أكدت منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول (اوابك) أن الوقود الأحفوري والذي يستأثر حاليا بأكثر من 80% من إجمالي الطلب العالمي سيبقى المصدر الرئيس للطاقة لعدة عقود مقبلة. وقالت (اوابك): ان نمو الطلب العالمي على الوقود الاحفوري (النفط والغاز والفحم) سيستمر وستبقى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وخاصة دول (أوابك) رائدة في هذه التجارة العالمية. وبينت ان هذا الأمر يستدعي من الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز التوجه نحو ضخ المزيد من الاستثمارات لتحديث وتطوير المنشآت البترولية القائمة بهدف الوفاء بالطلب العالمي المستقبلي على الطاقة اضافة الى المحافظة على البيئة من الانبعاثات والتلوث. واشارت الى ان معظم التقارير الصادرة عن الهيئات والمنظمات الدولية المتخصصة في الطاقة تشير إلى استمرارية نمو الطلب على الوقود الاحفوري مؤكدة ان الدول الأعضاء في (أوابك) تتخذ جميع التدابير الممكنة للحد من الانبعاثات وحماية البيئة وتقليل حوادث العمل في منشآت ومرافق الطاقة. ولفتت الى ان من هذه التدابير تشجيع البحث العلمي في مجال تكنولوجيا كفاءة الطاقة وتنفيذ التقنيات الأكثر تقدما والتأكيد على تعزيز التعاون الدولي ودمج كفاءة الطاقة مع حماية البيئة. وذكرت ان الدول الاعضاء في (أوابك) نفذت العديد من المشاريع الكبرى لتقليل حجم الغاز المحروق في الشعلة ومنها السعودية والكويت والعراق موضحة ان بعض الدول الأعضاء حققت نتائج جيدة في مشاريع اصطياد الكربون وتخزينه مثل الجزائر والإمارات. واكدت حرص القائمين على الصناعة البترولية في (أوابك) على تطبيق أفضل المعايير العالمية في الصحة والسلامة والبيئة يأتي على اعتبار أن تطبيقها يمثل أحد الأركان الرئيسة لتحقيق صناعة بترولية ناجحة. ولفتت الى ان الدول الأعضاء في (أوابك) تسعى لتطوير أنظمة الصحة والسلامة والبيئة كما تسعى لإيجاد تشريعات وقوانين ملزمة لتطبيقها من خلال إعداد دليل لنظام إدارتها على مستوى كل شركة ومنشأة بترولية تحدد من خلاله المهام والمسؤوليات وشروط السلامة المهنية وعلاقتها مع مستوى الانتاج وبرامج الصيانة الدورية. وقالت (اوابك) ان الدليل يقدم شرحا متكاملا لعمليات الرصد البيئي والتفتيش المستمر لمواقع العمل للتأكد من تطبيق اجراءات الأمن والسلامة وتحديد الثغرات واقتراح الحلول الملائمة كما يساعد على تحديد الاحتياجات التدريبية للعاملين في المنشآت البترولية مع إجراء اختبارات دورية لقياس مدى جاهزية العاملين للخروج الآمن من المنشأة في حالة حدوث الخطر. واوضحت ان تطبيق أنظمة الصحة والسلامة والبيئة الحديثة والمتطورة في الصناعة البترولية العربية والعالمية يساهم في تحقيق العديد من الفوائد لتلك الصناعة وأهمها التقليل من الحوادث والمحافظة على أمن وسلامة العاملين والمنشآت البترولية اضافة لتحقيق العديد من الفوائد الاقتصادية من خلال تخفيض تكاليف التأمين على المنشآت البترولية وتحسين مردودها الاقتصادي. وعن العنصر البشري فقد ذكرت النشرة أنه العامل الأهم لضمان نجاح منظومة الصحة والسلامة والبيئة حيث تسببت الأخطاء البشرية في وقوع العديد من الحوادث المؤسفة لبعض العاملين في الصناعة البترولية سواء من خلال إصابات العمل المباشرة أو غير المباشرة كالحوادث المرورية التي يتعرض لها العاملون أثناء تنقلهم بين المنشآت البترولية في المناطق النائية. واشارت (اوابك) في افتتاحية نشرتها الشهرية الى ان هذه الحوادث تعد من التحديات الرئيسة في موضوع الصحة والسلامة والبيئة التي يعمل القائمون على هذه الصناعة للحد منها عبر تعزيز أنظمة الأمن والسلامة وتكثيف البرامج التدريبية ورفع مستوى الجاهزية لدى جميع العاملين في هذا المجال. واضافت ان الأمانة العامة لمنظمة (أوابك) تتابع ما تقوم به الدول الأعضاء من جهود كبيرة واهتمام بتطوير نظام الصحة والسلامة والبيئة في الصناعة البترولية كما انها تدعو للمزيد من التشجيع والدعم المادي والمعنوي لكافة الجهود العلمية والدراسات المتخصصة والمبادرات المجتمعية الرامية للمحافظة على سلامة الانسان والبيئة. واكدت حرص (أوابك) على دعم القضايا البيئية المرتبطة بالطاقة و كافة الجهود الدولية المتعلقة بتحقيق الاستدامة البيئية مشيدة بكافة المبادرات التي تقوم بها بعض الشركات البترولية العربية لتخصيص جوائز حول أفضل الممارسات والأبحاث العلمية في الصحة والسلامة والبيئة.
مشاركة :