بدأ رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في السعودية، مؤسس مؤسسة التراث الخيرية ورئيسها، رئيس مركز التراث العمراني الوطني العضو المؤسس في مؤسسة التراث، الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز العمل على إيجاد صيغة عصرية للطريقة التقليدية للبناء في صحراء بلاده من خلال تجربة «البناء بالطين»، كهدف للمساعدة في إنقاذ التراث العمراني السعودي وصَونه. وانطلق المشروع من خلال إعادة بناء البيت في «نخيل العذيبات» في الدرعية، علماً أن عمارة الطين كانت لقرون طويلة علامة على تراث البناء الخاص في عدد من المناطق السعودية الداخلية، خصوصاً المنطقة الوسطى. عن المشروع، يقول الأمير سلطان بن سلمان: «بدا لنا أن مشروع إعادة بناء البيت في نخيل العذيبات في الدرعية مشروع متواضع، لكن في النهاية ظهر أنه كان ملهماً وتجربة عميقة في التعلم والحياة، فقد كان سبباً لشعوري بجمال الحياة حقاً، وتغيير حياتي بأبعاد عدة إلى الأفضل»، لافتاً إلى أن الأمر بدأ بمجرد فكرة بسيطة «تلبية لنداء سامٍ للمساعدة في إنقاذ تراثنا العمراني والوطني وإعادة تأهيله ونشر الثقافة التي توضح أهمية الحفاظ عليه للأجيال المقبلة». ولم يقتصر الأمر على إحياء بيت نخيل العذيبات، بل قاد نجاح التجربة الأمير إلى تأسيس مؤسسة التراث الخيرية، والقيام بمبادرات للحفاظ على هذا التراث، أهمها تسجيل المواقع التاريخية في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، ودعم المجتمعات المحلية بتمويل حكومي. وقادت هذه التجربة أيضاً إلى تسجيل عمل غير مسبوق عن البناء بالطين في السعودية من خلال كتاب في عنوان «العودة إلى الأرض»، ألّفه وليم فيسي وأصدره أمير ويلز، وراجعه وحدّثه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز. ويشير المعماري في مشروع «نخيل العذيبات» البروفسور عبدالواحد الوكيل إلى أن بيت المزرعة القديم وبئر الماء الموجودين على أرض المزرعة، هما العنصران الأساسيان اللذان توزعت حولهما الأجزاء الأخرى من المشروع، لافتاً إلى أن نشر كتاب «العودة إلى الأرض» سيعطي أملاً للاتجاهات المعمارية التي فشلت في الوصول إلى الجماهير، لأن الاتجاه المقترح هو العمارة للأغنياء، وليس العمارة للفقراء.
مشاركة :