قلب الفيلم الكوري الجنوبي «Parasite» (طفيلي) الطاولة على الأعراف وصنع تاريخاً جديداً في جوائز الأوسكار بعدما أصبح أول فيلم غير ناطق بالإنكليزية يفوز بالجائزة الأبرز سينمائياً، في الدورة 92 من جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية (الأوسكار)، الحدث السينمائي الأبرز الذي يشكل ذروة موسم المكافآت في هوليوود. وحصل الفيلم الذي يتناول الهوة بين الأغنياء والفقراء في سول الحديثة أربع جوائز أوسكار شملت «أفضل مخرج» و«أفضل سيناريو» لبونج جون هو و«أفضل فيلم روائي دولي»، وهي التسمية الجديدة لفئة «أفضل فيلم أجنبي».كما فاز خواكين فينيكس بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن فيلم «Joker» (الجوكر)، بينما فازت رينيه زيلويغر بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «Judy» (جودي).وطالت الحفل الذي أقيم من دون مذيع على مسرح كوداك في لوس أنجليس الاميركية، الانتقادات عبر تلميحات وتعليقات ساخرة بشأن خلو قائمة ترشيحات أفضل مخرج من النساء، وكذلك وجود شخص واحد فقط من ذوي البشرة غير البيضاء بين 20 مرشحاً لجوائز التمثيل.وبالعودة إلى فيلم «Parasite،» تعتبر المحصلة التي حصدها رائعة لفيلم عرض مصحوباً بالترجمة في الولايات المتحدة، ليتفوق على كبرى شركات الإنتاج والمخضرمين في هوليوود أمثال مارتن سكورسيزي وكوينتن تارانتينو. كما جاء الفوز في ختام موسم جوائز شابته الانتقادات بسبب غياب التعددية النوعية.وفي المقابل، امتلأ مسرح جوائز الأوسكار بالممثلين وصنّاع السينما الكوريين الذين تحدث غالبيتهم للجمهور عبر مترجم.وقالت كواك سين آي المشاركة في إنتاج الفيلم «أعجز عن الكلام. لم نتخيل أن هذا سيحدث. سعداء للغاية. أشعر أن هذه لحظة تاريخية».وعندما تسلم بونج أول أوسكار في الليلة عن أفضل سيناريو كتب خصيصاً للسينما، حدق في تمثال الجائزة بدهشة. وأشاد لاحقاً بزملائه الأربعة الآخرين الذين رشحوا للجائزة قائلاً: «أتمنى لو حصلت على منشار وقسمت الأوسكار إلى خمسة (أجزاء) وتقاسمتها معكم جميعاً». فينيكس ممتنوألقى خواكين فينيكس كلمة طويلة مؤثرة عند استلام جائزة «أفضل ممثل» عن تغير المناخ وحقوق الحيوان، كما تحدث عن نفسه أيضاً. وقال «كنت وغداً في حياتي. كنت أنانياً، قاسياً في أوقات ويصعب العمل معي، وأنا سعيد لأن كثيرين في هذه القاعة أعطوني فرصة ثانية».وبينما كان يُنظر إلى فيلم «1917» لشركة يونيفرسال بيكتشرز الذي يدور عن الحرب العالمية الأولى باعتباره مؤهلاً لحصد الجوائز، لم يفز سوى بثلاث جوائز من بين عشر رشح لها، حيث فاز بجوائز أفضل تصوير وأفضل مؤثرات بصرية وأفضل مكساج صوت.ومنح فيلم المخرج كوينتن تارانتينو «Once Upon a Time in Hollywood» (ذات مرة في هوليوود) براد بيت أول أوسكار في مشواره، وحصل على جائزة أفضل ممثل مساعد. وفازت لورا ديرن بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «Marriage Story» (قصة زواج)، وهي أول جائزة أوسكار تحصل عليها.كما فاز فيلم «American Factory» (مصنع أميركي) الذي يعد باكورة إنتاج شركة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل، بجائزة أفضل فيلم وثائقي.وحصد الفيلم الكرتوني «Toy Story 4» أوسكار أفضل فيلم كرتوني، ليضيف إلى السلسلة ثالث أوسكار منذ انطلاقها قبل 25 عاماً.والفيلم هو الجزء الرابع والأخير الذي أطلقته استوديوهات «بيكسار» في 1995 عندما كانت شركة صغيرة غير معروفة وتطورت في ما بعد بشكل مذهل بفضل التكنولوجيا. وخرج فيلم «The Irishman» (الأيرلندي) من إنتاج شركة نتفليكس، الذي يتناول عالم المافيا ورشح لعشر جوائز أوسكار من حفل توزيع الجوائز خالي الوفاض. دور الموسيقىولعبت الموسيقى دوراً كبيراً في الحفل من خلال عرض مفاجئ قدمه مغني الراب إيمنيم بأغنيته الفائزة بالأوسكار العام 2003، «Lose Yourself» (لوز يورسيلف) من فيلم «8 mile» (ثمانية أميال).وأدى إلتون جون في الحفل أغنية «Love Me Again» من فيلم «Rocketman» (روكتمان) الذي يتناول سيرته الذاتية، والتي فاز عنها بجائزة أفضل أغنية صنعت خصيصاً لفيلم. وغنت الأميركية الشابة بيلي إيليش الفائزة بخمس جوائز غرامي الشهر الماضي أغنية البيتلز الشهيرة «Yesterday» (بالأمس). وعد الخطيب: تجرأنا على الحلم... ولن نندم على الكرامة لفتت المخرجة السورية وعد الخطيب الأنظار إليها، بارتدائها لفستان باللون الوردي الفاتح، مطرّز بجملة باللغة العربية: «تجرأنا على الحلم، ولن نندم على الكرامة»، في إشارة إلى معاناة بلادها وغربتها عن الوطن، وهو من تصميم السورية ريم مصري، وتولى تطريزه دار عقيل.وحضرت الخطيب الحفل برفقة زوجها الطبيب حمزة الخطيب وابنتها سما، للمشاركة في الحفل بعد ترشيح فيلمها «For Sama» (من أجل سما) عن فئة أفضل فيلم وثائقي، والذي تتحدث من خلاله عن رحلتها هي وابنتها الرضيعة وزوجها الطبيب، أثناء الأزمة الطاحنة في سورية ومدينة حلب، حتى اضطرت الأسرة إلى ترك الوطن.ورغم عدم إضافة الخطيب جائزة الأوسكار إلى جوائزها العالمية الأخرى منها في مهرجان كان السينمائي، وجوائز «بافتا»، إلا أنها استطاعت أن تمرر رسالة إلى العالم. ... ونتالي بورتمان تؤازر زميلاتها يبدو أنه كان يوم الرسائل، إذ اختارت النجمة ناتالي بورتمان أن تدعم زميلاتها اللواتي لم يحظين باهتمام نظراً لعدم ترشيحهن في الجوائز، وقررت هي أن تسلّط عليهن الأضواء بطريقتها. فارتدت فستاناً أسود طويلاً، زيّنته نقوش، بأسماء فنانات ومخرجات عملن على أفلام تراها رائعة، ولم يترشحن لجوائز الأوسكار هذا العام، ومن أبرزهن: غريتا غيرونغ، لولو وانغ ولورانس سكافاريا.
مشاركة :