«الأنف غير التحسسي».. التهاب يتطلب دقة التشخيص

  • 2/9/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتعرض البعض للإصابة بما يعرف بالتهاب الأنف غير التحسسي، أو الالتهاب غير الأرجي، والذي يشبه أعراض نزلات البرد أو حمى القش، فيعاني المصاب العطس المزمن وسيلان الأنف والاحتقان، وذلك دون سبب واضح لهذه الأعراض.ويؤدي هذا الالتهاب إلى توسع الأوعية الدموية في الأنف، وهو الأمر الذي يسبب تضخم بطانة الأنف، وبالتالي يحفز الغدد المخاطية، ونتيجة لذلك تصبح الأنف مزدحمة ورطبة.تختلف الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الأعراض، والتي تتضمن بعض الروائح والتغيرات المناخية، وأنواع معينة من العقاقير، وتناول أغذية مهيجة، وأيضاً بعض الحالات الصحية المزمنة.ويصيب هذا النوع من الالتهاب الأطفال والبالغين، إلا أنه أكثر إصابة لمن يتخطون 20 عاماً، ويبدأ تشخيص هذه الإصابة باستبعاد أي احتمال للحساسية، وهو ما يحتاج إلى اختبارات حساسية الجلد أو الدم.ونتناول في هذا الموضوع مرض التهاب الأنف غير التحسسي بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها، ونقدم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. المعدي والحركي الوعائي توجد عدة أنواع لالتهاب الأنف غير التحسسي، ومنها التهاب الأنف المعدي أو الفيروسي، والذي يكون سببه عدوى كالإنفلونزا أو نزلات البرد، وذلك طبقاً لما نشر في موقع «ميديكال نيوز توداي». ويؤدي مهاجمة الفيروس للأنف والحنجرة في هذا النوع إلى إصابة هذه المنطقة بالالتهاب، وبالتالي ينتج عنها العطس وسيلان الأنف وإنتاج المخاط.ويتسبب حساسية الأوعية الدموية الموجود في الأنف بالإصابة بالتهاب الأنف الحركي الوعائي، وتكون آلية العمل في الأنف أن تقلص وتوسيع الأوعية الدموية يعمل على التحكم في تدفق المخاط.وأضاف الموقع: يمكن أن تؤدي حساسية الأوعية الدموية الشديدة نتيجة بعض العوامل البيئية في أن تتمدد، وبالتالي فإن ذلك يؤدي للازدحام، وينتج عنه إفراز المخاط بصورة مفرطة.وتشمل هذه العوامل العطور وأبخرة الطلاء والتغيرات في الرطوبة، وانخفاض درجة الحرارة، وكذلك تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، وفي بعض الأحيان الضغط النفسي. الالتهاب الضموري ويصاب الشخص بالتهاب الأنف الضموري لو أصبحت الأغشية في داخل الأنف أرق، وتعرف هذه الأغشية بالأنسجة التوربينية، ويؤدي هذا الأمر إلى أن تتسع الممرات الأنفية وتكون جافة أكثر.وتزيد فرصة الإصابة بهذا النوع من الالتهاب غير التحسسي لدى من أجروا عمليات جراحية متعددة في الأنف، وربما كان أحد مضاعفات إجراء واحد.ويؤدي كثرة استخدام مزيلات الاحتقان الأنفية والأسبرين، والكوكايين وحاصرات بيتا إلى الإصابة بالتهاب الأنف الدوائي، وفي الأغلب فإن مزيلات الاحتقان الأنفية تقلل من تورم الأوعية الدموية الموجودة في الأنف.ويمكن أن يؤدي استعمالها لأكثر من أسبوع في عودة الإصابة بالتهاب الأنف، وذلك حتى لو أن المشكلة الأساسية مجرد إحدى نزلات البرد. آلية الإصابة ونشر موقع «ويب مد»، أن التهاب الأنف غير التحسسي يحدث إذا تمددت الأوعية الدموية بالأنف، وهو ما يؤدي إلى أن يمتلئ تجويف الأنف بالدم والإفرازات، وما زال السبب الرئيسي وراء هذه الحالة مجهولاً.وأضاف الموقع: توجد أسباب كثيرة يمكن أن ترجع إليها هذه الحالة، والتي تتضمن استجابة النهايات العصبية في الأنف بصورة زائدة، والتي تشبه تفاعل الرئتين مع الربو.وتتوفر أسباب عدة يمكن أن تؤدي إلى التهاب الأنف غير التحسسي، والبعض منها يتسبب بأعراض قصيرة المدى، والأخرى تؤدي إلى أعراض مزمنة.وتشمل هذه الأسباب المهيجات التي تتعلق بطبيعة العمل، أو المتعلقة بالبيئة، كالغبار والدخان والتدخين السلبي، وكذلك الروائح القوية كالعطور، كما أن الأبخرة التي يتعرض لها من يمتهنون بعض الوظائف ربما كانت مسؤولة.ويتأثر البعض بتغيرات المناخ، والتي تشمل درجة الحرارة والرطوبة، ومن الممكن أن تسبب انتفاخاً لأغشية الأنف، كما ربما سببت سيلاناً أو انسداداً في الأنف. العدوى الفيروسية تعد العدوى الفيروسية، أحد الأسباب المنتشرة وراء هذه الحالة، ومن أبرز أمثلتها الإنفلونزا أو نزلات البرد، ويمكن أن يحدث هذا الالتهاب نتيجة تناول الأطعمة الساخنة أو الحارة، كما أن لبعض الأدوية دوراً في هذه الحالة، كالأسبرين والأيبوبروفين وأدوية ارتفاع ضغط الدم.ويصاب البعض بالتهاب الأنف اللاأرجي بسبب تناول المهدئات أو مضادات الاكتئاب أو وسائل منع الحمل الفموية، ويصاب أيضاً بهذه الحالة من يستخدمون بخاخات الأنف التي تزيل الاحتقان فترات طويلة، ولذلك فإن الاحتقان يكون أشد بعد انتهاء مزيلات الاحتقان.ويمكن أن تلعب التغيرات الهرمونية دوراً في الإصابة بهذه الحالة، كالمعاناة من قصور الغدة الدرقية، وممكن أن يكون بسبب الحمل أو الحيض، ولذلك فالنساء أكثر عرضة لهذه الحالة.ويتسبب بالتهاب الأنف غير التحسسي النوم على الظهر والارتجاع الحمضي، وكذلك لو أصيب الشخص بانقطاع النفس النومي، ويمكن أن يصاب البعض بهذا الالتهاب عند التعرض للإجهاد البدني أو العاطفي.ويعد العمر من العوامل التي تؤثر في الإصابة بهذه الحالة، فمعظم المصابين تكون أعمارهم أكبر من العشرين سنة، وذلك بعكس التهابات الأنف التحسسي التي تحدث دون هذا العمر. انسداد وعطس يعاني المصابون بالتهاب الأنف غير الأرجي من بعض الأعراض، والتي من الممكن أن تكون مستمرة، أو لا تظهر إلا لفترة قليلة، وتشمل انسداد الأنف أو السيلان، والارتشاح، والعطس.ويشكو كذلك من بلغم في الحلق، وسعال، وألم في الأنف، ولا يسبب التهاب الأنف غير التحسسي في العادة حكة في الأنف أو الحلق أو العينين، وهي الأعراض التي تصاحب حساسيات كحمى القش.ويتسبب هذا الالتهاب أحياناً ببعض المضاعفات، كالسلائل الأنفية، وهي أورام حميدة رخوة، ويتسبب الالتهاب المزمن بأن تصيب الجيوب الأنفية أو بطانة الأنف.ويمكن ألا تؤدي الزوائد اللحمية إلى أي أضرار أو صعوبات، لكن الزوائد الكبيرة ربما حجبت تدفق الهواء عبر الأنف، وبالتالي تتسبب بصعوبة التنفس. الجيوب الأنفية يزيد خطر التهاب الجيوب الأنفية في بعض الحالات، لو ظلت أعراض التهاب الأنف غير التحسسي فترة طويلة، كما أن السائل المتزايد واحتقان الأنف ربما تسبب بالتهابات بالأذن الوسطى.وتتسبب حدة الأعراض التي يعانيها بعض المصابين في التأثير على الأنشطة اليومية لهم، فتؤدي إلى الانقطاع عن العمل أو الدراسة.وينصح بالحصول على استشارة طبية في الحالات التي تعاني أعراضاً شديدة، أو التي لا تستجيب للأدوية التي تصرف دون وصفة طبية، أو لو عانت آثار جانبية مزعجة.ويبدأ تشخيص التهاب الأنف بالتعرف إلى الأعراض التي يعانيها المصاب، مع استبعاد الأسباب الأخرى، وبخاصة الحساسية.وتستبعد العوامل المؤدية إلى الحساسية من خلال اختبارات الجلد أو الدم، كما يمكن أن يجرب الطبيب بعض الأدوية، والتي ربما تحسن الأعراض. حسب الأعراض يكون علاج التهاب الأنف غير التحسسي معتمداً على الأعراض التي يعانيها المصاب، ولذلك فإن تجنب المثيرات والعلاج المنزلي يكون كافياً بالنسبة للحالات البسيطة.وتخفف بعض الأدوية الأعراض الأكثر إزعاجاً، وهذه الأدوية تشمل بخاخات المحلول للأنف، والتي تتوفر دون وصفة طبية.ويمكن استعمال محلول الماء المالح في المنزل؛ حيث يفيد في غسل الأنف من المهيجات، ويساعد على تهدئة أغشية الأنف وسهولة المخاط.ويوصي الطبيب باستخدام بخاخ الأنف الذي يَحتوي على كورتيكوستيرويد، والمتوفر بدون وصفة طبية، وذلك إذا لم تمكن السيطرة على الأعراض، وتتوفر هذه البخاخات بوصفة طبية وبدون وصفة.وتعمل هذه البخاخات التي تحتوي على كورتيكوستيرويد على الوقاية من الالتهاب الذي تكون له آثار جانبية محتملة، كجفاف الأنف الحلق ونزيف الأنف والصداع. خطوات للوقاية ينصح المصابون بالتهاب الأنف غير التحسسي بتجنب أي شيء ربما كان وراء ظهور الأعراض، وبخاصة لأنه لا يمكن الوقاية من هذا الأمراض.ويجب ألا يفرط في استخدام مزيلات احتقان الأنف، وإنما يقتصر استخدامها على بضعة أيام في المرة الواحدة، ومن الممكن مراجعة الطبيب في حالة إذا كان العلاج لا يعطي النتائج المرجوة.وكانت إحدى الدراسات، قد أشارت إلى أن تناول الأطفال للسمك الغني بالأحماض الدهنية المتعددة وغير المشبعة، ربما أسهم في تقليل حدة ظهور أعراض التهاب الأنف غير التحسسي والتحسسي. ولوحظ أن الأطفال الذين يستهلكون سمك الرنجة أو الماكريل أو السلمون مرة في الأسبوع على الأقل، فإن خطر هذه الحالة تقل لديهم بصورة كبيرة. علاجات طبيعية تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن نحو 58 مليون أمريكي يعانون التهاب الأنف التحسسي، بينما 19 مليوناً يعانون التهاب الأنف غير التحسسي.ويمكن أن يسبب التهاب الأنف غير التحسسي القدر نفسه من البؤس الذي يسببه التهاب الأنف التحسسي، إضافة إلى أنه يرتبط أيضاً بنفس المضاعفات.وأثبت عدد من الدراسات أن استخدام الكابسيسين - وهو أحد مكونات الفلفل الحار والمسؤول عن الحرارة فيه - بصورة متكررة داخل الأنف يكون فعالاً، وفي الأغلب فإن بخاخات الأنف التي تحتوي على محلول ملحي أو الستيرويدات القشرية أو بخاخات الأنف المضادة للهيستامين تكون علاجاً مبدئياً جيداً.وتساعد بعض العلاجات الطبيعية في التخفيف من التهاب الأنف غير الأرجي، كاستنشاق البخار بوضع بضع قطرات من شجرة الكينا، أو زيت شجرة الشاي في أناء به ماء ساخن.ويمكن تشغيل المرطب بهدف منع جفاف الهواء في الغرفة، كما أن تجنب المصاب للعوامل البيئية التي تفاقم الأعراض يكون مفيداً، وربما ساعد الوخز بالإبر بالنسبة للبعض، على الرغم من قلة الأدلة على ذلك.

مشاركة :