تطلق هيئة الشارقة للآثار بعد غد الحملة التوعوية «آثار 46» التي تعد الأولى حول أهمية حماية التراث الأثري والمادي لإمارة الشارقة، وتستمر 46 يوماً في مختلف مدن الإمارة. وكشفت الهيئة خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس، بمقرها الرئيسي عن تفاصيل الحملة، بحضور د.صباح عبود جاسم، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وعيسى يوسف، نائب المدير العام، مدير الآثار والتراث المادي في الهيئة، وأسماء السويدي، المشرفة العامة للحملة، وعدد كبير من موظفي الهيئة والمهتمين بالآثار والتراث الأثري والمادي والتاريخ. وقال جاسم: «نحن بصدد إطلاق تجربة أولى لحملة «آثار 46» في الشارقة التي تجدد العهد دائماً لقائد مسيرة الثقافة وربانها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي عمل ولا يزال يعمل على صون الآثار؛ إذ امتدت أياديه البيضاء خارج الحدود الجغرافية للدولة، فتجد سموه يعيد قطعاً أثرية إلى أوطانها، إيماناً بأن أهلها أولى بها، وتأكيداً لدور سموه تجاه الإنسانية». وأضاف: «جاءت فكرة «آثار 46»، عملاً من الهيئة على تبني مشروع لربط الجمهور بهويته الوطنية والأثرية، تعريفاً بحضارة الشارقة الضاربة في عمق التراث الأثري، وتفردها بتنوع عناصر الجذب الثقافية عبر الأزمنة الماضية، والمحافظة على الذاكرة المكانية المتأصلة للإمارة منذ القدم، وستكون حافلة بالفعاليات في مختلف مدن ومناطق إمارة الشارقة، في المراكز التجارية، والمدارس، وأماكن التجمعات، مستهدفة فئات المجتمع كافة، بأحدث التقنيات، حيث تتوفر حافلة مجهزة ب«هولوجرام» تعرض على الجمهور قطعاً أثرية مختلفة، وغيرها من الأجهزة التي تطوع التكنولوجيا لخدمة التراث الأثري والمادي». استيطان بشري استعرض عيسى يوسف جهود الهيئة في مجال حماية الآثار وصون المكتشفات الأثرية، وأوضح أن الشارقة هي منطقة استيطان بشري، منذ ما يزيد على 125 ألف سنة. وعثرت الهيئة خلال عمليات التنقيب والحفريات على بقايا عظام بشرية ولقى ومخلّفات مادية متنوعة، تؤكد ذلك. وأضاف: «الشارقة ملأى بالمواقع الأثرية المنتشرة في مختلف مدن ومناطق الإمارة، وتشرف الهيئة عليها وتوفر لها الحماية اللازمة، كما تنفذ عمليات التنقيب الأثري، والإشراف على أعمال بعثات التنقيب الأجنبية العاملة في الإمارة استناداً إلى اتفاقيات خاصة مبرمة مع الهيئة، إضافة إلى التوعية بالآثار والمحافظة على التراث المادي للإمارة، وترميم وصيانة المكتشفات الأثرية، مع الحرص على تعزيز الخريطة الأثرية والتراث الأثري للإمارة، من خلال البحث والتحري عن المواقع الأثرية المنتشرة فيها، والقيام بعمليات التنقيب عن الآثار، وترميم وصيانة المكتشفات الأثرية باعتبارها إرثاً تاريخياً وطنياً وإنسانياً». ولفت إلى أن الحملة التي تستمر 46 يوماً، تستهدف مختلف فئات وشرائح المجتمع، وتمتد على مساحات مدن ومناطق الإمارة الباسمة، وتهدف إلى المساهمة في تنمية الوعي الأثري لمختلف الشرائح المجتمعية، وتعديل مفاهيم السلوك المجتمعي في العلاقة بين أبناء المجتمع المحلي ومجال التراث الأثري والمادي، من خلال تعزيز شعور الفرد بالمسؤولية المجتمعية وضرورة الحفاظ على تراث الإمارة الأثري والمادي، وحفظ حق الأجيال المقبلة في التعرف إليه. برامج ومبادرات تحدثت أسماء السويدي عن تجهيزات الحملة وبرامجها وقالت: «تتضمن برامج التوعية المجتمعية للتراث الأثري، وثقافة التراث الأثري في مدارس الشارقة، والتوعية الإعلامية للتراث الأثري، والتراث الأثري للسائحين وزوار المواقع الأثرية والمناطق التاريخية، إلى جانب برنامج حماة التراث الأثري، لتقدير وتثمين مساهمات أبناء المجتمع المحلي في حماية التراث الأثري والمادي للإمارة، ويشمل تكريم شخصيات محلية أسهمت في حفظ التراث المادي للإمارة». وأكدت أن الحملة تشمل أيضاً برامج ثقافة التراث الأثري في المؤسسات الحكومية المحلية، والتراث الأثري في محطات جديدة بإمارة الشارقة، ومسابقة التصوير الاحترافي في المواقع الأثرية والمناطق التاريخية، إضافة إلى البرنامج الفكري، وجهود الشارقة في مجال التراث العالمي، (جهود تسجيل مواقع الشارقة الأثرية في قائمة التراث العالمي)، وسجل آثار الشارقة ونشاط البعثات منذ مطلع سبعينات القرن الماضي. شراكة تقام الحملة بالشراكة والتعاون مع العديد من الجهات من بينها هيئة الشارقة للتعليم الخاص، ومجلس الشارقة للتعليم، والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والقيادة العامة لشرطة الشارقة، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، ومطار الشارقة، ومؤسسة الشارقة للفنون، وشركة بترول أبو ظبي الوطنية - أدنوك، والمجالس البلدية في الإمارة، وسوق الجبيل، وعدد من الجامعات المحلية، إضافة إلى ناشيونال جيوجرافيك. فيلم تعريفي تابع حضور المؤتمر، فيلماً تعريفياً بجهود وتطلعات هيئة الشارقة للآثار التي تعمل، لتحقيق الريادة في مجال حفظ التراث الأثري، وحفظ المقومات الأثرية والتراثية المحلية، بما يتوافق مع مكانة إمارة الشارقة وقيمها، بالاعتماد على منهج عمل منتظم، وفق أحدث الممارسات العالمية والمعايير الرائدة، ما يكفل استدامته، وحفظ حقوق الأجيال المُقبلة. ألعاب تعليمية تشمل الحملة توزيع منشورات توعوية ودعائية، وكراسات للأطفال تتضمن قصصاً توعوية عن المواقع الأثرية والمناطق التاريخية في الإمارة، وعن أهمية الحفاظ على تراث الشارقة الأثري والمادي، وتوزيع ألعاب تعليمية وعلب أدوات التنقيب الأثري التعليمية، إضافة إلى تنظيم زيارات مجدولة إلى حافلة التراث الأثري لمختلف المدارس والجامعات في الإمارة وتنظيم معارض وورش عمل تعريفية تتحدث عن التراث الأثري والمادي للإمارة، وكذلك تنسيق برامج تعليمية بحسب الحصص الدراسية وخطط المعلمين.
مشاركة :