فوزي كانو في حوار مع «أخبار الخليج»:مجموعة يوسف بن أحمد كانو تمتلك قدرة المنافسة عالميا

  • 2/9/2020
  • 01:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مجموعة يوسف بن أحمد كانو.. ستة أجيال توارثت النجاح.. فوزي كانو:انطلاق أعمال «كانو للملاحة» في القطب الجنوبي تـزامنــا مـع الـذكـرى الـ 130 لتــأسيـس المجمـوعــةأجرى الحوار: محمد الساعي / تصوير: عبدالأمير السلاطنةقبل 130 عاما.. وضع الوجيه يوسف بن أحمد كانو البذرة الأولى لمجموعة نمت وتطورت بمرور السنين، حتى باتت بتتابع الأجيال واحدة من أبرز وأعرق وأكبر الشركات العائلية في البحرين والخليج العربي.. إذ تدير اليوم عدة شركات في مجالات مختلفة، منها الملاحة واللوجستيات والسفريات والآليات الثقيلة. وفي نفس الوقت ترتبط باقتصاديات دول الخليج ارتباطاً وثيقاً من خلال مساهمتها في مشاريع استراتيجية نوعية ضخمة. ولا يمكن الحديث عن عائلة كانو من دون التطرق إلى ما تركته ستة أجيال متتالية من أبناء هذه العائلة من بصمات بارزة في تاريخ البحرين الحديث في مختلف القطاعات على مختلف الأصعدة. ومؤخرا.. كان الخبر الأبرز المتعلق بهذه المجموعة هو إعلان وصول الشركة البحرينية الخليجية «كانو للملاحة»، إحدى الشركات التابعة للمجموعة الخليجية إلى أقصى مناطق الأرض وهو القطب الجنوبي.. لتصبح بذلك إحدى أولى شركات الملاحة في الشرق الأوسط التي تزاول أعمالها في القارة المتجمدة. ويأتي هذا الإنجاز تزامنا مع احتفال المجموعة بمرور 130 عاما على تأسيسها. «أخبار الخليج» التقت رجل الأعمال فوزي أحمد كانو نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو في مكتبه ببرج كانو الجديد بالمنطقة الدبلوماسية، لتناقش معه عددا من الجوانب والقضايا المتعلقة بالشركة وبرامجها القادمة وخاصة فيما يتعلق بتحويلها إلى شركة مساهمة، إلى جانب موضوعات تتعلق بالجانب الاقتصادي والقطاع الخاص وغيرها.القطب الجنوبي‭}‬ طالعتنا الصحف مؤخراً بخبر انطلاق أعمال (كانو للملاحة) في القطب الجنوبي.. الأمر الذي يطرح سؤال كيف استطاعت المجموعة متمثلة في شركة (كانو للملاحة) الوصول إلى أقصى جنوب الكرة الأرضية؟‭{{‬ لا يخفى عليكم أن (شركة كانو للملاحة) هي أول وكالة شحن في منطقة الخليج العربي إذ بدأت أعمالها على يد المؤسس الحاج يوسف بن أحمد كانو من البحرين في عام 1912. واليوم بفضل الله سبحانه وتعالى أصبحت إحدى أكبر شركات الملاحة والشحن في الشرق الأوسط، فهي تمثل العديد من كبار ملاك، ومشغلي، ومستأجري السفن على مستوى العالم، كما تقدم الخدمات المالية والإدارية للسفن والطائرات في مختلف الموانئ البحرية والجوية، ولها تواجد في الخليج العربي والهند وإفريقيا وهي من مؤسسي S5 Agency World إحدى الشركات القيادية في شؤون الموانئ وتخليص السفن والتي تدير أكثر من 360 مكتباً في كل أنحاء العالم. وجاء وصول (شركة كانو للملاحة) إلى القارة المتجمدة الجنوبية بفضل السمعة الطيبة التي اكتسبتها الشركة طوال مشوارها وقدرتها المتميزة على توفير خدمات شحن وتخليص لوجستية فائقة الجودة وعلى قدر عال من الاحترافية. فقد استطاع مكتب الشركة في جمهورية جنوب إفريقيا الفوز بعقد شحن وتخليص معدات لفرق البحث العلمي التي يتم نقلها عن طريق الجو إلى المنطقة التابعة إدارياً للمملكة النرويجية (Queen Maud Land) في القطب الجنوبي وهي منطقة جليدية واسعة جداً تصل مساحتها إلى 2.7 مليون كيلومتر مربع. وعملية الشحن والتخليص في القطب الجنوبي مستمرة طوال موسم الأبحاث العلمية هناك والذي يبدأ في شهر ديسمبر عادة وينتهي مع نهاية شهر فبراير. مكتب جنوب إفريقيا‭}‬ لماذا تم اختيار مكتب (كانو للملاحة) في جنوب إفريقيا بشكل خاص للقيام بهذه المهمة؟‭{{‬ تمتلك (كانو للملاحة) وتدير شبكة كبيرة من مكاتب الشحن والتخليص في قارتي آسيا وإفريقيا، من ضمنها مكتب جنوب إفريقيا الذي استحوذنا عليه قبل عامين بهدف الدخول في أسواق جديدة وتوسعة رقعة أعمالنا. والطريق الجوي الوحيد الرابط بين العالم وQueen Maud Land في القطب الجنوبي ينطلق من جنوب إفريقيا. ومع قوة وتميز أداء الشركة في مجال الملاحة وتاريخها المتميز، استطعنا أن ندخل في منافسة قوية مع شركات عالمية وفزنا في المنافسة من خلال تولي مكتبنا في جنوب إفريقيا عملية النقل للشركة النرويجية بواقع 12 رحلة في العام من جنوب إفريقيا إلى القطب الجنوبي. وتابعنا عملية النقل والتخليص بشكل مباشر من خلال مكاتبنا في دبي حيث كنا على اتصال مع طاقم العمل في جنوب إفريقيا حتى وصوله إلى القطب الجنوبي في المرة الأولى ومازلنا نتابع بشكل متواصل جميع العمليات الأخرى. ‭}‬ ما الذي يعنيه لكم هذا الإنجاز والمهمة في القطب الجنوبي؟ وهل يمكن اعتباره تمهيدا لخطوات أخرى قادمة؟‭{{‬ بلا شك إن وصول شركة بحرينية خليجية إلى إحدى أبعد نقاط الأرض يعد أمراً نفخر به كثيراً وخاصة أن هذا الإنجاز يعد الأول من نوعه على مستوى الخليج العربي. وقد انهالت علينا التهاني والتبريكات من جهات رسمية عدة وأشاد الإعلام المحلي والخليجي بكانو للملاحة بعد وصولنا إلى منطقة مناخها -كما تعلمون- صعب جداً وتواجد الإنسان فيها شبه معدوم بالإضافة إلى بعدها الجغرافي عنا. ومن خلال عملياتنا المستمرة في القطب الجنوبي نثبت للعالم أن لدينا الإمكانيات والقدرات على منافسة شركات عالمية في مجال الملاحة والشحن والتخليص وأن لا حدود للطموح. ولا أخفيكم سراً أن الرغبة والإصرار على التوسع ونقل اسم مجموعة يوسف بن أحمد كانو إلى خارج الحدود الجغرافية لتواجدنا أمر متأصل في العائلة. فالحاج المؤسس يوسف بن أحمد كانو كان لديه طموح كبير لتوسعة أعماله في مجال الملاحة خارج البحرين فبدأ بنقل البضائع عن طريق البحر بأسطول من المراكب التقليدية من الهند الى الخليج والعكس ومن ثم جاء الأبناء وتوسعوا أكثر حتى أصبح لمجموعة يوسف بن أحمد كانو وشركاتها المتعددة تواجد في دول الخليج العربي وإفريقيا وأوروبا وبريطانيا، ويأتي دورنا الآن للسير على نفس النهج لنفتح أبواباً جديدة في مناطق وقارات أخرى.  فطموحات وتطلعات التوسيع وتطوير الخدمات لا تتوقف. ولو عدنا الى تاريخ الأنشطة الملاحية للشركة، نجد انه حتى سبعينيات القرن الماضي كانت تركز على المنطقة بشكل خاص. ثم اتجهت للتوسع بدءا من شراء أسهم في شركة هولندية عالمية. ثم المساهمة في تأسيس شركة S5 Agency World التي مثلت اتحاد خمس شركات عالمية كبرى. ومع اتساع الأنشطة، عمدنا إلى اعتماد وكلاء يمثلوننا في معظم الدول والمدن التي نعمل فيها مثل أمريكا والصين وسنغافورة واليابان وغيرها.ثم خطونا خطوة أكبر بتأسيس مكاتب لنا بدءا من جنوب إفريقيا، ثم مومباي، مع التخطيط لفتح مكاتب في مناطق أخرى مثل سيريلانكا والسويس والعقبة وغيرها. وكان فتح هذه المكاتب نقلة نوعية في توسيط الأنشطة الخارجية للشركة. وخاصة أن أنشطتنا لا تقتصر على الملاحة فقط وإنما نعمل بقوة في القطاع اللوجستي. وهذا يؤكد أن خطوات التطور لا تتوقف في المجموعة.والحمد الله أن سعينا للتحديث المستمر واضح للعيان، حيث حققنا أفضل الجوائز الإقليمية في تقنية المعلومات والجودة في مجال الإدارة خلال العامين السابقين كما حصلت شركاتنا على جوائز تقديرية في تخصصاتها وقد نقل الإعلام الخليجي هذه الإنجازات ومازلنا نسعى للأفضل.شركة مساهمة‭}‬ أعلنتم العام الماضي أن مجموعة يوسف بن أحمد كانو تستعد للتحول إلى شركة مساهمة خلال خمس سنوات.. أين وصلتم بهذا المشروع؟‭{{‬ نحتفل هذا العام 2020 بمرور 130 عاماً على انطلاق أعمال مجموعة يوسف بن أحمد كانو وهو إنجاز نادر وكبير لشركة عائلية خليجية على صعيد الشرق الأوسط والحمد الله.. حيث وفقنا الله سبحانه وتعالى في نقل الأمانة جيلاً بعد جيل واستطاعت العائلة على مدى قرن وثلاثين عاماً الثبات والاستمرار والتوسع في مجالات تجارية مهمة مثل الملاحة والشحن واللوجستيات والآليات وغيرها من الأعمال. ومن كرم الله أن أصبح اسم (يوسف بن أحمد كانو) معروفاً ورديفاً للجودة والتفاني في العمل داخل وخارج الخليج، حتى اعتبرنا الكثير من الاقتصاديين أحد الشركاء المهمين في تنمية اقتصاديات الدول التي نعمل فيها. وما يميز هذه المجموعة أيضا هو أننا وصلنا إلى الجيل السادس الذي بدأ يتسلم المسؤولية تدريجيا ويتولى المهام باقتدار. وهذا بفضل الله تعالى ونتيجة للترابط والتفاهم الذي يتمتع به أقطاب المجموعة. فغالبا تمتد الشركات العائلية إلى ثلاثة أجيال بحد أقصى، وفي حالات نادرة تصل إلى أربعة أجيال. من هنا، بعد كل هذه السنوات من العمل والاجتهاد والمثابرة بقيادة أجيال من عائلة كانو، ومع نمو الأنشطة وبروز الحاجة إلى نظام إداري مختلف، بات من الضروري أن نتأقلم مع المستجدات وأن نتعامل مع العصر الحديث بحسب معطياته لضمان الاستمرارية بنفس المستوى من النجاح، لذلك نسعى إلى التحول الجزئي إلى شركة مساهمة خلال الأعوام القادمة ونحن نسير بخطى ثابتة نحو ذلك، حيث نريد للجيل السادس من عائلة كانو الذي بدأ فعلياً في تسلم دفة القيادة في أغلب الشركات لدينا في المجموعة أن يكون على رأس شركة تجارية عائلية حديثة وقوية إدارياً ومالياً. وقمنا مؤخراً بإعادة هيكلة للمجموعة أشرف عليها بشكل مباشر رئيس مجلس الإدارة خالد محمد كانو من أجل توزيع المهام بشكل أفضل كما استعنّا برئيس تنفيذي ذي خبرات متعددة وطاقم من الإداريين الأكفاء كي يساهموا في عملية الانتقال التدريجي بنا إلى شركة مساهمة. الشركات العائلية‭}‬ بالحديث عن الشركات العائلية، في مراحل اقتصادية سابقة كانت هذه الشركات تلعب دورا كبيرا في قيادة مختلف القطاعات بالمملكة. هل تعتقد أن الشركات العائلية مازالت تمتلك نفس القوة والأدوار التي نهضت بها في السابق؟‭{{‬  لا أعتقد ذلك، وهذا ليس تقصيرا من هذه الشركات بقدر ما هو تغير في طبيعة الأوضاع والحياة. ففي السابق كان التجار هم المنافسين الوحيدين في السوق ويمكن اعتبارهم عصب الحياة الاقتصادية في البلد. ولكن مع تغير الأوضاع والانفتاح الاقتصادي، دخلت إلى المنظومة الاقتصادية أطراف أخرى قوية، منها شركات واستثمارات خارجية. وبنفس الوقت كان للحكومة جهود في دعم وتحفيز التجار الصغار والشركات الأخرى على المنافسة والدخول في قطاعات وأعمال ربما لم تكن تضطلع بها في السابق. وبالتالي تغيرت الحياة وتبدلت الأدوار. وهذا أمر إيجابي لأن انفتاح السوق واستقطاب الاستثمارات وارتفاع وتيرة المنافسة ضمن الضوابط والأنظمة ينعكس إيجابا على الأداء بشكل عام وعلى التطور والنمو الاقتصادي.هو ليس تقلصا في أداء هذه الشركات العائلية بقدر ما هو تغير في الأدوار والمنافسة، وبنفس الوقت مازالت هذه العائلات تمتلك قوتها ومركزها الاجتماعي والاقتصادي بالمملكة.القطاع الخاص‭}‬ اسمح لنا بسؤال أخير.. بصراحتك المعهودة.. هل تعتقد أن القطاع الخاص في البحرين ينهض بالدور المنتظر منه وخاصة فيما يتعلق بالمشاريع الكبرى كالإسكان والسياحة؟‭{{‬ القطاع الخاص قادر على أن ينهض بالكثير من القطاعات والمجالات والمشاريع الاستراتيجية إذا ما أتيحت له الفرصة، وخاصة مع ما يمتلكه من خبرات وكفاءات وقوة تمكّنه من تحمل الكثير من الأعباء نيابة عن المؤسسات الحكومية. ولكن للأسف يمكنني القول انه رغم الدعوات التي نجدها بهذا الشأن، ورغم أن التجارب أثبتت نجاح هذا القطاع في إدارة المشاريع الاستراتيجية فإن التعاون بطيء حتى الآن. انظر إلى ميناء خليفة بن سلمان مثلا.. بعد تولي شركة «أي بي أم تيرمينالز» مسؤولية إدارة الميناء، بات الميناء يدار بطريقة أفضل وأداؤه أصبح أقوى من أداء الكثير من الموانئ في المنطقة. وهذا يؤكد قدرة القطاع الخاص إذا ما أتيحت له الفرصة أن يحقق النجاح. لذلك نجد في دول كثيرة ان المطارات والمرافق الأساسية يعهد بها الى القطاع الخاص. نعم.. لدينا مبادرات ولكنها تحتاج الى تسريع وتنويع أكبر. انظر الى السياحة أيضاً، لدينا الكثير من الفرص التي أعتقد أنها غير مستغلة حتى الآن، ويمكن للقطاع الخاص أن يلعب دورا محوريا فيها. وأتساءل: لماذا لا تساهم طيران الخليج مثلا في الترويج السياحي؟ إلى جانب دورها في نقل السياح الى الدول الأخرى أرى أنه من المهم أن يكون لها دور في استقطاب السياح إلى المملكة.والخلاصة أن ما نحتاج إليه هو تعزيز شراكة القطاع الخاص في مختلف المشاريع الاستراتيجية والقطاعات الحيوية في المملكة وبشكل أسرع. احتفالية 130 عاما‭}‬ لا شك أن الاحتفال بذكرى 130 عاماً على تأسيس المجموعة حدث كبير ومهم.. ما هي خططكم لهذه الاحتفالية؟‭{{‬ تعكف لجنة الاحتفال بذكرى مرور 130 عاماً المكونة من عدد من أفراد عائلة كانو بالإضافة إلى كبار موظفي المجموعة على التحضير لبرنامج احتفالي منوع يبدأ مع الموظفين وينتقل بعد ذلك ليشمل كل من ساهم في نجاح مجموعة يوسف بن أحمد كانو في شتى المجالات. إذ تنوي اللجنة إقامة احتفالات تكريمية للشركاء والعملاء والإعلاميين والموظفين في جميع المدن الخليجية التي توجد فيها أعمال المجموعة بالإضافة إلى توزيع باقة متنوعة من الهدايا التذكارية التي تلقي الضوء على مشوار المجموعة منذ البداية في 1890م حتى وصولنا إلى هذه المناسبة العزيزة علينا. ومع دخولنا عام الاحتفالات بذكرى 130 عاماً على التأسيس أود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير إلى صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد على حرصهم ومتابعتهم الحثيثة للقطاع التجاري وعلى متابعتهم الدائمة لأعمال وإنجازات مجموعة يوسف بن أحمد كانو، كما أتقدم بالشكر الكبير لجميع قيادات دول مجلس التعاون الخليجي الذين احتضنوا مؤسسي مجموعة يوسف بن أحمد كانو وقدموا لهم الدعم والفرصة لإقامة المشاريع التجارية في بلدانهم. وأوجه التحية والتقدير لكل من ساهم في نجاح هذه الشركة العائلية وعمل على تطويرها وتوسعتها راجياً من الله عز وجل أن يعيننا ويوفقنا في خدمة أوطاننا دائماً.

مشاركة :