نظمت المؤسسة المحمدية، بالتعاون مع أكاديمية أهل الصُّفَّة لدراسات التصوف وعلوم التراث، برئاسة فضيلة الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، الملتقى العلمي "لماذا التصوف؟ قراءة في منهج الإمام الرائد الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم"، بحضور نخبة من العلماء. أكد الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة البيت المحمدي، أنه لا جدوى في وقتنا المعاصر إلا بإصلاح التصوف، لاستعادة الروح إلى الأمة، وعصرنا في أمس الحاجة للتصوف الصحيح، فلا يمكن أن تختل القيم الأخلاقية إلا باختلال العقائد، والتصوف يعني المحبة بين الناس ونشر السلام، والتقرب إلى الله.وأضاف الدكتور عبدالفتاح بركة، عضو هيئة كبار العلماء، أن: "الشيخ محمد زكي الدين إبراهيم كان دقيقًا في حديثه، وواسع الصدر يقبل العذر، وهذا الجمع يدل على بركته، مشيرًا إلى أن أساتذتي في كلية أصول الدين في الخمسينيات كانوا من أهل التصوف، وقد نهلت من علمهم الكثير". وقال الشيخ محمد رفيق، شيخ الطريقة النقشبندية بباكستان: "إن هذه المجالس تذكرنا بأولياء الله لنسير على نهجهم في الصلاح والإصلاح، وأن بلادنا تحافظ على هذه المجالس العلمية إحياء لذكرى الصالحين". وأوضح الدكتور حسن جبر، عضو هيئة كبار العلماء، أن من حق كل عالم عارف ظهرت علامات صدقه وإخلاصه أن نحتفي بذكره، موضحًا أن التصوف هو روح رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فحقيقة الإسلام حب وسلام ومودة. وأشار الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، إلى أن الصحابة - رضوان الله عليهم- كانوا على طريق التصوف الذي هو تزكية النفس، وحياتهم كانت على الصفاء والنقاء، مؤكدًا ضرورة السير على نهج المصلحين والبعد عن المتشددين.وقال الشيخ محمد عبدالسلام، إن الشيخ محمد زكي، والمفكر الفرنسي رينيه جينو، قد التقوا في نقاط فكر واحدة وهي: إرساء التوحيد، والعودة للتراث.يذكر أن الملتقى العلمي "لماذا التصوف؟" يهدف إلى الإسهام في تصحيح الصورة الذهنية للتصوف الإسلامي ببيان منزلته من الدين الإسلامي، وكذا النهوض بالدعوة الصوفية الراشدية؛ برد الممارسات الصوفية إلى صحيح الكتاب والسنة، ومحاربة الأفكار الهدامة التي تؤدي إلى عدم استقرار المجتمعات، إضافة إلى التعريف بالإمام الرائد محمد زكي إبراهيم بمدارسة كتاباته، وبيان معالم منهجه الراشد.وشمل الملتقى عدة محاور، أهمها: مبادئ التصوف، وفلسفة الدعوة المحمدية وخصائصها، ومحاربتها لفتنة التكفير، وذلك بحضور أ.د/ عبدالفتاح بركة، وأ.د/ حسن جبر، أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وأ.د/ إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والشيخ محمد عبد السلام، شيخ الطريقة المحمدية بفرنسا، والدكتور محمد أبو ليلة، الأستاذ بكلية اللغات والترجمة، والدكتور علاء جانب، أستاذ الأدب والنقد الحائز على لقب أمير الشعراء، والدكتور حافظ منير مدير المركز الثقافي ببريطانيا.
مشاركة :