واشنطن 8 فبراير 2020 (شينخوا) وسط معارضة واسعة، دخل قرار الإدارة الأمريكية بزيادة الرسوم الجمركية على واردات مشتقات الصلب والألمنيوم بنسبة 25 في المائة و10 في المائة على التوالي، حيز التنفيذ يوم السبت. كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وقع إعلانا قبل أسبوعين لرفع الرسوم الجمركية على واردات مشتقات الصلب والألمنيوم لتشمل المسامير ومشابك الورق وغيرها من منتجات المصب لهذه المواد، واصفا الزيادة بأنها "ضرورية ومناسبة". وقال الرئيس الأمريكي إن المنتجين الأجانب لهذه المواد المشتقة، زادوا من شحنات هذه المواد إلى الولايات المتحدة من أجل "التحايل" على الرسوم الحالية على واردات الصلب والألمنيوم، ما يهدد بتقويض تحركات الإدارة لمعالجة المخاطر المتعلقة بالأمن القومي. ووفقا لإعلان الإدارة الأمريكية، فهناك إعفاء من الرسوم الإضافية هذه، لمشتقاة الصلب من الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والمكسيك وكوريا الجنوبية، بينما تعفى الأرجنتين وأستراليا وكندا والمكسيك من الرسوم الإضافية المفروضة على المنتجات المشتقة من الألمنيوم. وظل اقتصاديون مختصون يجادلون منذ فترة طويلة بأن مثل هذه الرسوم أضرّت بقطاع التصنيع الأمريكي والاقتصاد العام بالبلاد، وقد أثارت هذه الخطوة الأخيرة المزيد من الانتقادات. وكتب تشاد باون، وهو زميل أقدم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي ومقره واشنطن "لقد كان هذا الإجراء الأخير مهما، لأنه يوضح تماما لأول مرة، أن ترامب فرض رسوما جديدة لمساعدة صناعة تعاني أصلا بسبب رسوم سابقة فرضها هو". في عام 2018، فرضت إدارة ترامب من جانب واحد رسوما جمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب و10 في المائة على واردات الألمنيوم، متذرعة بمخاوف أمن قومي، وعلى أساس المادة 232 من قانون التوسع التجاري لعام 1962. ووفقا لبحث أجرته مؤسسة الاستشارات التجارية والاقتصادية الدولية ((Trade Partnership World))، فإن التكاليف المرتفعة الناجمة من الرسوم على الصلب والألمنيوم، والحصص وما يرتبط بها من ردود انتقامية من جانب الشركاء التجاريين، ستقلل من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة بنسبة 0.2 في المائة سنويا. وأظهر البحث أيضا أنه سيتم فقدان 16 فرصة عمل في قطاعات أمريكية أخرى مقابل كل وظيفة يتم الحصول عليها في قطاع الصلب أو الألمنيوم، وستواجه كل ولاية أمريكية صافي خسائر بفرص العمل بسبب الرسوم الجمركية. وأضاف الباحث باون أن أسلوب ترامب الجديد بتوسيع نطاق الرسوم على الصلب والألمنيوم يثير مخاوف كثيرة، بما فيها "زيادة عدم اليقين" الذي تواجهه الشركات على ضوء السياسة التجارية التي تنتهجها إدارة ترامب. وأوضح أنه "مع كل جولة من الرسوم المتتالية، قام ترامب بتخويف المزيد من الشركات الأمريكية لتصبح حمائية" مضيفا "وبالنسبة للكثير من الأميركيين، فإن التكاليف المرتفعة الناتجة عن تعريفاته الجمركية تعني أنه لم يعد بإمكانهم التنافس مع الشركات الأجنبية في الولايات المتحدة أو بالسوق العالمية". وقال إن "رجل التعريفة الجمركية" قد فرض سياسات تغير كلا من الاقتصاد والاقتصاد السياسي الأمريكي نحو الحمائية. محذرا من "أن القادم أسوأ".
مشاركة :