«لواء القلعة» في البقاع اللبناني بملاقاة معركة جرود عرسال | خارجيات

  • 6/2/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت وتيرة المخاوف في البقاع اللبناني الذي بدا وكأنَّ لا صوت فيه يعلو صوت المعركة المقبلة في جرود عرسال التي توعّد «حزب الله» بـ «تحريرها من التكفيريين». وجاء إطلاق تشكيل «لواء القلعة» في منطقة بعلبك ـ الهرمل، والذي بدا وكأنه تطبيق لما اعلنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله أخيراً لجهة انه اذا لم يتول الجيش ملف جرود عرسال فإن اهالي بعلبك - الهرمل «لن يقبلوا بوجود اي تكفيري ارهابي فيها»، ليزيد المخاوف من انزلاق البقاع الى فتنة مذهبية وخصوصاً ان «اللواء» الذي أعلنت عنه «عشائر وعائلات بعلبكية» مشابه لـ «الحشد الشعبي» في العراق وهو ذو لون مذهبي شيعي، وتَرافق إعلانه مع «هبة» عائلية - عشائرية في القسم الأكبر من بلدات البقاع الشمالي المؤيدة للحزب، اكدت تلبية النداء والجهوزية التامة بالسلاح لـ «تطهير جرود عرسال» التي تحتضن نحو 100 ألف نازح سوري. وتمت قراءة تشكيل «لواء القلعة» ايضاً على انه بدْء تنفيذ - وإن كان غير معلن - لكلام نصر الله عن احتمال الدعوة الى تعبئة عامة، مستفيداً من وقائع وإجراءات عسكرية في عرسال اتخذها الجيش، ومن مساعٍ للفصل بين البلدة وجرودها، ولكن من دون ان يخفّف ذلك من الوطأة السياسية والمذهبية لأي اندفاعة للحزب في اتجاه عملية يصرّ عليها في الجرود. واكد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي لـ «الراي» أنه لا يأخذ ما يُسمّى بـ «لواء القلعة» على محمل الجد، بل يجد فيه «فرْقعة إعلامية لا أكثر». وفي مدينة بعلبك، التي شهدت قبل أيام اشتباكات بين عشائر شيعية وعائلة صلح السنّية تخللها إطلاق نار وقذائف صاروخية، سرعان ما وُضعت في إطار الإشكالات الفردية لسحب فتيل التوتر، تضع جهات مسؤولة تشكيل «اللواء» في إطار الضجّة الإعلامية، لكنها تشير إلى أن «الفرز المذهبي انتشر أينما كان، وإذا تطور الوضع فالمناطق التي تقطنها أقليات سنّية ستتأثر والمناطق التي تقطنها أقليات شيعية ستتأثر أيضاً»، مشددة على «أننا نراهن على العقلاء في الطائفة الشيعية التي لا ترضى أبداً بما يحصل»، متداركةً: «لكن اليوم دور العاقل مفقود، فعندما يصبح الدور للسلاح والمسلحين حتماً لن يكون للعاقل أي دور». النائب عن منطقة البقاع وعضو كتلة «المستقبل» النائب أمين وهبي، يرى بدوره في حديث لـ «الراي» أن «(لواء القلعة) هم جزء من الجمهور البقاعي المرتبط بـ (حزب الله)»، معرباً عن اعتقاده بأن «هذا اللواء هو ورقة في يد الحزب لمزيد من الضغط على الجيش اللبناني من أجل أن يورطه في معارك إلى جانب النظام السوري والاستخبارات الإيرانية»، ومعتبراً أن الحزب «هو امتداد للحالة الأمنية الإيرانية في المنطقة». ويلفت إلى أنه «بالتالي إذا كان الحزب حقيقة معنيّاً بمواجهة المسلحين والتكفيريين الذين يتواجدون في الجرود وبمحاذاة الحدود الشرقية للبنان، فإن الجيش اللبناني جاهز وعلى مستوى عال من الكفاءة والجهوزية وليس بحاجة لأن يعلمه أحد ما يجب أن يقوم به». ويضيف: «من أجل أن يقوم الجيش اللبناني بما هو في مصلحة اللبنانيين، على الحزب الخروج من الوحول السورية»، مؤكداً أن «الحزب لا يستطيع أن يحتل جزءاً من الأراضي السورية وأن يرفع علمه على الكثير من التلال في منطقة القلمون على أرض سورية، وفي الوقت نفسه يريد أن يحدد للدولة اللبنانية كيف يتصرف الجيش في التعاطي مع فئات مسلحة». وعما إذا كان يخشى من انزلاق البقاع إلى اقتتال أهلي، يجيب: «نراهن كثيراً على حكمة البقاعيين، فهم أصيلون ولديهم ذاكرة جميلة في العيش المشترك، ولطالما كانت بعلبك ـ الهرمل منطقة يتشارك فيها اللبنانيون على تنوّعهم الأفراح والأحزان ولقمة العيش وينتجون معاً ويتاجرون معاً»، متداركاً: «لكن إذا تم ايجاد حالة مذهبية، وإذا أخذ (حزب الله) يحقن قسماً من الجمهور أو يشد العصب المذهبي فربما يشكّل ذلك خطراً على السلم الأهلي. ونتمنى ألا يدفع الحزب الأمور في هذا الاتجاه، لأن ذلك يشكّل خطراً على كل لبنان».

مشاركة :