وهج الكتابة: معرض القاهرة للكتاب

  • 2/8/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بتاريخ 26 يناير 2020 توجهت الى معرض القاهرة الدولي للكتاب لتدشين روايتي الجديدة «طريق العنكبوت»، كما سنحت لي الفرصة لزيارة مقر اتحاد كتّاب مصر حيث كان في استقبالي الصديق الجميل الشاعر الدكتور علاء عبدالهادي رئيس اتحاد كتّاب مصر وايضا رئيس اتحاد الكتّاب العرب، ولفيف من الأدباء والنقّاد المصرفيين حيث أهديتهم روايتي الجديدة وبعض كتبي الأخرى، وكان لقاءً ممتعًا ومفيدًا.وشهدَ معرض القاهرة للكتاب هذ العام، بدورته الحادية والخمسين، الذي انعقد خلال الفترة 22 يناير - 4 فبراير 2020، إقبالًا منقطع النظير حيث اصطفت الطوابير الطويلة أمام أبواب المعرض على الرغم من وجود رسمٍ للدخول قدره خمسة جنيهات مصرية. وقد أُقيم المعرض بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس تحت عنوان «مصر إفريقيا – ثقافة التنوع» متخذًا الكاتب الراحل جمال حمدان شخصية للمعرض، والذي تزاحم الجمهور على شراء كتابه الى درجة أنه كان هناك جرحى في التزاحم وخاصةً أن كتابه عُرض للبيع بمبلغ زهيد تتجاوز المائة بقليل وذلك لأربعة مجلدات. هذا الكتاب الموسوم بـ«شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان» هو حول جغرافية مصر، صدر في صياغته الأولى عام 1967م في نحو 300 صفحة، ثم تفرّغ لإنجاز صياغته النهائية لمدة عشر سنوات وصدر مزيّدًا ومنقّحًا بين عامي 1981م و1984م. وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء: الجزء الأول: شخصية مصر الطبيعية، الجزء الثاني: شخصية مصر البشرية، الجزء الثالث: شخصية مصر التكاملية، والجزء الرابع: شخصية مصر الحضارية. وكان الكاتب جمال حمدان قد توفي في ظروفٍ غامضة عام 1993 حيث عثروا على جثته ونصف جسمه الأسفل محروقاً، واعتقد الجميع أنه مات متأثراً بالحروق، ولكن مفتش الصحة أثبت في تقريره أن الفقيد لم يَمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق لم تكن سبباً في وفاته، لأنها لم تصل إلى درجة تؤدي الى الوفاة. كما اكتشفوا اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفها، وأهمها كتابه «اليهودية والصهيونية» ويقع في ألف صفحة وكان من المفترض أن يستلمه منه الناشر يوسف عبدالرحمن بعد يومين من وفاته. وكان جمال حمدان قد فضح الأكذُوبة الكبرى بأن اليهود الحاليين هم أحفاد بني إسرائيل الذين خرجوا من فلسطين خلال حقب ما قبل الميلاد، وأثبت في كتابه «اليهود أنثروبولوجيا» الصادر في عام 1967، بالأدلة العملية أن اليهود المعاصرين الذين يدّعون أنهم ينتمون إلى فلسطين ليسوا هم أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين قبل الميلاد، وإنما ينتمون إلى إمبراطورية «الخزر التترية» التي قامت بين «بحر قزوين» و«البحر الأسود»، واعتنقت اليهودية في القرن الثامن الميلادي، وهو ما أكَده بعد ذلك بعشر سنوات «آرثر كوستلر» مؤلف كتاب «السبط الثالث عشر» الذي صدر عام 1976 وكوستلر روائي وصحفي وناقد إنجليزي هنغاري المولد، وُلد في بودابست لأبوين يهوديين. وقد دحض في كتابه أسطورة يهود إسرائيل.وكان الكاتب الصحفي محمد الباز قد طالب بإعادة فتح التحقيق في ظروف وفاة جمال حمدان، خلال كلمة ألقاها ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب مؤكدًا أن اقاربه يؤكدون وجود شبهة جنائية. من جانبه أشار الكاتب يوسف القعيد، خلال كلمته في المعرض، إلى بعض التفاصيل المحيطة بوفاة الكاتب حيث أشار الى وجود أُسرة غامضة كانت تسكن في الطابق العلوي من البناية التي كان يسكن فيها حمدان، واختفت هذه العائلة كليًا بعد وفاته، فضلًا عن الطاهي الذي كان يعد له طعامه واختفى بدوره، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان هناك شق جنائي في الوفاة. ومن الأحداث المحزنة في المعرض وفاة الكاتب المصري الشاب محمد حسن خليفة، أثناء وجوده في معرض القاهرة الدولي للكتاب في أول أيام افتتاحه للجمهور. وكان المأسوف على شبابه قد حضر الى المعرض لتوقيع مجموعته القصصية «إعلان عن قلب وحيد»، ولكنه خلال ذلك شعر بالإرهاق والتعب قبل أن يتوقف قلبه عن الخفقان. والغريب أن هذا الكاتب الشاب قد كتب نصًا في صفحته قبل يومين من وفاته، مقتبسًا من إحدى قصصه المعنونة بـ«روحي مقبرة»، جاء فيه: «علقت خبر موتي على الحائط، وكل صباح ومساء كنت ألقي نظرة عليه، لأطمئن أن ورقة الجرنال التي كتبت فيها الخبر بخط كبير وصفحة أولى بعيدًا عن الوفيات مازالت سليمة، وتستطيع أن تقاوم معي الأيام القادمة».ومن الوقائع المهمة اعلان الهيئة العامة للكتاب جوائز المعرض لعام 2020 حيث فازت في الرواية مي خالد عن رواية «تمار» الصادرة عن دار العربي، وفي القصة القصيرة فاز محمد لطفي جبريل عن مجموعة «مدار القلب» وفي شعر الفصحى ديوان «كأول شاعر في الأرض» للشاعر حسن شهاب الدين والصادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر.Alqaed2@gmail.com

مشاركة :