التحكم بالمساحة يسهل خيار العيش في منازل صغيرة

  • 2/9/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يكلف العيش في منزل كبير كثيرا من الجهد في تنظيمه. ويتطلب وقتا طويلا للعناية به، خاصة إذا كانت به حديقة أو فناء شاسع. كما يجد الكثيرون صعوبة في التحكم في مساحات غرف المعيشة ويضطرون لإنفاق الكثير من المال لشراء الأثاث والسجاجيد والتجهيزات المنزلية بغاية السيطرة على المساحات الفارغة وملئها. بينما لا يتطلب العيش في منزل صغير سوى القليل من التنظيم والتخلص من الكماليات والسيطرة على الفضاءات وحسن استغلالها. ويضع العيش في منزل كبير أصحابه في تحد لحسن استغلال الوقت والجهد، والتخلص من الفوضى والسيطرة على كل ركن من أركانه، والمحافظة على نظافته، والقيام بأعمال الصيانة بطريقة ترهق الصحة وتتعب الأعصاب. لذلك يفضل العديد من الناس العيش في منزل صغير يجنبهم العناء والتعب ويوفر لهم المال والطاقة، ويكسبهم راحة البال، ويتيح لهم التمتع بالوقت واستغلاله في مشاغل أهم. وعموما يحتاج العيش في منزل صغير إلى جدولة الممتلكات والتخلص من الأشياء الزائدة عن الحاجة كقطع الأثاث القديمة أو التجهيزات التي لم تعد صالحة للاستعمال. وتعددت الكتب التي توضّح كيفية جدولة الممتلكات لتحديد ما يحتاجه كل شخص وما يمكن التخلص منه وذلك مع الاتجاه الجديد الذي يشجع على التخلي عن الكماليات والاكتفاء بالضروريات. ويوضح كتاب من تأليف المختصة في الديكور شيري كونيس الطرق العملية التي يمكن اتباعها للعيش في منزل صغير والخطوات التي تلي التخلص من الثانويات نحو تغيير المنزل بأكمله. حسب كونيس “يخشى الكثيرون التفكير في الانتقال إلى مساحة أصغر، لكن يقول كل شخص قابلته بعد الانتقال إلى منزل أصغر حجما بأنه ‘سعيد بالنتيجة”. وأشارت إلى “شعور المنتقلين بنوع من الحرية، حيث تتطلب المنازل الأكبر وقتا وأموالا أكثر للحفاظ عليها”. السرّ يكمن في أن تختار منزلا مصمما بكفاءة، سواء من حيث استخدام الطاقة أو من حيث المساحة وتعدّ كونيس من الأشخاص الذين خاضوا هذه التجربة. وترى أن الانتقال عملي وخاصة بالنسبة إلى الأشخاص الأصغر سنا والمتزوجين حديثا، والذين لا يرغبون في إنجاب الأطفال بعد، ولأولئك الذين لا يرغبون في القيام بأعمال الصيانة في عطلة نهاية الأسبوع. وتوضح “إنهم لا يريدون أن يكونوا مرتبطين بقص العشب وممارسة جميع الأعمال المنزلية الأخرى التي يفرضها العيش في منزل كبير”. كما أن اتخاذ البعض لهذا القرار يستجيب للرغبة في العيش بشكل أكثر استدامة وتوفير تكاليف الطاقة. ويبحث أشخاص من جميع الأعمار عن ميزات مثل غرفة النوم في الطابق السفلي، أو غرف الاستحمام الخالية من العوائق. وتضيف كونيس “نعم، يحتاج كبار السن وذوو الاحتياجات الخاصة إلى هذه الميزات. ولكن، يتعرض البعض لحوادث يصابون فيها بكسور مما يجعلهم يبحثون عن أماكن للعيش أين يستطيعون التنقل بسهولة بين مختلف غرفهم”. ويحتوي الكتاب على صور ورسومات توضيحية لـ33 منزلا صغيرا مصمما في المناطق الحضرية والريفية في الولايات المتحدة وكندا. ويفحص الميزات التي تجعل كل منزل ناجحا، ويعمل على تقديم المشورة في خطط البناء أو الترميم أو حتى مجرد تنظيم هذه المنازل. ومن النصائح التي يمكن أن تساعد على جعل المنزل الصغير يبدو أكثر اتساعا: الأسقف المرتفعة وموقع النوافذ وألوان الجدران الخفيفة. أثاث متعدد الوظائف، مثل طاولات المطبخ الصغيرة التي يمكن أن تتسع لاستيعاب ضيوف العشاء. غرف مرنة يمكن أن تكون بمثابة مكتب وغرفة معيشة في نفس الوقت. على سبيل المثال، يحتوي أحد المنازل المصورة في الكتاب على مأوى سيارة به مصابيح وأبواب تفتح إلى الأمام والخلف مما يمكّن الساكن من استغلال المساحة كغرفة ألعاب. أفكار تخزين مبتكرة، مثل الكراسي والدراجات التي يمكن أن تعلق على الحائط، ونصائح للاستفادة من التجاويف أو الفضاء تحت الدرج. عدد أقل من الممرات، مما يتيح مساحة أكبر للعيش. تفضّل كونيس أنواعا محددة من أنظمة التدفئة التي تعدّ أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة ولا تحتاج صيانة كبيرة. وتقول “يكمن السر في أن تختار منزلا مصمما بكفاءة، سواء من حيث استخدام الطاقة أو من حيث المساحة”. في الماضي، كانت المنازل متناسبة مع حاجياتنا. وعشنا في تلك المنازل الأصغر دون أن نواجه مشاكل. مع مرور الوقت، أصبحنا نميل إلى المنازل الكبيرة جدا. وتغير الاتجاه مرة أخرى أين أصبحنا نكتفي بالمساحات الأصغر. من جهة أخرى تقدم مواقع مختصة في الهندسة والديكور أفكارا للإبقاء على المنزل مرتبا مما يكسب غرف المعيشة مساحات إضافية. وتتلخص أهم نصائحها في كيفية استغلال المساحات الموجودة بالمنزل حتى ولو كانت الأسقف. وقدمت المواقع أفكارا لصناعة علب معدنية تثبت في الجدران للاحتفاظ بالخردوات وصناعة طاولات للكي دون مساحة إضافية وذلك عن طريق استغلال سطح الغسالات وابتكار حافظات للأحذية وأخرى للأدوية والأدوات ذات الاستعمال الشخصي كالنظارات. وعموما يعتبر الانتقال إلى منزل صغير سواء كان بدافع تغيير موقع العمل أو من أجل توفير المال والطاقة وأعمال الصيانة، غاية يطمح إليها الكثيرون. ومن أهم إيجابياتها العيش والاستمتاع بحياة هادئة ومريحة، ووقف هدر المال على الأثاث والإلكترونيات والأجهزة المنزلية غير الضرورية، والتقليل من أعمال الصيانة. هذا إضافة إلى أن التقليص من مساحة المنزل قد يحرر الشخص ويعطيه الوقت الكافي للسفر والاستمتاع بالحياة ويكون وسيلة لبداية حياة جديدة.

مشاركة :