولونه, ويتركز المرض في الفئات العمرية ما بين 20 و 45 سنة، إلا أن بعض أشكال المـرض تكون أكثر شيوعًا في كبار السن, ويزيد عند النساء أكثر من الرجال، إذ تبلغ نسبة النساء إلى الرجال في الفئات العمرية المنخفضة 3 : 1 وسرعان ما تتقارب هذه النسبة بين الجنسين بعد سن الخمسين. وقال المختصون في مركز الطب البديل إن نسب الإصابة بمرض التصلب اللويحي تزداد طردياً كلما ابتعدنا عن خط الاستواء, فمثلاً في الدول التي تقع بين خطي عرض 50 و 65 شمال خط الاستواء، تصل نسبة المرضى إلى 60 - 100 لكل 100000 فـرد من السـكان، وتستمر هذه النسبة في الانخفاض كلما اتجهنا جنوباً وصولاً إلى الدول الاستوائية التي يندر فيها المرض، ومُعدّل انتشار المرض يتراوح من 2 - 150 لكل 000/100 . وأوضحوا أن الكثير من مرضى التصلب اللويحي يذهبون إلى استخدام علاجات الطب البديل والتكميلي جنباً إلى جنب مع علاجات الطب الحديث, حيث يُنظر إلى هذه العلاجات على أنها تساهم في تحسين السيطرة على أعراض المرض وتخفيف الآلام، وتقليل القلق والتوتر النفسي وتخفيف الآثار الجانبية التي تنتج عن العقاقير الكيميائية التي تستخدم في علاج المرض إضافة إلى تعزيز الشفاء الذاتي . وأشاروا إلى أن من ممارسات الطب البديل والتكميلي التي تُستخدم في علاج مرض التصلب اللويحي العلاج بالحمية الغذائية، والعلاج بالوخز بالإبر، والعلاج بالتدليك (المساج)، والعلاج بالزيوت العطرية، والعلاج بالتأمل، والمعالجة الانعكاسية (الرفلوكسولوجي)، منبهين إلى ضرورة إتباع مرضى اللويحي النظام الغذائي الصحي المتوازن الذي يصفه الطبيب المعالج، مع الإلمام بالمخاوف المتوقعة من الأغذية المتناولة. وأفادوا أن العلاج بالوخز بالإبر يُعطي بعض الراحة ويخفّف من أعراض الألم والتشنجات العضلية لمرضى التصلب اللويحي ولكن لا توجد أيّ دراسات علمية تؤكد ذلك، ويجب الوضع في الاعتبار أنّ ثقب الجسم بإبر غير معقمة جيداً قد يؤدي إلى انتقال الأمراض إذا لم يتم أخذ احتياطات مكافحة العدوى. وبينوا أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تنسق مع المركز للترخيص لممارسي الإبر الصينية والمعالجة اليدوية للعمود الفقري (الكايروبراكتيك) والمعالجة الطبيعية، بعد التأكد من مؤهلاتهم الأكاديمية والخبرات العملية التي حصلوا عليها.
مشاركة :