ترجمت الفوضى التي رافقت افتتاح حزب الأصالة والمعاصرة المغربي مؤتمرَه الرابع الخلافات العميقة بين تيار الشرعية الذي يقوده الأمين العام المنتهية ولايته حكيم بنشماس وتيار المستقبل الذي يتزعمه المرشح لرئاسة الحزب عبداللطيف وهبي. وترى قيادات الحزب التابعة لعبداللطيف وهبي ورئيسة المجلس الوطني فاطمة الزهراء المنصوري، أن حكيم بنشماس جيّش داعميه لنسف المؤتمر ونيته خلق فوضى للبقاء في موقعه. ويقول مراقبون إن المشاكل التي عاشها حزب الأصالة والمعاصرة خلال السنتين الأخيرتين أثرت سلبا على كيفية اختيار المنتدبين والتعاطي مع القواعد التنظيمية. ويرى هؤلاء أن الأحقية الشرعية التي دافع عنها كل طرف هي التي ساهمت في حالة الفوضى التي عرفها افتتاح المؤتمر الرابع، الشيء الذي سينعكس على مراحل انتخاب هياكله وأمينه العام. وعبر بنشماس، في افتتاح الجلسة العامة الأولى، الخاصة بمناقشة التقرير الأدبي والمالي، عن رفضه أن يتحول الحزب إلى “تابع مقابل ما سيُتفضل عليه من مناصب وزارية ومكاسب إدارية تحقيقا لرغبات ذاتية”، مستغربا “هذا المنطق الذي اتخذه البعض بعيدا عن التعددية”. وفي كلمته قال الأمين العام المنتهية ولايته إن الأصالة والمعاصرة جاء لحماية المشروع الديمقراطي الحداثي من قوى الإسلام السياسي ومجموعة المصالح المرتبطة بها، داعيا أعضاء الحزب إلى الثقة في القدرة على الفوز بالاستحقاقات الانتخابية خلال الفترة المقبلة. وخاطب المؤتمرين قائلا إن “فكرة أن تكونوا عجلة احتياط مكملة لتيار تكشفت حقيقته للمغاربة، ليست هي دوركم”. واتهم الحزب المحسوب على التيار الحداثي بأنه وقع بين أيادي ممثلي الإسلام السياسي بعدما آثر بعض المرشحين لعب ورقة التحالف مع العدالة والتنمية مستقبلا. ويدافع الشق المناوئ لبنشماس عن عقد سياسي قائم على تطوير الديمقراطية الداخلية من خلال تطبيق اللامركزية على السلطات، حيث أنه لم يعد من المقبول التعامل بمنطق “الزعامة” القائمة على مفاهيم التحكم واحتكار السلط، بل يجب التعامل بمنطق مؤسساتي يتوافق مع القيم والإجراءات الديمقراطية ويسمح بتفويض السلط للجهات ومختلف الأجهزة الحزبية.
مشاركة :