الجميع يعي ما للتدخين من آثار سلبية جمة على الفرد والمجتمع. ورغم ارتفاع عدد الامراض وحالات الوفيات نتيجة للتدخين إلا اننا نلاحظ ارتفاع عدد المدخنين الشباب بشكل لافت، فالبعض يعتبرها رمزا للرجولة وانها لن تلحق بهم اي ضرر طالما يدخنون ضمن المعقول، وآخرون يحاولون تجنبها والوقوع في براثنها بل ويعتبرونها خطرا يحدق بهم ويجب الابتعاد عنه. علي محمد أحمد الذي بدأ التدخين منذ المرحلة الإعدادية بتشجيع من اصدقاء المدرسة الذين صورا له ان تدخين السيجارة تعتبر نوعا من اكتمال الرجولة والقوة ورغم انه استطاع ان يمارس التدخين متخفيا عن والديه لمدة ثلاث سنوات حتى وقت اكتشافهم للأمر وتوبيخهم له الا ان ذلك لم يثنيه عن التخلص منها. ويواصل قائلا على الرغم من انني أعي تماما مدى حجم الاضرار التي تلحق بالفرد المدخن من امراض مختلفة إلا ان الامر أصبح عادة لا يمكنني التخلص منها نهائيا رغم محاولاتي الفاشلة للحد من التدخين، منوها الى انه في الآونة الأخيرة لاحظ تأثير هذا الشيىء على صحته وعدم قدرته على تحمل اي مجهود بسبب نقص الاكسجين لديه الا انه لا يفكر حاليا في التخلص منها.رجولة زائفة بينما يجد محمد علي خميس ان التدخين اصبح آفة العصر ورغم الاضرار وحالات الوفاة نتيجة للتدخين الا ان بعض الشباب لا يزال يصر على تدخينها ليس لفوائدها طبعا وانما كنوع من البرستيج او المظاهر التي تتطلب وجود السيجارة بين يدي الشاب كونها في اعتقادهم موضة رائجة وجزء مكمل من صورتهم أمام الأخرين.. ويرى ان البعض بدأ ممارستها كنوع من الهواية او تقليد الآخرين، مبينا دور الاصدقاء في التسبب بذلك للشخص وتشجيعهم على الأمر كما حصل معه فقد حاول كثيرون من المحيطين به حثه على التدخين الا ان قناعاته الداخلية كانت تحول دون ذلك، معتبرا ان لها اضرارا جسدية ونفسية ومادية ايضا. رسائل توعية وشدد على دور الجهات الرسمية ووسائل الاعلام المختلفة في حث الشباب على الاقلاع عن التدخين وبيان مضاره من خلال بث صور ورسائل تبين فظاعة التدخين وما يسببه للفرد من خسارة لنفسه وللمحيطين به وما يلحق به من امراض واضرار، منوها الى ضرورة وجود صور بشعة على علب التدخين تنفر المرء من شرائها حتى اسوة بالدول الغربية وليست كالصور العادية جدا التي توجد على علب التدخين الحالية. أما محمد عبدالله سبت الذي بدأ التدخين منذ سن مبكرة إلا أن هذه الممارسة أثرت عليه كثيرا وسببت له خسارة كبيرة. فقد أتلف التدخين أسنانه رغم سنه الصغيرة وأصبح عاجزا عن ممارسة حياته الطبيعية او الابتسام حتى أمام الآخرين الامر الذي جعله يراجع نفسه كثيرا وقرر قطع هذه العادة السيئة.. أقلعت عن التدخين ويؤكد انه نجح تماما في الاقلاع عن التدخين وشعر بعدها بتحسن كبير خاصة وان التدخين كان يستنزف العديد من راتبه الشهري خاصة مع جشع التجار وارتفاع اسعار علبة التدخين فبعد ان كان سعرها لا يتجاوز الـ 500 فلس اصبح يصل الى سعر الدينار الواحد وكونه يدخن علبتين يوميا الامر الذي يكلفة 60 دينارا شهريا وهو مبلغ ليس بالبسيط. وينصح الشباب بعدم الانجراف وراء التدخين الذي لا يحصد سوى ارواحهم ولا يجني من ورائه المرء سوى خسائر مادية فادحة وامراض متراكمة كما تجعل الاخرين ينفرون منه بسبب رائحة التدخين التي تبقى في الثياب والاثاث والسيارة لشهور عديدة كما انها تضر المحيطين بالشخص بشكل أكبر رغم انه لا ذنب لهم في الأمر..
مشاركة :