تتنافس الفرق دائماً على جلب اللاعبين المحليين المتميزين، والذين من شأنهم أن يضيفوا الفائدة الفنية المرجوة منهم، عطفاً على المبالغ التي تدفعها الأندية لهم ولأنديتهم. ولعل صفقة لاعب الوسط يحيى الشهري من أبرز الصفقات التي دار حولها الجدل، وتنافس قطبا الرياض الهلال والنصر على ضمه، إلا أن الأول ظفر بخدماته بصفقة تجاوزت 48 مليون ريال، وهي التي تعتبر الأعلى في تاريخ الأندية السعودية، وظفر "فارس نجد" في ذلك الوقت بخدماته، بعد انسحاب "الزعيم" واستغلال المبلغ المرصود في شراء عقد البرازيلي تياغو نيفيز، الذي أثبت علو كعبه على أجانب الفرق الأخرى ومحلييهم خلال الموسمين الفائت والجاري. الشهري الذي أثار الكثير من الجدل لم يقدم القيمة الفنية المرجوة منه، بل أصبح عالة على الفريق ولازم دكة البدلاء في المواجهات الأخيرة، لاقتناع المدرب الأورغوياني خورخي داسيلفا بوجود من هم أفضل منه في قائمة اللاعبين "الصفراء". الشهري لم يعد ذلك اللاعب المؤثر في القائمة "الصفراء" ولا في المنتخب، ولم يعد يستطيع مجاراة زملائه اللاعبين عندما ارتفع الرتم في الفريق، وأصبح النصر بطلاً على الرغم الإصابات والظروف والنقص، فهو ليس لاعباً حاسماً ولا يملك الجرأة على الاختراق ولا التسديد، مشكلا عبئا كبيرا على الفريق الذي اعتاد هذا العام على أدريان ميرزفيسكي المحترف الأفضل في الأندية السعودية هذا الموسم، ونجم خط المنتصف المهاري والمفكر أحمد الفريدي. الشهري لعب 25 مواجهة للنصر في الدوري ومثل الفريق أساسياً ب20 منها بينما شارك لاعبا احتياطيا في خمس مباريات بواقع 1810 دقيقة، ولم يسجل سوى هدف واحد كان أمام الشباب في مواجهة الشباب والتي انتهت بنتيجة 3-صفر، وصنع أربعة أهداف كانت أمام نجران والفتح والاتحاد والرائد، فيما لعب الفريدي 15 مباراة ثماني منها كان أساسياً وشارك في سبع كلاعب احتياطي بواقع 767 دقيقة، واستطاع تسجيل خمسة أهداف اثنين منها أمام الاتحاد واثنين أمام الخليج وهدف وحيد أمام العروبة، كما صنع ثلاثة أهداف، اثنين منها أمام الأهلي الذي نافس النصر حتى الجولة 25 على اللقب والثالث كان أمام الفتح حسب ما ذكر في موقع احصائيات الدوري السعودي. وهذه الأرقام تؤكد أن الشهري لا يعوّل عليه كثيرا، خصوصاً في المواجهات الكبيرة والحاسمة، وأن المبالغ المالية الطائلة ليست دائماً هي الفيصل في التعاقدات وخير دليل تعاقد الأهلي مع السومة والمؤشر بمبالغ متواضعة مقارنة بما يتقاضاه اللاعبون من عقود.