تسببت العاصفة «كيارا» في مصرع ثلاثة أشخاص على الأقل في أوروبا، وأدت إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية وتوقفت حركة القطارات وحرمت آلاف المنازل من التيار الكهربائي، وتسببت أمطار غزيرة في إخماد حرائق الغابات في أستراليا، في حين اكتست مناطق في الشرق الأوسط بالثلوج البيضاء مع وصول المنخفض الجوي «كريم» إلى المنطقة. وقتل رجل في جنوب غربي لندن، كما قتلت امرأة وابنتها بعد أن اقتلعت رياح عاتية سقف منزلهم. وأصيبت امرأتان بجروح بالغة في ألمانيا بسبب سقوط شجرة، إحداهما في حالة خطرة. وأصيب فتى في ال16 بجروح في بادربورن غرباً. واستؤنفت الحركة جزئياً على الخطوط الرئيسية لوسائل النقل التي كانت متوقفة منذ مساء الأحد، وتوقعت شركة السكك الحديدية حصول اضطرابات، في حين تنتقل العاصفة، المعروفة في ألمانيا باسم «سابين»، إلى جنوب البلاد. وفي الجمهورية التشيكية حيث بلغت سرعة الرياح 180 كلم في الساعة، أُصيب رجل بسقوط شجرة على سيارته. وتسببت العاصفة أيضاً بإصابة ما لا يقل عن 11 شخصاً بجروح في شرق فرنسا حيث حرم 90 ألف منزل من التيار الكهربائي. وفي المنطقة الباريسية أدى تساقط الأشجار على الطرقات إلى اضطرابات في قطارات الضواحي. واحتلت «عاصفة القرن» الصفحات الأولى في الصحف البريطانية. وصرّحت إيلين روبرتس من مكتب الأرصاد الجوية البريطانية «ميت اوفيس» إنها «على الأرجح أكبر عاصفة في القرن، نظراً لاتساعها» إلى جانب عاصفة ديسمبر 2013. ولا يزال هناك 180 إنذاراً بحصول فيضانات في جميع أنحاء بريطانيا التي تتحضّر في بعض المناطق لمواجهة رياح ثلجية وتساقط ثلوج، إلا أن القسم الأكبر من العاصفة قد مرّ. وأُلغيت مئات الرحلات في أوروبا منها حوالى 220 من وإلى مطار امستردام-سخيبول في هولندا، وأُلغيت أكثر من 700 رحلة في مطارات فرانكفورت وميونيخ ودوسلدورف وكولونيا الألمانية. وتوقعت النرويج أن تتسبب العاصفة التي سميت «إيلسا»، بفيضانات كبيرة في مطلع الأسبوع. من جانب آخر، أصدرت السلطات الأسترالية أوامر إجلاء بعد هطول أمطار غزيرة على سيدني والساحل الشرقي لولاية نيو ساوث ويلز مثيرة فوضى في أكبر مدن أستراليا في الوقت الذي أطفأت فيه بعض حرائق الغابات المحتدمة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني. وحذرت السلطات من أن الأمطار قد تؤدي إلى فيضانات تهدد حياة الناس في الساحل الجنوبي لولاية نيو ساوث ويلز. وقالت هيئة الإطفاء الريفية بولاية نيو ساوث ويلز إنه تم أخيراً إخماد أعنف حرائق الغابات بالولاية على الساحل الجنوبي للولاية بفضل الأمطار. في غضون ذلك، ذكرت مراكز الأرصاد الجوية، تأثر الشرق الأوسط بالمنخفض الجوي «كريم»، وذلك مع استمرار انخفاض درجات الحرارة، وتساقط الأمطار والجليد على دول المنطقة. وتعرض لبنان، بسبب هذا المنخفض، لسقوط أمطار غزيرة، بالإضافة إلى هطول الثلوج على المرتفعات بمناطق مختلفة. وترافقت العاصفة التي تشمل بلداناً مجاورة للبنان وهي تركيا وسوريا والأردن ومصر والسعودية وغيرها مع انخفاض الحرارة بشكل كبير. ووصلت على السواحل إلى ما دون 7 درجات مئوية وعلى الجبال إلى ما دون الصفر. وسيطرت برودة قاسية من المتوقع أن تستمر حتى الثلاثاء، مع حلول موجات من الصقيع. ورجحت هيئة الأرصاد السعودية تعرضها لكتلة هوائية، ستسبب طقساً شديد البرودة على المملكة، وتساقط الثلوج على بعض المرتفعات. (وكالات)
مشاركة :