قدم الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية واجب العزاء في ضحايا تفجير مسجد جامع العنود في الدمام الجمعة الماضي. وقال أمير المنطقة الشرقية خلال لقائه ذوي الشهداء وإمام مسجد العنود، "إن هذه الحادثة لن تزيدنا إلا لحمة وتماسكاً، ولن تؤثر في حياتنا شيئا، ولحمة هذا الصف ونسيجه الذي تكّون منذ مئات السنين بشكل طبيعي لن تؤثر فيه مثل هذه الحوادث الجبانة، ولم ولن تكون هناك تفرقة بين أحد من أفراد هذا الوطن، فالجميع يعيش على قلب رجل واحد ويد واحدة تحت مظلة قيادتنا الحكيمة". وأضاف أن "هذه الزمرة التي ارتكبت الجريمة النكراء مجموعة من الأشرار الذين باعوا دينهم ووطنهم وباعوا كل ثوابتهم بأرخص الأثمان، واستباحوا الدم الحرام في اليوم الحرام والمكان الحرام، ولم يفرقوا بين عابد من رجل أو امرأة أو طفل، بل على العكس من ذلك فديدنهم الجريمة"، وأردف "لقد رأينا منهم العجائب في جميع مناطق العالم ولا نستغرب منهم ما حدث، وأننا في هذه البلاد بحول الله وقوته وبقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين و ولي ولي العهد سنكون دائما يداً واحدة، قادرين على كل من يمس أمن واستقرار هذه البلاد، ولن نسمح في أي وقت من الأوقات أن تمس هذه البلاد من أي أحد"، وأعرب الأمير سعود بن نايف عن فخره واعتزازه بما أكد عليه أهالي وذوو الشهداء وأهالي المنطقة الشرقية، من تجديد ولائهم وبيعتهم لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد. من جهتهم؛ أعرب ذوو الشهداء عن شكرهم لأمير المنطقة الشرقية على مواساته إياهم في مصابهم، وقال الشيخ علي السلمان إمام مسجد العنود: "بعض المصائب تعد بركة على الإنسان، وهذه المصيبة سبب لحلول البركة علينا، حيث قدمت لنا وعياً بأهمية الأمن والأمان وقيمتها الحقيقية التي لن يشعر بها إلا من افتقدها". وأضاف "هذه الجريمة قرّبت القلوب وقوّت اللحمة بين أبناء الوطن وجعلتهم أكثر حرصاً على أمنه، وأظهرت اهتمام ولاة أمرنا والمسؤولين في الدولة بجميع المواطنين"، وأكد السلمان أن هذا الوطن أمانة بأيدي أبنائه جميعاً، وقال: "يجب الحفاظ على هذه الأمانة وأن يكون الجميع يدا واحدة خلف قيادتنا الرشيدة". من جهة أخرى يشيع في الرابعة من عصر غد الأربعاء أهالي حي العنود شهداء الحادث الأربعة بعد الانتهاء من إجراءت تحاليل DNA والإجراءات الأخرى لمثل هذه الحوادث. وأكملت اللجنه استعداها لاستقبال حشود المعزين المنتظر توافدهم على مخيم العزاء في حي المحمدية، وهو المكان الذي تم اختياره من قبل اللجنة وبالتنسيق مع الجهات الأمنية لاتساع المكان وسهولة الوصول اليه، وبعده عن أماكن الازدحام، وتم إنشاء مخيم كبير يتسع لآلاف المعزين المتوقع توافدهم اعتبارا من عصر اليوم ولمدة ثلاثة أيام وسيتم إغلاق مجلس السيد على الناصر في حي العنود فترة العزاء، وهو المكان الذي استقبل المعزين في الأيام الفائتة. من جهته قال الدكتور خالد السلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول، إن الله وفق هذه البلاد بقيادة حكيمة جعلت أمن الوطن والمواطن من أولويات اهتماماتها، ونحن ولله الحمد نشاهد ونتابع النجاحات الأمنية التي يسجلها جهاز وزارة الداخلية بقيادة ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد وزير الداخلية، والتي كان آخرها التصدي لمحاولة تفجير مسجد الإمام الحسين في حي العنود في مدينة الدمام. وأكد أن هذا النجاح يضاف إلى النجاحات السابقة فحادث تفجير مسجد القديح لم تمر عليه ساعات حتى تمكنت الجهات الأمنية من كشف هوية المنفذ والمدبرين من خلفه وبقية الخلية، ونحن نثق بأن النجاحات الأمنية ستتوالى بفضل من الله ويقظة رجال أمننا البواسل. وأضاف الدكتور السلطان : "لا شك أن أهداف تلك الفئة الإجرامية أصبح معروفا والجميع يدركه من كافة طوائف الشعب السعودي، ولا بأس أن نعيد ونذكر أن هدفهم هو زعزعة الأمن، وبث الفرقة بين أبناء المجتمع الواحد بأعمالهم الخبيثة، وما استهدافهم لدور العبادة الا لإحداث فتنة ولن يحققوا مبتغاهم، لأننا شعب مترابط ونقف صفا واحدا خلف قيادتنا الحكيمة، ونثق بأجهزتنا الأمنية، وبلا شك هم يستحقون ذلك وقادرون على بذل كل السبل لحماية أمن الوطن والمواطن. وقال سلمان المطرود أحد أعيان القطيف إن ما يحدث هو استهداف وطن بأكمله وليس طائفة بعينها، وعلينا الحذر وعدم الانجرار خلف تلك الأعمال الإرهابية المشينة، التي لم تجد سوى بيوت الله لتنفذ أعمالها الإجرامية، ونحن نعلم أهدافها التي تسعى إليها تلك الفئة، لكن هيهات أن تنجح في ذلك. وأضاف "لقد شاهدنا في حادث القديح الأليم كيف كان الشعب السعودي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه صفا واحدا متكاتفا في مواجهة ذلك الحادث الغادر، واليوم سيكون التلاحم أكبر وأكبر"، وأضاف "رحم الله الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل إنقاذ المصلين في المسجد، ولو لا لطف الله ويقظة رجال الأمن وتضحية أولئك الشجعان لحدثت كارثة أكبر، ونحمد الله على مكتوبه وندعو الله أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته".
مشاركة :