طالبت النائب رؤى بنت بدر الحايكي القطاع الخاص بدعم الجهود الرامية إلى إحياء المعالم التراثية البحرينية، وأكدت مساندتها لكل المبادرات والمشاريع والخطط التي تستهدف تسويق وترويج البحرين كوجهة سياحية متكاملة وتنويع القاعدة الاستثمارية، وحماية التراث الوطني وتوفير الفرص للشباب ليكونوا أعضاء فاعلين في التنمية والإنتاج الفني والثقافي والسياحي. وعلى صعيد ذي صلة، التقت الحايكي منذ فترة ليست بالبعيدة مع رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وأعربت عن أملها بأن تشهد الفترة القادمة انتقال الأفكار إلى حيز التطبيق، خاصة على صعيد إنقاذ آثار قرية عالي بما في ذلك 10 تلال ملكية تتواجد بين بيوت الأهالي ويهددها خطر الزوال، وتسوير تلك التلال وتأهيلها لتصبح معالم ومواقع سياحية. واشارت في هذا الصدد إلى أهمية إتمام اعتماد موقع التلال الأثرية في عالي ضمن قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، خصوصا أن قرية عالي تضم قرابة 4 آلاف تل، إلى جانب 18 تلا ملكيّاً ذات حجم كبير، ولوقف ما يمكن تسميته نزيف التلال في البحرين بشكل عام والتي خسرت نحو 80% من التلال الأثرية المنتشرة في مختلف المناطق، وهبط عددها من 100 ألف تل إلى أقل من 20 ألفا حاليا. وأكدت الحايكي أهمية مبادرة مؤسسات القطاع الخاص إلى دعم التراث البحريني كجزء من التزامها الاجتماعي والثقافي تجاه المجتمع، إضافة إلى دعم وتشجيع الاستثمار في الثقافة وتكثيف اهتمام القطاع الخاص المحلي والأجنبي بالاستثمار في هذا القطاع الحيوي، خاصة وأنه بات واضحا مدى التقشف في ميزانية العامين القادمين، وتركيز النفقات على الاحتياجات الأساسية للمواطن مثل الصحة والإسكان والتعليم فقط كما قالت الحايكي. الحايكي، ممثلة الدائرة السادسة في المحافظة الشمالية بمجلس النواب، خصت بالذكر آثار عالي من تلال وصناعة فخار، وذلك من منطلق تفعيل المحور السابع في برنامجها الإنتخابي (السياحة). وقد أعربت عن استعدادها للعمل مع مؤسسات القطاع الخاص وكل من يبادر إلى دعم وتمويل عمليات النهوض بواقع هذه الآثار، بما يسهم في خلق إضافات مهمة للأنشطة والفعاليات التي تنظم بالمملكة والتي تعزز من سمعة ومكانة البحرين في مجال الثقافة والإبداع. وأكدت ضرورة وضع استراتيجية متكاملة تهدف إلى ربط الثقافة بالاقتصاد البحريني وتطوير شراكة القطاعين العام والخاص في هذا المجال، وقالت بالأمس فقط زفت لنا هيئة البحرين للثقافة والآثار خبرا جديدا عن كشف لقية أثرية نادرة في موقع تنقيب قلعة البحرين وهي لوحة طينية مسمارية تعود إلى العام 503 - 504 قبل الميلاد عن معلومات تثبت حكم الإمبراطورية البابلية للمنطقة، ولقية أخرى المتمثلة بقطعة ذهبية فيها طبع لشكل امرأة تعود إلى فترة تايلوس، وهذا ما يؤكد مرة أخرى عراقة تاريخ وحضارة البحرين، ويجعلنا ننتبه أكثر إلى أهمية استثمار ذلك ثقافيا وسياحيا واقتصاديا. وأعربت الحايكي عن أمها بأن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من المبادرات من جانب شركات ومؤسسات القطاع الخاص في خلق شراكة حقيقية مستدامة بين القطاعين الخاص والعام بهدف دعم المشاريع الثقافية والسياحية في مملكة البحرين، وجعلها ركنًا من أركان التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتطوير القطاع السياحي كقاعدة للتنوع الاقتصادي، معربا عن تفاؤله بأن نجاح هذه الشراكة سوف يضع مملكة البحرين على خارطة الدول التي تتبنى فعاليات الثقافة والإبداع، خاصة وان البحرين عرف عنها تميزها في هذا المجال بما تمتلكه من ارث ووعي ثقافي.
مشاركة :